ردت الرئاسة العراقية بغضب اليوم على متهميها بالفشل في تمثيل العراق في مؤتمر قمة المناخ في باريس وبعزلة الرئيس معصوم عن باقي القادة وتكليف الوفد المرافق له لخزينة الدولة ربع مليون يورو.
لندن: قالت الرئاسة العراقية ردًا على الانتقادات النيابية والاعلامية لادائها في قمة المناخ التي بدأت في باريس الاثنين الماضي بمشاركة زعماء 150 دولة إن "بعض وسائل الاعلام نشر كلاماً جرى نشره على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمن معلومات غير صحيحة عن الوفد العراقي المشارك في قمة التغيرات المناخية المنعقدة في باريس".
وأشارت في بيان صحافي الاربعاء اطلعت على نصه "إيلاف" إلى أنّه "مراعاة للدقة ولتأمين معلومات صحيحة للرأي العام فإنها توضح" انه قد تم استقبال الرئيس فؤاد معصوم بروتوكولياً ورسمياً حسب السياقات المعتمدة وسيجتمع سيادة الرئيس عصر اليوم مع رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند في لقاء ثنائي ورسمي.
وأضافت ان معصوم ألقى كلمة العراق في قاعة المؤتمرات المخصصة رسمياً، حيث تم تقسيم الوفود المشاركة على قاعتين وحسب الحروف الابجدية للدول ففي القاعة التي القيت فيها كلمة العراق، ألقيت أيضاً كلمات دول اخرى من بينها المانيا وتركيا واوكرانيا واليابان وكوريا الجنوبية واليونان واسبانيا وتونس والبحرين والأرجنتين والمكسيك. وأشارت إلى أنّه قد تم نقل كلمة معصوم نقلاً مباشراً، كما هو الحال مع كلمات جميع رؤساء الدول على القناة الرسمية الفرنسية، كما تم بث الكلمة عبر قناة العراقية الفضائية.
وأضافت الرئاسة العراقية انه كان الوفد العراقي بضمنه وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ومستشارو الرئيس والسفير العراقي في باريس مرافقين للرئيس باستمرار ومتواجدين معه عند القائه كلمة العراق.. وانه بخلاف ما قيل، فإن كلمة الرئيس تركزت على حرب العراق مع الارهاب والمشكلات البيئية والمناخية التي يواجهها العراق، إضافة إلى إدانة الإعتداءات الارهابية ضد فرنسا والدول الاخرى.
وحول ما ذكره نائب عراقي عن نفقات باهظة كلفت خزينة الدولة العراقية بسبب الوفد الضخم الذي رافق معصوم حيث وصلت إلى ربع مليون يورو أكدت الرئاسة ان "كل ما قيل عن عدد أعضاء الوفد، وعن المصاريف كان كلاماً كاذباً، حيث لم تتجاوز مصاريف الوفد المشارك 100مليون دينار عراقي (حوالى 90 الف دولار).
وعن عزلة الوفد العراقي في باريس اوضحت الرئاسة ان "معصوم قد اجتمع على هامش القمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس جزر القمر اكليل ضنين ونائبة رئيس الجمهورية الايرانية حيث حظيت مواقف العراق في القمة بأهمية بالغة من قبل منظمي المؤتمر والدول المشاركة وذلك لما قدمه العراق من وجهات نظر وأوراق فنية عبّرت عن معالجات حقيقية وواقعية للتغيرات المناخية وهي معدة من قبل الجهات الفنية في الوفد العراقي".
وعبرت الرئاسة العراقية عن املها في ان "تلتزم بعض الوسائل الاعلامية الدقة والمهنية في نقل الاخبار& وتحريها من مصادرها، نشير إلى أنّ رئاسة الجمهورية ستقيم دعوى قضائية ضد عضو في مجلس النواب كان قد صرح بمعلومات خاطئة ومضللة".
وكان معصوم وصل إلى باريس الاحد الماضي حيث شارك في أعمال الدورة 21 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ بحضور 150 رئيس دولة وحكومة حيث القى كلمة العراق في المؤتمر الذي انطلقت أعماله الإثنين الماضي وتستمر إلى الحادي عشر من الشهر الحالي حيث يرافقه وفد رفيع المستوى يضم عدداً من الوزراء والمستشارين والخبراء.
ما الذي أغضب الرئاسة؟
وجاء رد الرئاسة العراقية الغاضب هذا ردا على تقارير تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي العراقي خلال الساعات وعلى نطاق واسع أشارت إلى أنّ الحكومة الفرنسية وجهت دعوة للوفد العراقي الذي ترأسه معصوم على ان يضم 4 اشخاص.. لكن الوفد الذي رافقه ضم 82 شخصا وطبعا فقد تحملت فرنسا نفقات خمسة اشخاص فقط اما البقية فتحملت نفقاتهم خزينة الدولة العراقية وكانت الكلفة الكلية قد بلغت ربع مليون يورو في وقت يعاني العراق أزمة مالية اثر انخفاض أسعار النفط عالميا.&&
وقالت إن مشاركة معصوم في القمة فاشلة بكل معنى الكلمة حيث انه وبخلاف بقية رؤساء وفود الدول المشاركة الذين القوا كلماتهم في الجلسات العامة فأنه قد القى كلمته في قاعة جانبية ولم يستمع اليه اي من رؤساء الدول المشاركة.. في وقت كان الوفد العراقي المرافق للرئيس ينتظر في باحات المؤتمر موعد خطابه لكنه وحتى انتهاء اعمال اليوم الاول ثم علم فيما بعد وفي وقت متأخر ان الرئيس قد ألقى خطابه في قاعة جانبية بالفعل لكن الوفد لم يعرف ذلك.
وادعت التقارير ان منظمة اليونسكو كانت قد رفعت العلم العراقي في اليوم الاول للمؤتمر وفرشت السجاد الأحمر لاستقبال رئيس الجمهورية العراقي كما دعت جميع سفراء دول العالم في باريس لاستقباله في مبادرة قلما تحصل مع قادة الدول لكن الرئيس ألغى الزيارة قبل ساعات قليلة من موعد حضوره إلى اليونسكو رغم التحضيرات الكبيرة لاستقباله.&&&&&&&&&&&&
وقد أبلغت الرئاسة العراقية اليونسكو أن رئيس الجمهورية مريض ولا يستطيع مغادرة مقر إقامته إلا أن معصوم جلس في الفندق الذي يقيم فيه لإجراء حوار تلفزيوني مع قناة فرنسا 24. وقالت إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان باستقبال جميع رؤساء الدول الذين وصلوا إلى باريس باستنثاء الرئيس فؤاد معصوم حيث جرى استقباله من قبل وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس.
معصوم يتحدث عن التحديات السياسية والامنية والاقتصادية
واليوم الاربعاء التقى معصوم في مقر اقامته في العاصمة الفرنسية باريس مجموعة من الصحافيين الفرنسيين والعرب حيث أشار إلى مجمل التحديات السياسية والامنية والاقتصادية في البلاد فضلاً عن علاقات العراق مع محيطه العربي والاقليمي ودول العالم.
وفي معرض جوابه على اسئلة الصحافيين أكد أن العراقيين موحدون في تصديهم لتنظيم داعش ولديهم تصميم قوي على التخلص من جرائمه.
كما تحدث عن عزم الحكومة على اجراء الاصلاحات والعمل على انعاش الاقتصاد العراقي. وسلط الضوء على فحوى محادثاته مع مجموعة من الرؤساء وكبار الشخصيات السياسية في العاصمة الفرنسية مشيرًا إلى أنّه سيختتم زيارته باجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للتباحث حول تطوير العلاقات الثنائية.
وقد أجاب الرئيس العراقي على العديد من أسئلة الصحافيين حول القضايا الملحة في العراق والمنطقة بشكل عام.
التعليقات