ماذا يريد المواطن اللبناني من التسوية الرئاسية المطروحة، والتي ستأتي بسليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، مقابل أن يكون سعد الحريري رئيسًا للحكومة اللبنانية، وما هي أهم مطالب المواطنين تجاه هذه التسوية؟.


ريما زهار من بيروت: يبدو أن التسوية الرئاسية المطروحة في لبنان، أي انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، مقابل انتخاب رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري رئيسًا للحكومة، يبدو أنها تواجه عراقيل عدة، لا تبدأ مع الممانعة المسيحية، ولا تنتهي مع موقف حزب الله، الذي لا يزال غامضًا تجاه هذه التسوية. ماذا يقول المواطن اللبناني، وما هو موقفه من تسوية فرنجية الحريري؟.

إحراق المرشحين
ماجد خباز يعتبر أن كل التسويات إنما هي لإحراق المرشحين، تمامًا كما حصل سابقًا مع ترشيح الحريري لرئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، وكل التسويات برأيه غير جدّية، وهي فقط هدر للوقت.

عن انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، يؤكد أنه من الشخصيات الأربع المسيحية القوية، التي تم ترشيحها من قبل بكركي، لكن في لبنان شخصيات أخرى تملك صفات تؤهّلها لأن تتبوأ رئاسة الجمهورية، فلماذا نبحث دائمًا عن التوريث السياسي، ولا نتوجه إلى الشخصيات التي تحمل صفات رئاسية جيدة؟.

يتساءل خباز "ما هو سر توافق كل الدول اليوم على فرنجية، هل هناك قطبة مخفية من وراء هذا التوافق الدولي، ولماذا الحديث إما فرنجية وإما استمرار الفراغ الرئاسي إلى ما لا نهاية، ولماذا لا يتفق الأقطاب المسيحيون على اسم مرشح في ما بينهم، وتنتهي مسرحية تعيين رئيس الجمهورية، كما هو حاصل اليوم من قبل الدول الكبرى والفاعلة؟.

مرحلة التجميد
سنتيا بجاني تعتبر أن التسوية اليوم هي في مرحلة التجميد، ولا يمكن أن تتمخض عنها أمور جدية، خصوصًا أن معظم الأقطاب المسيحيين لم يتفقوا عليها، وهي ليست ضد ترشيح فرنجية، إنما هي ضد أن تفرض جهة رئيسًا على اللبنانيين، فالنواب لهم الحرية في اختيار من يريدون كرئيس للجمهورية.

وعن لقاء عون وفرنجية المرتقب، ومدى مساهمة ذلك في تفعيل هذه التسوية، تعتبر بجاني أن موقف عون معروف مسبقًا، وهو لن يقبل بترشيح أحد غيره، فهو مع المثل القائل: "أنا للرئاسة أو لا أحد"، من هنا الصعوبة في اكتمال نضوج تلك التسوية لبنانيًا وخارجيًا.

وتلفت بجاني إلى موقف حزب الله، الذي لا يزال غامضًا تجاه هذه التسوية، وتتساءل "هل يتخلى حزب الله عن حليفه عون مقابل أن يرشّح فرنجية للرئاسة الأولى؟".

التوافق الدولي
فريد سليمان يتحدث عن التوافق الدولي على فرنجية كرئيس للجمهورية، وهو ما يجب التوقف عنده والعمل به، لأن لبنان بحاجة إلى فرصة، تكون فيها كل الدول متوافقة على اسم رئيس للجمهورية، لأنه كما بات معروفًا فإن الدول هي التي تقرر من سيكون الرئيس في لبنان، وهذا أمر متعارف عليه منذ القدم، وهذا كان معمولاً به منذ بدء الجمهورية اللبنانية.

رغم ذلك يلفت سليمان إلى ضرورة أن ينبع هذا التوافق الدولي من ضمن توافق داخلي، لأن الإرادة الداخلية مهمة أيضًا، ففي النهاية رئيس الجمهورية سيكون للبنانيين، وليس للخارج.

وبرأيه لا ضرر في انتخاب فرنجية رئيسًا للجمهورية، شرط أن يلتزم بلبنان أولًا، وليس بعلاقاته مع سوريا، وأن يكون لديه برنامجه الواضح حيال لبنان، وأن يكون على علاقة سوية بين كل من قوى 14 و8 آذار، وألا يشكل فريقًا ضد فريق آخر.

&

&