نصر المجالي: قالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة تجري "مراجعة جدية" عن تقارير عن قيام إيران بتجربة جديدة لصاروخ باليستي متوسط المدى في الشهر الماضي.

وأعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى سامانثا باور الأمم المتحدة أن بلادها تجري مراجعة جادة عن التجربة التي جرت في 21 تشرين الثاني (نوفمبر) وهي تعتبر انتهاكاً لقرارين صادرين عن مجلس الأمن الدولي.

وأضافت السفيرة باور أنه إذا تأكد لواشنطن هذه التقارير، فإنها سترفع القضية الى مجلس الامن لاتخاذ الإجراء المناسب. ومن جانبه، أصدر السيناتور الأميركي بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بيانا أدان فيه ما وصفه عدم الاستجابة لانتهاكات الصواريخ الإيرانية.

إنتهاك

وأضاف: إن إيران تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي ولا يعرف ما إذا كان من المرجح أن تتخذ أية إجراءات من جانب الإدارة الأميركية أو مجلس الأمن.

وحسب التقارير فإنه مدى الصاوخ (قدر 110) الذي اختبرته إيران في ميناء شاباهار القريب من الحدود الإيرانية الباكستانية يبلغ ما بين 1800 إلى 2000 كيلومتر، وهو نموذج مطور من صاروخ (شهاب 3) الذي يبلغ مداه 1300 كيلومتر.

يذكر أنه في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، دعت واشنطن ولندن وباريس وبرلين لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن إلى التحرك بعد اختبار سابق أجرته طهران لصاروخ باليستي، لكن اللجنة لم تتخذ أي خطوات حتى الآن.

وكانت إيران كشفت قبل أسبوعين عن ترسانة من الصواريخ التي تمتلكها حينما صرح نائب قائد القدس في الحرس الثوري محمد حجازي، بأن بلاده تحتكم على 14 نفقا في أعماق الأرض تحوي تلك الصواريخ.

وبينما لم يصدر أي موقف واضح من الدول المجاورة لإيران حول هذا الاستفزاز، تصر واشنطن على حظر اختبارات الصواريخ الباليستية في إيران، وذلك اعتمادا على قرار أصدره مجلس الأمن العام 2010 لتشديد العقوبات الدولية على طهران.

وهذا القرار من المفترض أن يبقى حيّز التنفيذ حتى تطبيق الاتفاق النووي الشامل بين إيران والدول الست الكبرى والذي أبرم في فيينا منتصف تموز الماضي بغية إغلاق الملف النووي الإيراني نهائيا. وينص الاتفاق على رفع معظم العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي والعسكرية.

وفي القرار الذي أصدره مجلس الأمن في 20 تموز (يوليو) الماضي دعما لصفقة فيينا النووية، جدد المجتمع الدولي دعوته إلى طهران لتعليق برامج الصواريخ الباليستية لمدة 8 سنوات.

الاختبارات الصاروخية

وحظرت جميع اختبارات الصواريخ الباليستية من قبل إيران بموجب قرار مجلس الأمن 2010 الذي لا يزال ساري المفعول حتى يتم تطبيق الاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية الست.

وبموجب صفقة فيينا حول الاتفاق النووي سوف يتم رفع معظم العقوبات على ايران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. ووفقا للاتفاق فإنه يتعين على إيران أن تمتنع عن انتاج الصواريخ الباليستية لمدة تصل إلى ثماني سنوات.

ويشار إلى أن القوات المسلحة الإيرانية عرضت الصاروخ (قدر 110) لأول مره للجمهور في عرض عسكري سنوي بمناسبة الحرب بين إيران والعراق.

ويعتقد أن يكون الصاروخ يعمل بالوقود السائل في المرحلة الأولى والوقود الصلب في المرحلة الثانية، ويملك قدرة أعلى على المناورة وأقصر وقتاً في الاعداد من صاروخ شهاب- 3.