ترافق "الاعلان الدستوري" الذي أعلنت عنه ميليشيات الحوثي الجمعة، مع حملة قمع شديدة ضد معارضي هذه الجماعة المدعومة من إيران والتي اجتاحت العاصمة صنعاء بقوة السلاح.
صنعاء: اعتقل الحوثيون مساء الجمعة خمسة ناشطين، من ساحة التغيير بصنعاء، بعد ساعات من إعلان ما يسمي بـ"الإعلان الدستوري الحوثي".
وقال نشطاء وتقارير صحافية إن مسلحين حوثيين اعتقلوا مراسل قناة "يمن شباب" امين دبوان، وكذلك الناشطين يحيى السواري وياسر الشيباني ويحيي حمران ومحمد الفقية، من ساحة التغيير بصنعاء، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
ونشرت جماعة الحوثي العشرات من المسلحين في ساحة التغيير تحسباً لأي تظاهرات مناوئة لإعلانهم الدستوري.
وحل الحوثيون البرلمان اليمني يوم الجمعة وأعلنوا تشكيل مجلس مؤقت بديل، فيما وصفته قوى سياسية كثيرة بكونه "انقلاب مكتمل الأركان".
وجاء في بيان أذاعه التلفزيون "يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسي مكون من خمسة أعضاء ينتخبهم المجلس الوطني."
وأضاف البيان "يكلف مجلس الرئاسة من يراه من أعضاء المجلس الوطني أو من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية."
وحضر بعض الزعماء السياسيين إعلان البيان في قصر الرئاسة.
ويمر اليمن باضطراب سياسي شديد منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح بعد استيلاء الحوثيين على قصر الرئاسة وتحديد إقامة رئيس الدولة في إطار سعيهم لتشديد قبضتهم السياسية.
كرمان تحضّ على التظاهر
إلى ذلك، علقت الناشطة اليمنية توكل كرمان على إعلان جماعة الحوثي المسلحة الذى وصفته الجماعة بالدستوري والذى جاء تتويجًا لاحتلالها العاصمة صنعاء، قائلة: "وضعت نفسها بشكل واضح في مواجهة شاملة مع كافة اليمنيين".
وأضافت كرمان فى تدوينة لها بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: "الذين احتلت عاصمتهم وقوضت دولتهم وصادرت أحلامهم وطموحاتهم بالدولة الوطنية".
وتابعت: "ندعوا جميع اليمنيين في كل المحافظات خارج العاصمة المحتلة إلى التعامل مع إعلان الحوثي باعتباره اجراء غير ملزم واعتبار اي اجراءات او توجيهات ستصدر عن السلطة الانقلابية التي ستتمخض عن اعلان الحوثي باطلة وغير مشروعة وغير ملزمة لكافة المحافظات والأقاليم خارج العاصمة المحتلة".
وقالت: "ندعوا كافة أبناء شعبنا إلى رفض الانقلاب ومقاومته حتى اسقاطه وتحرير العاصمة المحتلة والمغتصبة..النصر للشعب والمجد لليمن".
الإحتجاجات تتوسع
وقال شهود ان مئات الشبان تظاهروا مساء الجمعة في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية احتجاجا على اعلان الميليشيات الشيعية سلسلة من الخطوات التي من شانها ان تعزز سيطرتهم على هذا البلد.
وفي صنعاء، اطلقت عناصر الميليشليات النار في الهواء واوقفوا ستة ناشطين بينهم صحافي في محطة تلفزيون محلية، اثناء محاولتهم تفريق تظاهرة في مكان قريب من الجامعة، بحسب شهود.
كما سارت تظاهرات مماثلة في الحديدة وتعز وعدن حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد ب"انقلاب" الحوثيين وفقا لما ذكره عدد من السكان.
وفي تعز، اكبر مدن اليمن، نصب متظاهرون خيمة امام مقر حاكم المحافظة التي تحمل الاسم ذاته مشيرين الى اعصام للتنديد ب"الانقلاب" ايضا.
وفي "اعلان دستوري" صدر من القصر الرئاسي، قررت المليشيا الشيعية تشكيل مجلس وطني من 551 عضوا سيحل مكان البرلمان.
وسيقوم المجلس الرئاسي لاحقا بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لفترة انتقالية حددتها ميليشيا انصار الله في الاعلان الرئاسي بسنتين.
الى ذلك، ارتفعت اصوات في الاوساط السياسية وبين الناشطين تدين خطوات الحوثيين الذين اعلنوا حل البرلمان واقامة مجلس رئاسي لحكم البلاد.
وقال محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور ان السلطات المحلية في الاقليم الذي يضم محافظات لحج والضالع وابين وعدن "لن تتعامل مع الإعلان الدستوري" الذي وصفه بانه "انقلاب على الشرعية الدستورية" .
واشار الى "لقاء وطني لإقليم عدن والجند وحضرموت وسبأ ندين فيه الانقلاب".
من جهته، اعلن الحزب الوحدوي الناصري رفضه الاعلان الدستوري.
وقال محمد الصبري القيادي في الحزب لفرانس برس ان "ما جرى تنصل من هذه الجماعة من كل الاتفاقيات التي وقعت عليها مع شركاء العملية السياسية (...) انه عمل غير شرعي وخطوة انقلابية".
وأكد ادانة الحزب "كل أعمال الخطف والاعتقال" مشيرا الى "التمسك بحق الناس في التظاهر والتعبير السلمي والتجمعات".
على صعيد اخر، نقلت وكالة الانباء الرسمية عن مصدر امني قوله ان محمد جابر عودة محافظ صعدة ، معقل الحوثيين، نجا من محاولة لقتله بواسطة انفجار استهدف موكبه .
واعلن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيان بثته مواقع اسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
واليمن، حليف الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة، غارق في ازمة سياسية حادة منذ 22 كانون الثاني/يناير اثر استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته بعد يومين من سيطرة الحوثيين على مقر الرئاسة.
التعليقات