قتل سبعة من الجيش السوري النظامي، بينهم 3 ضباط برتبة عقيد وملازم أول ونقيب، وذلك إثر إسقاط طائرتهم المروحية فوق منطقة مطار ابو الظهور العسكري، الذي اقتحمته جبهة النصرة مساء الاثنين.


إسماعيل دبارة: تخوض "جبهة النصرة"، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، مع فصائل اسلامية أخرى معارك للسيطرة على مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب، بعد حصار دام أسابيع.

وباغت المسلحون الاسلاميون قوات الأسد مساء الاثنين، وتمكنوا من اسقاط طائرة مروحية في محيط المطار، وتأكد نبأ مقتل طاقمها، ومن كانوا على متنها، وعددهم سبعة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان اطلعت "إيلاف" على نسخة منه: "دارت اشتباكات بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل مقاتلة وإسلامية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية طلب بريف أبو الظهور، دون معلومات عن إصابات إلى الآن".

وفي بيان لاحق، قال المرصد إنه "تأكد مقتل 7 عناصر من قوات النظام، بينهم 3 ضباط برتبة عقيد وملازم أول ونقيب، إثر إسقاط طائرتهم المروحية فوق منطقة مطار ابو الظهور العسكري ليل أمس، جراء استهدافها من قبل مقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والكتائب الإسلامية".

وتفرض "جبهة النصرة" حصاراً خانقًا منذ ثلاثة أسابيع على المطار، بهدف السيطرة عليه، بعد أن تمكّنت مع فصائل معارضة أخرى من دحر قوات النظام من معسكري وادي الضيف والحامدية، أكبر معقلين للنظام في ريف إدلب، فيما يقول ناشطون إنّ سقوط المطار المحاصر "بات أمراً محتماً، وهي مسألة وقت فحسب".
&
ويُعدّ مطار أبو الظهور، الواقع جنوب شرقي مدينة معرة النعمان، أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، وثاني أهم مطار عسكري في سوريا، وتبلغ مساحته 8 كيلومترات مربعة، وفيه 22 محطاً لطائرات ميغ 21 وميغ 23، ويتمركز فيه حوالي 500 عنصر من الجيش السوري، ويتبع إدارياً للواء 14 الموجود في حماة.

الجيش يتقدم في الريف الشمالي لحلب

إلى ذلك، يحقق الجيش السوري تقدمًا في ريف حلب الشمالي اثر هجوم شنه صباح الثلاثاء بهدف قطع طرق الامداد امام الجماعات المسلحة وفك الطوق عن المدينة الشمالية وبلدتين شيعيتين، بحسب ما افادت مصادر ميدانية سورية ومنظمة غير حكومية.

وقال مصدر ميداني سوري لوكالة فرانس برس، "معركة اليوم مهمة جدًا ومعركة حلب عمومًا مهمة جدًا لنا"، مضيفًا أن "الهدف هو فك الطوق عن مدينة حلب، وفك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء" الشيعيتين المحاصرتين من قبل جبهة النصرة منذ اكثر من سنة ونصف.

وذكر المصدر أن الجيش السوري تمكن خلال الهجوم الذي اطلقه صباح اليوم من السيطرة "على عدة بلدات وقرى" في ريف حلب الشمالي، حيث تسيطر ايضًا الفصائل المعارضة على طريق رئيسي يمتد نحو تركيا وتستخدمه لنقل المؤن والعتاد.

واوضح: "هناك اشتباكات عنيفة جدًا وسط قصف مدفعي وصاروخي متواصل على مواقع الجماعات المسلحة في العديد من الجبهات"، مشددًا على ان "العملية ستتواصل بكل حزم وقوة".

وذكر من جهته مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن قوات النظام السوري التي تقاتل خليطًا من فصائل معارضة وجبهة النصرة سيطرت على قريتي باشكوي ورتيان شمال حلب، وتخوض معارك عنيفة للسيطرة على قرى اخرى محيطة بها والتقدم نحو نبل والزهراء غربًا.

وتابع أن الهدف من الهجوم الذي يشنه الجيش السوري بمساندة من "لواء القدس الفلسطيني ومقاتلين من حزب الله اللبناني ومقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات ايرانية وافغانية" هو "اغلاق الطريق الذي يصل بين الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب، وتركيا".

وادت المواجهات الى وقف حركة السير على الطريق الواصل بين حلب والحدود التركية.

واشار عبد الرحمن الى مقتل 12 مسلحًا في الاشتباكات الدائرة منذ صباح اليوم في ريف حلب الشمالي، بينما قتل ستة مسلحين آخرين في اشتباكات محدودة دارت داخل مدينة حلب المنقسمة بين جزء خاضع لسيطرة النظام وجزء خاضع لسيطرة المعارضة.

وذكر أن الفصائل المعارضة قصفت المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام بالصواريخ، ما ادى الى مقتل 12 مدنيًا.

ويشن الجيش السوري هجومه في ريف حلب الشمالي بالتزامن مع هجوم مماثل يشنه بمساندة خصوصًا من حزب الله في الجنوب عند مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي بالقرب من الحدود الاسرائيلية، وذلك بهدف تأمين الريف الجنوبي للعاصمة.

وقال المصدر الميداني لفرانس برس إن "هجوم اليوم لا علاقة له" بالعمليات العسكرية في الجنوب، مضيفًا رغم ذلك أن "العملية العسكرية تبين قدرة الجيش السوري على فتح عدة جبهات في وقت واحد".