في كلمات مؤثرة وباعثة على التفاؤل رغم اعترافه بالتحديات التي تواجه العراقيين، ودع نيكولاي ملادينوف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق هذا البلد بالتعبير عن أمله في مستقبل أفضل للعراقيين.


لندن: قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في كلمة أمام مجلس الامن الدولي، تسلمت "إيلاف" نسخة منها، لمشارفة فترة خدمته بمنصب الممثل الخاص للأمين العام على الانتهاء "اسمحوا لي أن اتحدث بشكل شخصي لأعرب عن شديد تواضعي أمام شعب العراق فلقد عاش هذا الشعب لعقود تحت نير الدكتاتورية والصراع وتحت تهديد الإرهاب وعلى الرغم من ذلك فهو يواصل تصميمه على بناء دولة ديمقراطية".

وأضاف أن "أجيالا نشأت في العراق وهي تحمل آثاراً لا تُمحى وتربّت في ظل الخوف.. خوف من الاضطهاد وخوف على مستقبلهم وخوف على حياتهم حيث ترك ذلك في المجتمع العراقي ندوباً عميقةً يستغرق شفاؤها زمناً طويلاً بيد أن العلاج يكمن في التطلع الى الوحدة والمصالحة وليس في استذكار سياسات الماضي الفاشلة".

وشدد على أن "داعش يزداد قوة عندما يضعف العراق.. والعراق يضعف عندما تقسمه السياسة الطائفية وعندما تتقدم الانتماءات السياسية على الولاء للوطن".

وقال "إن تفاؤلي الذي لا يتزعزع تجاه هذا البلد ينبع من الروح التي يتمتع بها العراقيون العاديون اولئك الذين هبوا للدفاع عن بلدهم في صيف العام الماضي اولئك الذين خرجوا للإدلاء بأصواتهم على الرغم من السيارات المفخخة والهجمات الإرهابية.. أولئك الذين لا يهمهم كون أحدهم شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو أيزيدياً أو كردياً أو عربياً أو ينتمي الى أي مكون آخر...انهم الغالبية الساحقة من العراقيين العاديين الذين ليس لديهم بلد أجنبي يفرّون اليه أو جواز سفر دولة أخرى يركنون إليه. هؤلاء هم النساء والرجال الذين سيبنون العراق الجديد وما يمكننا بل يتوجب علينا فعله كمجتمع دولي هو مساعدتهم على النجاح".

وشدد بالقول "علينا دعمهم في بناء الديمقراطية التي من دونها لن يشعر غالبية العراقيين بالأمان ولن تُصان حقوقهم كبشر..علينا العمل معهم لتحقيق التوازن بين مكوناتهم المتنوعة داخل البلاد، لأنه بغياب التوازن سيستمر العنف والتطرف. علينا مساعدتهم لتحقيق العدالة - وليس الانتقام - لجرائم الماضي وانتهاكات الحاضر. وأخيرًا علينا تقديم الاحترام والكرامة التي يستحقها شعب العراق.. تلك هي المهمة النبيلة للأمم المتحدة في العراق".

وخاطب ملادينوف ممثلي دول مجلس الامن بالقول "اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر لحكوماتكم والسيد الأمين العام للموقف الموحد الذي أبديتموه في دعم العراق ولدعمكم الثابت للبعثة وللثقة التي أوليتموني إياها للقيام بهذه المهمة الصعبة.. وأود أن أعرب عن عميق امتناني الى زملائي في البعثة وفي الأمانة العامة وفي فريق الأمم المتحدة القطري لالتزامهم وشجاعتهم وعملهم الجاد على مدى السنوات الماضية.. وأود أن أشكر حكومة وشعب العراق لكرم الضيافة الذي غمروني به ولصداقتهم وللشجاعة التي أبدوها على نحو يومي بعدم استسلامهم للإرهاب.. لقد شرّفني العمل ممثلاً خاصاً للأمين العام في العراق".

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قرر في الخامس من الشهر الحالي تعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط. وأشار في بيان إلى أن "ملادينوف سيخلف الهولندي روبرت سيري وسيشغل منصب مبعوث الأمين العام للجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة".. لكنه لم يشر إلى من سيخلفه.

وكان ملادينوف الذي شغل منصب وزير خارجية بلغاريا وزار العراق عدة مرات ضمن وفود من الاتحاد الاوروبي قد عين من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ممثلا خاصا له في العراق في الثاني من آب (أغسطس) عام 2013 خلفاً لسلفه مارتن كوبلر.

وميلادينوف مواليد 5 أيار (مايو) في مدينة صوفيا عام 1972 وهو سياسي بلغاري شغل منصب وزير الشؤون الخارجية في حكومة رئيس الوزراء بويكو بوريسوف بين عامي 2010 و 2013 كما كان ملادينوف عضوا في البرلمان الأوروبي بين عامي 2007و2009.. وشغل منصب وزير الدفاع للفترة من 27 تموز (يوليو) 2009 ولغاية 27 كانون الثاني (يناير) عام 2010.&

وبحمل ملادينوف شهادة الماجستير في الآداب في الدراسات الحربية وتخصص في العلاقات الدولية&في جامعة كينغزكولدج في لندن البريطانية وشهادة الماجستير والبكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة الاقتصاد الوطني والدولي& في صوفيا في بلغاريا.