زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إحدى القواعد الجوية بنطاق المنطقة الغربية العسكرية على الحدود مع ليبيا، وعقد اجتماعًا مع الطيارين الذين نفذوا عدة ضربات ضد داعش في درنة.

القاهرة: في إطار الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب في ليبيا، وبينما يسعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تكوين تحالف دولي، زار صباح اليوم الأربعاء قاعدة جوية على الحدود الليبية، برفقة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي.

جاهزية واحترافية

وقال العميد محمد سمير، المتحدث باسم الجيش المصري، إن السيسي ناقش عددًا من الطيارين والأطقم التخصصية والمعاونة في أسلوب تنفيذ المهام المخططة والطارئة، التي تنفذها القوات الجوية لتأمين الحدود ضد عمليات التسلل والتهريب، والتصدي لمخاطر التنظيمات الإرهابية المسلحة عبر الحدود. وأشاد بما لمسه من مستوى متميز واحترافية عالية تعكس مستوى الكفاءة والإستعداد القتالي لقواتنا الجوية".

أضاف سمير: "وجه الرئيس السيسي التحية لمقاتلي القوات المسلحة ونسور مصر على ما حققوه من ضربات ناجحة ضد المجموعات الإرهابية المسلحة، وطالبهم بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ أي مهمة يكلفون بها من أجل الحفاظ على سيادة مصر وعزة وكرامة شعبها العظيم، والرد بكل قوة على أي محاولة للمساس بحدودها ومقدساتها، مؤكدًا أنهم إحدى الركائز القوية التي تستند إليها القوات المسلحة في حماية الأمن القومي المصري على كافة المستويات".

تقديرات الموقف

أوضح المتحدث العسكري أن السيسي تابع الإستعدادات النهائية لإحدى الطلعات الجوية لعدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ المهام التدريبية المكلفة بها، مشيرًا إلى أن الرئيس المصري إستمع إلى شرح، تناول تقديرات الموقف الراهن، والإجراءات المتخذة لتأمين الحدود الغربية، بالتعاون مع الأفرع الرئيسة وتشكيلات ووحدات المنطقة الغربية العسكرية والقوات الخاصة وقوات حرس الحدود.

وفي السياق ذاته، نشرت وزارة الدفاع عبر قناتها الرسمية على موقع يوتيوب مقطع فيديو يوثق عمليات عسكرية للقوات الجوية وقوات حرس الحدود، منها تدمير 14 سيارة دفع رباعي، أثناء محاولة للتسلل والتهريب عبر الحدود الليبية.

وقالت الوزارة في بيان لها: "اشتبهت القوات البحرية بأحد مراكب الصيد في ميناء الإسكندرية، وباعتراضه عثر بداخله على 3570 طلقة، و5 أنابيب غطس، وجهاز تحديد المواقع باستخدام القمر الصناعي (GPS)، وتم القبض على ثلاثة أفراد تم تسليمهم لجهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم".

جبهات عدة

من جانبه، قال الخبير العسكري اللواء علي حفظي إن إسرائيل هي المستفيد الوحيد مما يحدث لمصر، سواء في سيناء أو ليبيا، "وهناك أطراف دولية أخرى تلعب في ليبيا من أجل جرّ مصر إلى حروب منهكة".

وأوضح لـ"إيلاف" أن مخابرات تركيا وقطر تموّل الإرهاب بالمال، "وجماعة الاخوان عنصر أساس في انتشار الإرهاب في المنطقة حاليًا عبر الترويج لمشروع الخلافة، وتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية تابعة لهذه الخلافة، أو تحويل ليبيا إلى إمارة إسلامية عن طريق جذب كل ارهابيي العالم إليها، ثم العمل على تفكيك السعودية والإمارات".

وأوضح حفظي أن الجيش المصري يقاتل وحده على عدة جبهات، سواء في الجبهة الداخلية أو عبر سيناء أو الغرب في ليبيا، مشيرًا إلى أن الضربات الجوية أو أية عمليات عسكرية مصرية في ليبيا تجري بالتعاون مع الليبيين، "وهذه الحرب ستكون على داعش فقط، ولن تشمل اي اطراف اخرى، بما في ذلك قوات فجر ليبيا التابعة لجماعة الاخوان المسلمين".

لا تدخل بري مصري

أضاف حفظي: "إذا أراد المجتمع الدولي التخلص من داعش، فعليه تشكيل قوة دولية تحت البند السابع باعتبار أن داعش يهدد السلم والأمن الدوليين"، منتقدا مطالب البعض بتدخل مصري بري في ليبيا لمواجهة داعش. ولفت إلى أن الظروف الحالية التي تمر بها مصر لا تسمح لها بالقيام بهذا العمل، لاسيما أن هناك تهديدات من الحدود الشرقية في سيناء، "وهناك تهديد في الداخل من الاخوان، وبالتالي هناك جبهتان مفتوحتان، ويصعب على مصر فتح جبهة ثالثة في ليبيا، ويحاول البعض جر مصر اليها& لتشتيت القيادة السياسية والعسكرية، وإضعاف الجيش نفسه".

وأفاد بأن السيسي يعي جيدًا هذه الأخطار، ولذلك طالب بأن يكون التعامل مع داعش في اطار دولي، بتشكيل قوة عربية في اطار اتفاقية الدفاع العربي المشترك، مستبعدًا أي تدخل مصري منفرد بليبيا.

وأضاف: "داعش غير موجودة على الاراضي المصرية، وبالتالي يمكن قتالها عن بعد عن طريق الطائرات والصواريخ، وهذه استراتيجية حديثة معروفة، وبالتالي مصر تتبع هذه الاستراتيجية، واذا اراد العالم القضاء على داعش فليكن ذلك في اطار الأمم المتحدة".