تصدّر كوريا الشمالية عمالا إلى الخارج وتنفق ثمرة كدحهم على شراء سلع ترفيه للزعيم كيم والنخبة الحاكمة.

&
لندن: أُرسل عشرات الآلاف من الكوريين الشماليين الفقراء الى الخارج للعمل "عبيداً برعاية الدولة" التي تصادر أجورهم وتنفقها على شراء سلع ترفية للنظام، كما أكد ناشطون حقوقيون.
&
وقال الناشطون إن هذه الممارسة معتمدة منذ ثمانينات القرن الماضي لاستخدامها مصدر تمويل، ولكنها تصاعدت بدرجة كبيرة في عهد كيم جونغ اون الذي تسلم مقاليد السلطة بعد وفاة والده كيم جونغ ايل في عام 2011. &وقال آهن ميونغ تشول رئيس منظمة مراقبة كوريا الشمالية التي يوجد مقرها في سول عاصمة كوريا الجنوبية لصحيفة نيويورك تايمز إن بيونغيانغ "تستغل كدح هؤلاء العمال ورواتبهم لرفد خزائن كيم جونغ اون الخاصة".&
&
واضاف آهن "ان كيم ينفق بعض هذه الأموال على شراء سلع ترفيه لأفراد النخبة الموالية وتمويل الانتعاش الأخير في حركة الانشاء التي أطلقها في العاصمة لتسويق قيادته". &
&
والمعروف أن كوريا الشمالية ترسل عمالاً إلى الخارج منذ عقود، وأنها زادت أعداد من ترسلهم في تسعينات القرن الماضي عندما ضربت البلاد أزمة اقتصادية خانقة ومجاعة كارثية. &&
&
وقال الناشطون إن هذه الممارسة عادت الى الاتساع مجددا لأسباب منها تشديد العقوبات الدولية التي تدفع النظام الى البحث عن مصادر دخل جديدة.&
&
وتوفر أجور هؤلاء العمال التي تُدفع بالعملة الصعبة عائدات تعتبر حيوية لإبقاء كيم جونغ اون وحزبه الحاكم في السلطة. &&
&
وقال مركز استراتيجية كوريا الشمالية، وهو منظمة حقوقية تعمل مع الكوريين الشماليين الهاربين في سول، ان الحصول على عملات صعبة اكتسب "اهمية فائقة" في عام 2012 بعد ان تسلم كيم جونغ اون بلدا "بلا اقتصاد".
&
وأعد المركز بالاشتراك مع مركز الابحاث السياسية الكورية دراسة أظهرت ان نحو 65 الف كوري شمالي كانوا يعملون في أكثر من 40 بلدا عام 2012 وكانوا يحققون للنظام ما بين 150 الى 250 مليون دولار سنويا. &وان عددهم ارتفع الآن الى نحو 100 الف عامل. &&
&
وقال معهد آسان للدراسات السياسية في سول إن أجور العمال الكوريين الشماليين في الخارج تساعد النظام في الالتفاف على المساعدات الدولية.
&
ويعني تعطش النظام إلى المال شحن آلاف آخرين من العمال الكوريين الشماليين الى الخارج حيث تقول منظمات حقوقية وعمال سابقون انهم يعيشون اوضاعاً أقرب الى العبودية. &ونقل تقرير لمركز استراتيجية كوريا الشمالية عن عامل كوري شمالي في روسيا قوله "ان الاتصال بالعالم الخارجي معدوم ويقولون انهم سيوفرون لنا تأميناً صحياً وتدفئة لكننا لا نحصل على أي شيء".&
&
واضاف "نحن في الواقع نتقاضى نحو 300 روبل في الشهر، ولكنهم يأخذونها كلها منا".&
&
واشارت المنظمة إلى روسيا بوصفها البلد الذي يعمل فيه أكبر عدد من العمال الكوريين الشماليين مقدرة عددهم بما لا يقل عن 20 الى 25 الف عامل. &ويقدر ان هناك 15 الف عامل كوري شمالي في الشرق الأوسط ومثلهم في جنوب شرق آسيا. &وهناك 8000 عامل كوري شمالي في كل من الصين وأفريقيا.&
&
في الصين يُرسَل الكثير من الكوريين الشماليين للعمل ساعات طويلة في ظروف شاقة حيث يعملون تحت رقابة حراسة أمنيين. وفي الشرق الأوسط كثيرا ما يعملون في مواقع بناء في قيظ الصيف وحرارته التي يمكن ان تؤدي الى الوفاة. &ويعيش العمال بعد انتهاء ساعات الدوام في عزلة تامة عن البلد الذي يعملون فيه.&
&
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن عامل كوري شمالي في الكويت "ان العمال الكوريين الشماليين يعيشون داخل أسيجة من الأسلاك ولم نلتق قط كوريين آخرين".
&
وتعرضت قطر التي تستضيف كأس العالم بكرة القدم عام 2022 الى انتقادات شديدة بدعوى استغلال عمال من كوريا الشمالية في مواقع بناء منشآت البطولة. &ويُقدر ان هناك 2800 عامل كوري شمالي في قطر بعضهم في مدينة لوسيل أو مدينة قطر المستقبل. &&
&
ولكن ناشطين قالوا إن الكوريين الشماليين العاملين لبناء هذه المدينة من ناطحات السحاب وسط الصحراء خارج الدوحة وغيرها من المشاريع الأخرى تقريبا لا يتقاضون شيئا بالمقابل. وقال احد العمال لصحيفة الغارديان العام الماضي "نحن هنا لكي نكسب عملة صعبة لبلدنا". &
&
كما تعرضت ماليزيا الى انتقادات بسبب معاملتها الكوريين الشماليين الذين يعملون في مناجمها بعد ان كُشفت ظروف عملهم المزرية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما قُتل عامل كوري شمالي إثر انفجار في منجم فحم يعمل فيه 40 كوريا شماليا.&
&&
وقال مسؤول ماليزي رفيع عقب الحادث ان العمال الكوريين الشماليين "منضبطون ومتفانون وأشداء" والأهم من ذلك انهم مستعدون لأداء أعمال "خطيرة وشاقة" يرفض العمال الماليزيون القيام بها. &وقال المسؤول ان في ماليزيا عمالا كثيرين من بلدان شيوعية وكل ما هو&مطلوب منهم ان يأتوا بصورة قانونية ولا يخالفوا القانون. &