زار وفد من الائتلاف السوري المعارض الرياض، والتقى مسؤولين سعوديين، أكدوا له أن سياسة السعودية لا تتغيّر حيال الثورة السورية، إذ تبقى المملكة حريصة على أن ينال الشعب السوري حريته.


بهية مارديني: أكد يحيى مكتبي، أمين عام الائتلاف الوطني السوري المعارض، لـ"إيلاف"، انهاء وفد الائتلاف برئاسة رئيسه خالد خوجة زيارة للمملكة العربية السعودية، عقد خلالها اجتماعات مع مسؤولين في الخارجية .

وقال إن الوفد الذي تألف من الرئيس ونوابه، أطلع المسؤولين السعوديين خلال الاجتماعات على التطورات الميدانية، وتطورات الأوضاع السياسية، وعلى الخطة الرئاسية الجديدة واحتياجات الائتلاف والحكومة السورية الموقتة لتطبيق بنود هذه الخطة.

وكشف مكتبي عن ترتيب لزيارات متعددة سيقوم بها الائتلاف إلى دول عربية وصديقة.

السعودية حريصة

وكان خوجة خلال الزيارة قال إن السعودية من أكبر الدول الداعمة للثورة السورية، ومن أحرصها على أن يحقق الشعب السوري مطالبه، وأن يحصل على الحرية والكرامة. وأوضح خوجة أن نظام الأسد صرف نحو 80 مليار دولار منذ أربعة أعوام لإخماد الثورة السورية، "إضافة إلى تواجد النظام الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابي، بالرجال والسلاح والمال، إلى جانب النظام".

وأكد أن إيران باتت تحتل سوريا، "ووجود مقاتليها أصبح واضحًا للعالم أجمع وباعتراف قادة النظام الإيراني، بالإضافة إلى المقاتلين التابعين لميليشيا حزب الله الإرهابي، وهذا ما تم طرحه خلال اللقاءات مع المسؤولين في المملكة، الذين جددوا بدورهم مواصلة الدعم للثورة السورية".

وأضاف حوجة: "إننا متفقون مع الأشقاء السعوديين على أن الأسد هو مصدر الإرهاب في سوريا، وعلى وجوب إفضاء الحل السياسي إلى إزالة رأس النظام وجهازه الأمني وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية وفق بيان جنيف".

داعم أساسي

واعتبر خوجة أن المرحلة الحالية أكثر صعوبة وتعقيدًا، "والاتئلاف السوري يسعى لإحياء المسار السياسي للأزمة السورية وفقًا لجنيف-2، باعتباره الإطار الأساسي للعمل السياسي، ولا يمكن القبول بأية أطروحات أو مناقشات لا تتناغم مع جنيف-2، وتشكيل حكومة انتقالية لا يشارك فيها أي عنصر من النظام الأسدي سيكون حلًا وفق جنيف-2".

وقال خوجة لصحيفة "عكاظ" السعودية: "المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز تعتبر الداعم الرئيسي للشعب السوري، الذي يعاني من بطش النظام الأسدي منذ أربع سنوات، والذي يتطلع إلى إنهاء مأساته الأليمة بإزاحة الأسد وزمرته الطائفية القميئة لكي يعيش بأمن وأمان بعيدًا عن التدخلات الإيرانية ووحشية الميليشيات الطائفية التي عاثت في الأرض السورية الفساد".

ولفت إلى أن زيارته للسعودية، وهي الأولى له منذ تعيينه في هذا المنصب، "تأتي في إطار وضع المسؤولين السعوديين في أجواء تطورات الأزمة السورية والجهود التي يبذلها الائتلاف السوري لإنهاء مأساة الشعب السوري وطبيعة التحرك القادم لمواجهة النظام الأسدي".

مواجهة الخطر الإقليمي

ونقلت "الشرق الأوسط" عن هشام مروة، نائب رئيس الائتلاف، قوله: "إن الزيارة الى السعودية تأتي ضمن التواصل الدائم مع المملكة التي عرفت ومنذ بداية الثورة بدعمها للمعارضة والائتلاف السوري".
وأشار إلى أن محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم (داعش) والنظام، كانت بندًا أساسيًا في المباحثات بالسعودية، "إلى جانب مواجهة الخطر الإقليمي والقومي الذي تقف خلفه إيران عبر لاعبيها الأساسيين حزب الله وجماعة الحوثيين في المنطقة".

وقال أديب الشيشكلي، ممثل الائتلاف لدى مجلس التعاون الخليجي، في تصريحات صحافية، إن مباحثات الزيارة ترتكز على التطورات الأخيرة، "لا سيما برنامج تدريب المعارضة السورية التي تعتبر المملكة جزءًا منه، إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي للائتلاف والحكومة الموقتة".

وأضاف الشيشكلي: "زيارة السعودية، التي تأتي في ظل القيادة الجديدة برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، هي للتأكيد على عدم وجود تغيير في سياسة المملكة الداعمة للثورة السورية والشعب السوري".

الخطة مبهمة

ويلتقي هذا الأسبوع ممثلون من الائتلاف، المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي مستورا، للبحث في تفاصيل خطة تجميد القتال في حلب.

وما زالت تفاصيل وبنود خطة ميستورا غامضة بالنسبة للمعارضة السورية، في حين عرضها ديمستورا مكتوبة على النظام السوري، واكتفى بوضع أعضاء الائتلاف في إطارها العام من دون تفاصيل. وكان هادي البحرة، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف ورئيسه السابق، أكد لـ"إيلاف" ضرورة أن تكون الخطة شاملة.