كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن وجود 164 امرأة معتقلة بتهم إرهاب وأكد التزامه بتنفيذ برنامج الإتفاق السياسي الذي أفضى لتشكيل حكومته وشدد على عدم السماح لأي ميليشيا خارج سيطرة الدولة وأشار إلى أنّ عفوا خاصا عن المعتقلين والمسجونين سيصدر قريبا.. فيما بحث وزير الدفاع مع السفير الأميركي ووفد نيابي كردي خطط تحرير الموصل.

لندن: شدد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة له الاثنين خلال استضافته أمام مجلس النواب على أنّه لا مكان للميليشيات خارج اطار الدولة.. وقال "الكل يجب أن يقاتل تحت اطار الدولة ولن نسمح بتشكيلات عسكرية خارج اطارها وانا أعلنها امام البرلمان اذ ان المرجعية الدينية لا تقبل بذلك".

وأقر بوجود من أسماهم بالانتهازيين الذين يقومون بحرق الممتلكات في المناطق التي يتم تحريرها محملا الاجهزة الأمنية مسؤولية الحفاظ على ممتلكات المواطنين في المناطق المحررة.

وأكد ضرورة إشاعة ثقافة تحمل المجرم لوزر جريمته وقال "إن المجرم يمثل نفسه وليس طائفته او حزبه او مكونه وأن الامر الديواني رقم 57 يسهل ويسرع اجراءات إطلاق سراح الموقوفين ومتابعة قضاياهم في سجل مركزي سيتم وضعه لهذا الشأن".

وكشف العبادي عن وجود 164 معتقلة متهمة بالإرهاب موضحا انه "لا يمكن العفو عنهن". وأوضح أن "المعتقلات من النساء غالبيتهن متهمات بجرائم جنائية".. مشيرًا إلى أن "قسمًا منهن لا يمكن شمولهن بالعفو الخاص".. وأكد توجه السلطات القضائية بالإسراع في حسم قضايا المعتقلين واصدار عفو خاص عن البعض منهم".

وشدد على أنّ "المعركة مع عصابات داعش الإرهابية هي معركة الجميع ولا يوجد من يقف على التل لأننا سنحسبه على الطرف الآخر خاصة بعد ان أعلنا انطلاق تحرير محافظة صلاح الدين".. مشددا على أنّه "سيزف بشرى النصر في المحافظة قريباً".

وأكد التهيؤ لعملية كبرى في محافظة الأنبار الغربية لتحرير مناطقها من سيطرة داعش لتحريرها من داعش. وأشار إلى أنّ هناك تنسيقا وانسجاما عاليًا بين أبناء المناطق التي يجري تحريرها والحشد الشعبي والقوات الأمنية.

وقال العبادي إن الوضع في بغداد تحسن كثيرا وهو ما سمح برفع حظر التجوال الليلي خاصة بعد تطهير المناطق المحيطة ببغداد.. مشيرًا إلى تراجع مستمر لجرائم الخطف من قبل العصابات.

وأضاف "لقد وضعنا أسسا للضبط الأمني بعد كل عملية تحرير ووجهنا الجميع برعاية المدنيين وحفظ ممتلكاتهم ولن نسمح بأي تجاوز على المواطنين ولأي جماعة مسلحة خارج إطار الدولة وهذا التوجه ينسجم مع توجيهات المرجعية الدينية العليا وما نص عليه الدستور".

وأضاف ان المصالحة الوطنية تتمثل حاليا بالانسجام بين القوات الأمنية والحشد الشعبي والمواطنين "وهذا التنسيق مهم ونشيد به لانه سيسحق العدو". وشدد على أنّ تنفيذ البرنامج الحكومي واجب على الجميع.

وقال إن "البرنامج الحكومي ملزم لنا والجميع شارك به ثم انضم إلى الحكومة الحالية.. مؤكدا بالقول "ان برنامجها من واجب الجميع والثقل الاكبر على الحكومة". وأشار إلى أنّ وثيقة الاصلاح السياسي الموقعة بين الكتل السياسية تلزم هذه الكتل بتمرير قانوني الاجتثاث والحرس الوطني.

وأشار إلى أنّ النظام السياسي العراقي يؤكد احترام المواطن وتقديم افضل الخدمات له ورعايته، داعيًا إلى استمرار التواصل والتعاون بين السلطات. وأضاف ان العمل الحكومي لن ينجح ما لم يكن هناك تكامل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية مع الاحتفاظ بمبدأ الفصل بين السلطات.

وقال "نحن ملتزمون بالبرنامج الحكومي وهو ملزم لنا جميعا كمجلس نواب والكتل السياسية وان العبء يقع علينا جميعا في إكمال وإنجاح المنهاج الحكومي ولسنا في جو صراع".. مشيرا إلى أنّ القوانين التي يرفعها مجلس الوزراء إلى البرلمان تنال رضا الجميع وفيها مصلحة عامة.

وثمن العبادي موقف اتحاد القوى العراقية السني بالعودة إلى جلسات البرلمان اليوم وإنهاء مقاطعة نوابه لها اثر احتجاجهم على اغتيال شيخ الجنابات قاسم سويدن الشهر الماضي. وقال "نشكر من قاطع الجلسات ورجع ونشكر مرتين من لم يقاطعها".

وحول الازمة المالية في البلاد أشار العبادي إلى أنّ الوضع المالي سيتحسن خلال الاشهر المقبلة. وأضاف ان "الوضع الاقتصادي والمالي مسيطر عليه وسيكون جيدا في الاشهر المقبلة"..لافتا إلى أنّ "هناك توجها في دعم الزراعة واطلاق قروض للمزارعين".

وأكد ان "الوضع المالي مسيطر عليه لكن علينا تنويع مصادرنا.. وأنا اطمئن المواطنين الاعزاء إلى ان وضعنا المالي ليس بالسوء الذي يتصوره البعض وعلينا ان نتخذ التدابير اللازمة لتلافي اية ازمة كما ان وضعنا الاقتصادي جيد".

ثم أجاب رئيس الوزراء على مداخلات واسئلة اعضاء مجلس النواب حول القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية. وقبل حضوره امام البرلمان فقد اجتمع العبادي مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حيث بحثا اهم التطورات المتعلقة بعمل الحكومة والاستعدادات الجارية لانطلاق الحملة العسكرية لتحرير المحافظات العراقية من تنظيم "داعش".

وأكد الجبوري دعم إعلان الحكومة العراقية انطلاق الحملة العسكرية لتحرير محافظة صلاح الدين مؤكدًا أهمية التلاحم الكبير بين عشائر المحافظة والمواطنين مع الاجهزة الأمنية لتحرير مناطقهم مشددا على ضرورة الحفاظ على ارواح المدنيين وممتلكاتهم خلال الحملة العسكرية بحسب ما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "إيلاف".

بدوره قدم العبادي شرحا مفصلا عن اهم ما أنجز من البرنامج الحكومي وماهو قيد الانجاز خصوصا ما يتعلق بورقة الاتفاق السياسي والسبل الكفيلة بتطبيقها على اكمل وجه لافتا إلى حاجته لدعم مجلس النواب وبجميع كتله السياسية خلال الفترة المقبلة.

خطط تحرير الموصل

بحث وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي اليوم مع السفير الأميركي في العراق ووفد نيابي كردي& خطط واستعدادات تحرير مدينة الموصل الششمالية التي يحتلها تنظيم "الدولة الاسلامية "داعش" منذ حزيران (يونيو) الماضي.

فقد ناقش الوزير مع السفير الأميركي ستيوارت جونز خطة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" والاستعدادات الجارية لتنفيذها. كما تم استعراض "الانتصارات التي حققها الجيش العراقي وبإسناد من طائرات التحالف الدولي في منطقة البغدادي في محافظة الأنبار الغربية كما قالت وزارة الدفاع في بيان صحافي تسلمته "إيلاف".&

وأشارت الوزارة إلى أنّه تم ايضا استعراض التحركات التي تقوم بها القوات المسلحة العراقية على قاطعي محافظتي صلاح الدين والأنبار بالتعاون مع أبناء العشائر والحشد الشعبي.. وأوضحت ان الاجتماع ناقش كذلك خطة تحرير الموصل والاستعدادات الجارية لتنفيذ هذه الخطة من خلال تضافر جهود جميع الوزارات لتوفير المستلزمات الإنسانية للعوائل الموجودة في الموصل والنازحة منها.

وعلى الصعيد نفسه بحث وزير الدفاع خالد متعب العبيدي مع وفد كردي نيابي آلية تحرير مدينة الموصل وسبل إعادة المهجرين إلى ديارهم. وناقش الوزير مع الوفد الذي ضم رئيس قائمة التحالف الكردستاني خسرو كوران والنائبة آلا الطلباني والوفد المرافق لهما آلية تحرير مدينة الموصل وسبل إعادة المهجرين إلى ديارهم.

كما ناقش الاجتماع التنسيق بين القوات المسلحة العراقية وقوات البيشمركة وآفاق التعاون ما بين الإقليم والحكومة المركزية حيث ابدى الوزير استعداد القوات المسلحة العراقية للتعاون مع قوات البيشمركة التي تعد جزءاً من المنظومة الدفاعية للأراضي العراقية.

يذكر أنّ تنظيم "داعش" سيطر في حزيران (يونيو) الماضي على مدينة الموصل الشمالية بينما أشار مسؤولون عسكريون عراقيون وأميركيون مؤخرا إلى أنّ عملية تحريرها من التنظيم ستنطلق خلال الشهرين المقبلين.&