أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم قبول بلاده بمستشارين عسكريين أجانب شرط عدم التدخل في شؤونها الداخلية، رافضًا إتهام عناصر الحشد الشعبي بارتكاب جرائم، موضحًا أن هناك قلة تحاول الاساءة بممارساتها إلى هذا الحشد.. فيما أكد وزير الدفاع أن قواته ستقتحم تكريت اليوم وتخوض معركة حاسمة فيها لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في كلمة خلال مهرجان طلابي جامعي في بغداد الخميس، تضامنًا مع القوات المسلحة في معاركها ضد تنظيم "داعش"، وتابعتها "إيلاف"، إن العراقيين يدافعون اليوم عن وحدتهم ومقدساتهم ضد الارهاب، حيث تتشابك بنادق القوات الامنية ومتطوعي الحشد الشعبي وابناء عشائر المناطق المحتلة للدفاع عن الارض ضد ارهاب "داعش".

وأكد العبادي ترحيب بلاده بكل جهد دولي جاد لدعم العراق، موضحًا أن "داعش" لا يهدد العراق وحده وأنما كل دول الجوار والمنطقة والعالم، الذي يقف مع العراق، شعورًا منه بالتهديد الذي يواجهه كما يواجه العراق.

وأضاف أنّ العراق يرحب بهذا الدعم الخارجي لكنه يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية& أو تجاوز يمس سيادته الوطنية.. وقال: "نرحب بالمستشارين العسكريين الاجانب لتقديم العون إلى العراق في إشارة إلى المستشارين الاميركيين والايرانيين في العراق حاليًا.

وقال العبادي إن دول العالم تقف مع العراق لانه يدافع عنها ضد الارهاب، ولذلك فهي تنتظر انتصارات العراقيين في الأنبار وصلاح الدين والموصل التي قررت القيادة تحريرها من "داعش".. مشددًا بالقول إن نهاية هذا التنظيم ستكون على أيدي العراقيين.

وأشار إلى أنّ هناك من وصفها بالأصوات النشاز التي تسعى إلى الاساءة لوحدة العراق واثارة النعرات الطائفية والعرقية والجهوية.. وأقر بوجود من وصفهم بالمندسين الذين يحاولون الاساءة لانتصارات العراقيين من خلال ارتكاب جرائم ضد المواطنين وممتلكاتهم.. موضحًا انه لذلك فقد وجه قيادات القوات المسلحة والحشد الشعبي بضرورة الحفاظ على ارواح المدنيين.

وأوضح أن البعض يحاول استغلال هذه التجاوزات ابشع استغلال بالتزوير والاساءة.. وقال إن مواطني صلاح الدين والأنبار يرحبون بالقوات التي تدخل مناطقهم لتحريرهم من "داعش".

وأشار القائد العام للقوات المسلحة إلى أنّ تشكيلات الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن المنظومة الامنية العراقية وهي تقاتل مع الجيش والشرطة لتحرير المناطق التي يحتلها "داعش"، وقدمت تضحيات كبيرة في هذا المجال.

وشدد العبادي على تصميم القيادة العراقية على قتال تنظيم "داعش" وحزب البعث الذي وصفه بالمجرم المتحالف مع التنظيم وارتكب جرائم جماعية ضد العراقيين.

وقال إن العراق يواجه الان تحديات كبيرة نتيجة الانخفاض الكبير في اسعار النفط وتوقف الصادرات من شمال العراق والموصل نتيجة سيطرة "داعش" عليها، الامر الذي ادى إلى تناقص واردات العراق بشكل كبير.. لكنه أكد ان بلاده ستتجاوز هذه التحديات وتحقق انتصارات اقتصادية كبيرة رغم أنها تقاتل في وقت واحد على جبهات الأنبار وصلاح الدين والموصل وتحقق انتصارات كبيرة فيها.

والليلة الماضية، زار رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قيادة العمليات المشتركة للمتابعة والاشراف على سير العمليات العسكرية لتحرير محافظة صلاح الدين وغرب الأنبار وشرق الفلوجة.

واطلع العبادي على "التنسيق المشترك للقطعات العسكرية والانتصارات المتحققة في جميع محاور القتال ضد عصابات داعش الارهابية، بالإضافة إلى الخطط المعدة لمسك الارض المحررة والتوجه لتحرير بقية المناطق"، كما قال مكتبه الاعلامي. وقد أمر العبادي قيادات العمليات العسكرية في محافظة& صلاح الدين وقيادات الحشد الشعبي بالالتزام بحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم.

وزير الدفاع: سنقتحم تكريت اليوم ونخوض معركة حاسمة

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع& العراقي خالد العبيدي أن القوات الامنية ستقتحم اليوم مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) في معركة حاسمة.

وقال الوزير في كلمة لدى زيارته إلى محافظة صلاح الدين، الخميس، للاطلاع على العمليات العسكرية الجارية فيها منذ الاول من الشهر الحالي لطرد عناصر "داعش" من مناطقها، التي& سيطر عليها التنظيم في حزيران (يونيو) العام الماضي 2014، إن الخطة الأمنية في المحافظة قد حققت أهدافها حيث لتشكيلات الحشد الشعبي وأبناء العشائر دور كبير في المعارك الحالية.

وشدد العبيدي في تصريحات، تابعتها "إيلاف"، أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وأبناء العشائر سيقتحمون مركز مدينة تكريت اليوم ويخوضون معركة ستكون حاسمة لتحرير المدينة من عناصر تنظيم "داعش". وأضاف أن القوات الامنية هي صاحبة المبادرة في الهجوم على عصابات داعش بصلاح الدين، مشيرًا إلى أنّها متشوقة لخوض معركة الحسم النهائية.

وقال العبيدي إن "مقاييس نجاح المعركة تكون بتحقق صفحة المعركة وهدفها بأقل الخسائر.. مؤكدًا الحرص على ان تكون الخسائر اقل ما يمكن. وأضاف "اننا اصحاب المبادرة، وعندما نرى ان صفوف المجاميع الارهابية انهارت بالكامل سنقتحم المدينة، وذلك من اجل الحفاظ على ارواح القوات الامنية والحشد الشعبي وابناء العشائر". وأكد ان "معنويات القوات الامنية عالية، وهي متشوقة لخوض معركة الحسم النهائية إلا اننا نطلب منهم التأني والعمل وفق خطة مدروسة لتكون المعركة ناجحة".

وقد دخلت القوات العراقية امس الاربعاء الجزء الشمالي من تكريت بعد عشرة ايام من بدء هجوم لاستعادتها ومناطق محيطة بها يسيطر عليها تنظيم "داعش" منذ اشهر.

واستطاعت تطهير حي القادسية، احد اكبر احياء المدينة الواقعة على ضفاف نهر دجلة، واستعادت السيطرة على مستشفى تكريت العسكري القريب من مركز المدينة لكن تقدمها يسير ببطء نتيجة عمليات القنص والالغام المزروعة في مختلف انحاء المدينة. ويلجأ التنظيم إلى اسلوب تفخيخ الطرق والمنازل ونصب الكمائن بالالغام، إضافة إلى اعمال القنص والهجومات الانتحارية لإعاقة تقدم القوات التي تحاول استعادة مناطق يسيطر عليها.

وبدأ نحو 30 الف عنصر من الجيش والشرطة وعناصر الحشد الشعبي وأبناء عشائر المنطقة عملية لإستعادة تكريت ومحيطها في الثاني من الشهر الحالي، في هجوم هو الاكبر ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ سيطرته على مناطق في شمال البلاد وغربها في حزيران (يونيو) من العام الماضي.