لاغوس: تتوجه نيجيريا البلد الاكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا واول قوة اقتصادية في القارة الى صناديق الاقتراع السبت المقبل في اطار الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتوقع ان تكون الاكثر احتداما في تاريخها.

وهناك خمس ولايات استراتيجية في هذا الاتحاد من شأنها ان ترجح كفة التصويت لصالح الرئيس المنتهية ولايته غودلاك جوناثان مرشح الحزب الديمقراطي الشعبي او خصمه محمد بخاري من المؤتمر التقدمي، تحالف المعارضة.
&
&لاغوس

تقع لاغوس في جنوب شرق البلاد وتعد كبرى مدن القارة الافريقية مع تعداد سكاني يقدر بنحو 20 مليون نسمة بينهم 5,8 ملايين ناخب. وولاية لاغوس التي تشمل المدينة وجوارها تحكمها المعارضة منذ عودة الديمقراطية الى نيجيريا في 1999.

لكن الحزب الديمقراطي الشعبي سجل ايضا نتائج جيدة في العاصمة الاقتصادية اثناء الانتخابات الرئاسية السابقة. وفي بلد يشهد انقسامات دينية واتنية جلية تبدو لاغوس المدينة الاكثر اختلاطا. والناخبون فيها يميلون للتصويت وفق معايير اخرى غير اصل المرشحين (وديانتهم).

وقد قام كل من جوناثان وبخاري بحملة مكثفة للغاية في لاغوس التي لا تميل بوضوح الى اي من المرشحين برأي الخبراء.
&
كانو

ولاية كانو التي تضم كبرى مدن شمال نيجيريا هي الولاية الثانية في البلاد من حيث التعداد السكاني.

في العام 2011 تقدم بخاري فيها على جوناثان باكثر من مليون صوت. لكن سيتعين عليه تحقيق فوز ساحق اكبر من السابق في هذه الولاية للفوز بالانتخابات الرئاسية التي هزم فيها بعشرة ملايين صوت في المرة الاخيرة.

وبخاري يتحدر من ولاية كاتسينا المجاورة لكانو. ويحظى بشعبية في هذه المنطقة اكبر مما كانت عليه قبل اربع سنوات، لاسيما وان المسلمين في الشمال يعتبرون ان الوقت قد حان ليستعيد احد منهم الرئاسة من المسيحي الجنوبي اي جوناثان.

وثمة ثلاثة عوامل قد تلعب لصالح بخاري في هذه الولاية التي تعد خمسة ملايين ناخب:

- الحاكم رابيو كوانكواسو ترك الحزب الديمقراطي الشعبي الحاكم لينضم الى المؤتمر التقدمي المعارض ما من شأنه ان يؤثر على الناخبين.

- الحاكم السابق لهذه الولاية ابراهيم شيكاراو كان احد المرشحين العديدين للمعارضة في الانتخابات الاخيرة وحصل على 526 الف صوت. واليوم يحظى بخاري مرشح المعارضة مجتمعة بفرص الحصول فيها على دعم اكبر.

- منذ 2011 شهدت كانو عشرات الاعتداءات لجماعة بوكو حرام. والجنرال السابق بخاري الذي وعد بمحاربة التمرد الاسلامي قد يجذب العديد من الناخبين الذين ينتقدون حصيلة جوناثان في مجال الامن.
&
ريفرز

يفترض ان يكون جوناثان في منطقة مؤيدة في ولاية ريفرز التي يتحدر منها في قلب الجنوب النفطي.

وقد فاز الحزب الديمقراطي الشعبي فيها في كل الانتخابات المحلية والوطنية منذ نهاية الانظمة الدكتاتورية العسكرية في العام 1999.

لكن الحاكم روتيمي امايشي احد الاركان السابقين للحزب الديمقراطي الشعبي ترك الحزب العام الماضي ليصبح معارضا شرسا لرئيس الدولة ومدير حملة بخاري. وقد يجر معه قسما من 2,5 مليون ناخب في هذه الولاية.
&
كادونا

نظريا يتوقع ان ترجح هذه الولاية الشمالية (3,4 مليون ناخب) الكفة لصالح بخاري الذي عاش لفترة طويلة في مدينة كادونا. لكن في العام 2011 تقاربت نتيجة بخاري وجوناثان بفارق نحو 150 الف صوت.
ولا يزال حاكم هذه الولاية من الحزب الديمقراطي الشعبي.

وقد اندلعت اعمال عنف في كادونا اثناء الانتخابات الرئاسية الاخيرة ما ادى الى مقتل نحو الف شخص.
&
بورنو

هذه الولاية الواقعة في شمال شرق البلاد هي الاكثر تضررا من جماعة بوكو حرام الاسلامية منذ 2009. ويتوقع ان يصوت ناخبوها بكثافة لبخاري لان الرئيس الحالي لم يتمكن من التصدي للعنف حتى هجوم الجيش النيجيري الاخير بمساعدة دول مجاورة.

لكن هناك عنصرا مجهولا هاما يتعلق بتصويت مئات الاف النازحين الذين اضطروا للهرب من منازلهم بسبب الهجمات.

وتؤكد اللجنة الانتخابية انها اقامت مكاتب تصويت في داخل مخيمات النازحين وجوارها. لكن التحدي اللوجستي كبير وتصويت هؤلاء السكان الذين لا يحمل معظمهم اوراقا ثبوتية تساعد على معرفة هويتهم قد يطرح مشكلة قانونية ويؤدي الى توترات خاصة في حال كان الاقتراع محتدما.