وافق البرلمان الفرنسي على قانون يجيز فتح بيوت آمنة للمدمنين على المخدرات، ويقول مؤيدو القانون إنه سيخفّض عدد الجرائم المرتبطة بالمخدرات، خاصة مع وجود 80 ألف فرنسي يستخدمون الحقن في تعاطي المخدرات.&

إعداد عبد الاله مجيد:&وافق مجلس النواب الفرنسي مؤخرًا على قانون يجيز فتح بيوت آمنة للمدمنين على المخدرات يستطيعون ممارسة عادتهم فيها دون أن يتعرضوا للاعتقال أو المساءلة، وستوفر هذه البيوت حقنا نظيفة مع كادر من المستشارين والأطباء والممرضين.

80 ألف متعاطي مخدرات
&
وستُفتح البيوت الآمنة اولا في باريس وستراسبورغ وبوردو، في وقت يرتفع فيه استهلاك المخدرات في فرنسا عن المعدل العام في دول الإتحاد الأوروبي الأخرى. وقال مؤيدو القانون انه يساعد على خفض الجرائم والأمراض المرتبطة بالمخدرات، مشيرين الى وجود أكثر من 80 الف شخص في فرنسا يستخدمون الحقن في تعاطي المخدرات.&
&
وقدرت الأمم المتحدة عام 2010 ان 7.2%&منهم مصابون بفيروس الايدز و36.4% بالتهاب الكبد سي. &وتقول وزيرة الصحة الفرنسية ماريسول تورين ان نحو 400 شخص يموتون سنويا بسبب تناولهم جرعات قوية من المخدرات.&
&
تشجيع الإدمان
&
وفي حين ان معارضي القانون يرون ان مثل هذه البيوت تشجع على تعاطي المخدرات بتوفير حصانة لمستخدميها، فإن دراسة أخيرة وجدت انها تؤدي الى استخدام المخدرات بطريقة أمينة فضلا عن تحقيق مجموعة فوائد صحية واجتماعية اخرى.
&
&إيجابيات المنازل الآمنة
&
وقالت داغمار هيدريك الباحثة في المركز الاوروبي لمراقبة المخدرات والادمان عليها ان الابحاث أظهرت ايضا ان استهلاك المخدرات في البيوت الآمنة يرتبط بتقليل المخاطر الناجمة عن ممارسات مثل الاشتراك في استخدام حقنة واحدة.&ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن &هيدريك قولها "ان هذا يقلل سلوكيات تزيد خطر انتقال فيروس الايدز والموت بتناول جرعة قوية".
&
ولفتت هدريك الى ان البيوت الآمنة لتعاطي المخدرات تحقق نتائج ايجابية أكبر عندما تكون في اطار استراتيجيات محلية شاملة لمواجهة المشاكل المرتبطة بتعاطي المخدرات. &ولكن هذا لن يكون سهلا إزاء المعارضة التي ابداها مسؤولون محافظون محليون وعدد من منظمات الآباء ضد القانون.&
&
غالبية تؤيد
&
ورغم هذه المعارضة يبدو ان الفرنسيين مع فتح بيوت آمنة للمدمنين على المخدرات. &وأظهر استطلاع أجراه المركز الفرنسي لمراقبة المخدرات والادمان عليها عام 2013 ان 58 ٪ من الفرنسيين أيدوا فتحها.&ويعبر هذا الموقف عن تزايد القبول بفتح بيوت آمنة كهذه في عموم اوروبا، حيث توجد غالبية المراكز المماثلة في العالم حتى الآن، ولكن مؤيديها يعترفون بأن الطريق ما زال طويلا قبل اقناع الرأي العام بفوائدها.
&
وفي حال تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي لصالح القانون ستنضم فرنسا الى قائمة قصيرة لكنها متزايدة من البلدان التي فتحت مراكز لتعاطي المخدرات.&وكان اول مركز فُتح في سويسرا عام 1986 وهناك الآن 86 مركزا وبيتا آمنا لتعاطي المخدرات في اوروبا الغربية.&