يهرب ضباط النظام السوري من حلب، خوفًا من سقوطها في يد الثوار، بينما تشهد أحياء في حمص اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وميليشيا الدفاع الوطني.

بيروت: تتواصل الانهيارات في جدار النظام الأمني السوري، في ظل تبدلات ميدانية تكللت جهود الثوار فيها بالنجاح، مع استمرار التقدم باتجاه حلب، إثر سقوط محافظة إدلب شبه الكامل بيد جيش الفتح.

هروب

فبعد المكاسب الميدانية الهامة التي حققها الثوار السوريون في الآونة الأخيرة بإدلب، تسرب الخوف إلى قلوب شبيحة نظام الأسد في حلب، خصوصًا بعدما أعلن قيام غرفة "فتح حلب"، اقتداءً بغرفة "جيش الفتح" في إدلب، وهدفها تحرير حلب من النظام وميليشياته، وبدأوا يتحضرون لمغادرة المدينة، خشيةً من وقوعهم أسرى في أيدي الثوار.

وأكد ناشطون سوريون موجودون في حلب تزايد حالات هروب بعض ضباط& النظام من المدينة عن طريق خناصر، بعد بيع أثاث بيوتهم، خصوصًا في منطقة برجيات الروس في الحمدانية، وقد وضع كل حاجز تابع للنظام تسعيرة خاصة به، يتقاضاها من الاهالي ليجمع عناصره المال قبل المغادرة، كما تعددت حالات سرقة المنازل، إذ يبيع الشبيحة مسروقاتهم بعدما تأخر النظام في دفع رواتبهم، وذلك لتأمين عائلاتهم خارج حلب.

رعب

ونقل موقع السورية نت عن أحد السائقين على خط حلب - حماة قوله: "نقلت الكثير من عوائل الضباط من حلب باتجاه حماة، ومن لم ينقل أسرته يقوم بالتجهيز لنقلهم، ومنهم من يحجز معي قبل يوم أو يومين لكثرة الطلبات، فالرعب والخوف يسيطران على قلوبهم"، مشيرًا إلى رفع تسعيرة العبور التي تتقاضاها عناصر النظام على حواجز طريق خناصر.

وأضاف هذا السائق، وهو موظف لدى النظام ومقيم في منطقة يسيطر عليها النظام في حلب: "أن شبيحة النظام وقواته وحتى مسؤوليه يعيشون حالة تخبط وخوف خصوصًا بعد التقدم الكبير في إدلب، وهم يعلمون علم اليقين أن ما يبثه إعلام النظام كذب ولا يمت للواقع بصلة، فيعمدون إلى تهريب عوائلهم إلى خارج المدينة، وأكثر ما يثير رعبهم قطع طريق خناصر، وهو الطريق الوحيد لمحافظة حلب، فالأهالي داخل المناطق المحتلة من المدينة قد ضاقوا ذرعًا بممارسات الأسد وشبيحته وميليشياته من اعتقال وإذلال وسرقة للبيوت والممتلكات، وكلهم أمل ويقين بدخول الجيش الحر إلى مناطقهم وتحرير حلب في عملية مشابهة لعملية تحرير مدينة إدلب".

جهنم

وفي حلب أيضًا، قال عمر حافظ، المسؤول الإعلامي في كتائب "الصفوة الإسلامية"، للموقع نفسه إن مجاهدي الصفوة والفوج العاشر وكتائب أخرى قاموا بتفجير الخطوط الأمامية لقوات النظام، ما أدى الى مقتل العشرات منه، تبعه تقدم كبير باتجاه ساحة الحطب في حلب القديمة.

وأضاف حافظ: "قصف ثوار كتائب الصفوة تجمعًا لقوات النظام بالقرب من ساحة الحطب بقذيفة جهنم انفجرت في ألغام، كانت قوات النظام زرعتها في المنطقة، أدت إلى مقتل 57 عنصرًا من قوات النظام، عرف منهم المقدم علي مايه، بحسب مصادر تابعة للنظام داخل مشفى الجامعة، وتبعت ذلك سيطرة على مبانٍ جديدة في ساحة الحطب".

تقاتل

أما في حمص، فالمواجهة مختلفة، لا صلة لها بالجيش الحر أو بقية الثوار. فالاشتباكات عنيفة بين جيش النظام وميليشيا الدفاع الوطني، التي يفترض أن تكون في خندق واحد مع النظام، تدافع عنه. فقد أكد معارضون للأسد ومؤيدون له وقوع هذه الاشتباكات في حي الزهرة، الذي يسيطر عليه النظام بمدينة حمص.

فقد قال الناشط الإعلامي المعارض هادي العبد الله في صفحته على فايسبوك: "اشتباكات تدور بين قوات الأمن وجيش الأسد من جهة والدفاع الوطني من جهة أخرى في حي الزهرة، ومنذ 4 أيام تحاول الفروع الأمنية الجوية والأمن العسكري اعتقال بعض قادة مجموعات الدفاع الوطني في حي الزهرة في حمص، وذلك بعد اتهامهم أنهم هم وراء تفجير المفخخات بالحي، وأنهم وراء عمليات الخطف التي تحدث في أحياء الزهرة والأرمن".

تفخيخ

وأضاف العبد الله: "ليلة الثلاثاء، اقتحمت قوة مشتركة من الفروع الأمنية مدعومة بعربة بي أم بي وعربة شيلكا وقوات من جيش الأسد حي الزهرة وحاولت الدخول إلى مقر بعض المجموعات الذي يظن أنه المكان الذي تُفخخ به السيارات، بعد أن قام بعض الأشخاص من المنطقة بالإخبار عن مكان التفخيخ، وأن هناك سيارات تُفخخ لاغتيال محافظ حمص (طلال البرازي). وبالفعل تم الوصول إلى أحد المقرات ومصادرة إحدى السيارات التي كانت قيد التلغيم، والتي كان من المقرر اغتيال محافظ حمص بها، بعد اشتباكات مع عناصر الدفاع الوطني هناك، أدت الى قتلى وجرحى من الطرفين، وجرى اعتقال علويين ليست لهم أية صلة بميليشيا الدفاع الوطني".

خطف

وكذلك اعترف رفيق لطف، الإعلامي المؤيد لنظام الأسد، باندلاع هذه المواجهات، وكتب في صفحته على فايسبوك: "ملف السيارات المفخخة في حمص إلى الواجهة من جديد. لا يخفى على الكثير من أهالي حمص الشرفاء ما جرى ويجري حاليًا من اشتباكات بين الجيش العربي السوري وبين الخونة واللصوص من المنتسبين للدفاع الوطني، والتي أسفرت عن مقتل بعض اللصوص وجرح عدد من أبطال الجيش العربي السوري".

وأضاف: "للأسف لم يعد بالإمكان التستر على هذا الموضوع، حيث تم التأكد من أن هذه المجموعات المنتمية للدفاع الوطني تقوم بتفخيخ السيارات وتفجيرها في أماكن تواجد محلات الصاغة، لسرقة الذهب أثناء الفوضى، كما تقوم باختطاف أشخاص من حي الزهراء والأرمن وطلب فدية كبيرة من أهالي المخطوفين. والمجموعات هي: مجموعة أبو علي سلامة، مجموعة أيهم شبيب، مجموعة الميهوب الابن أبو جعفر. ولا تزال الاشتباكات جارية لحد الآن".