بهية مارديني: التقى وفد من ممثلي النظام السوري في موسكو برئاسة بشار الجعفري اليوم مع معارضين، معظمهم من الداخل السوري، ليناقشوا الحل السياسي للأزمة السورية في ما سمي بملتقى موسكو-2، والذي يجري خلف أبواب مغلقة. وقد اقترح وفد النظام سبعة نقاط للمناقشة سيتم تدارسها غدًا بين الوفدين .

مشتركات

ووصف المحامي محمود مرعي، أمين عام هيئة العمل الوطني، لـ"إيلاف" الاجواء بالايجابية، "ومن الممكن أن نصل غدًا إلى مشتركات"، كما قال. وأضاف: "وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، قد يحضر النقاشات غدًا في موسكو".

وقد اعتبر معارضون في وقت سابق أن النظام قد يبادر إلى انجاح موسكو-2 بأقل خسائر ممكنة، كأن يفرج عن معتقلين على سبيل المثال، حتى لا يخرج من موسكو-2 كما خرج من موسكو-1 بخفي حنين،&ويبدو أن حضور المعلم، إن حضر، يصب في هذا الاطار.

وحول النقاط التي اقترحها وفد النظام، كشف مرعي أنها تصب في حل الازمة السورية بالوسائل السلمية، "فإنتاج أي عملية سياسية يتم بالتوافق، وأسس العملية السياسية الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة التراب السوري والحفاظ على المؤسسات العامة وتطويرها وتعزيز المصالحة الوطنية ودعوة الاطراف الدولية والعربية للممارسة الجادة والفورية لوقف كافة الاعمال الداعمة للارهاب من تسهيل وتمويل وتدريب".

ورقة المعارضة

كان المشاركون توافقوا الثلاثاء قبل لقائهم بوفد النظام على ورقة للحوار كانت "ايلاف" أول من نشرها، بدأت بالتأكيد على حتمية الحل السياسي والعمل على المسارات السياسية السورية والإقليمية والدولية التي يمكن أن تمهد لمؤتمر جنيف-3 ناجح.

واعتبرت الورقة أن "القضايا والمهمات التالية حزمة واحدة هي الأكثر الحاحًا على الأجندة السورية، وهي العمل على الوقف الفوري لجميع أعمل العنف والقتال في سوريا، ومواجهة وحل مجمل الكوارث الإنسانية ومكافحة هزيمة الإرهاب، وإنجاز التغيير والانتقال الديمقراطي إلى دولة مدنية ديمقراطية، ومواجهة قوى التدخل الخارجي وتحرير الأراضي السورية المحتلة، وإن وسيلة عمل الأطراف الشركاء هي التفاوض من أجل التوافق على الخطوات الضرورية وتنفيذها عبر آليات مشتركة ورفض أية تسوية سياسية على أساس عرقي أو طائفي أو مذهبي مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على كافة الأطراف الإقليمية والدولية التي تساهم في سفك الدم السوري، ووقف استهداف المدنيين، وإطلاق سراح معتقلي الرأي والناشطين السلميين، وتحرير المخطوفين والأسرى، وإدخال الغذاء والدواء إلى جميع المناطق السورية، والعمل الفوري على عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين إلى موطنهم، وتشكيل مجلس سوري أعلى لحقوق الإنسان إلغاء احتكار الإعلام و العمل على رفع العقوبات الاقتصادية التي تمس الشعب السوري، ومنح وتجديد جوازات للمواطنين السوريين، وتفعيل دور المجتمع المدني".

الجعفري يسأل

وقال الجعفري في موسكو: "لم يعد يخفى على أحد أنه بعد مضي أربع سنوات ونيف على بداية الأزمة في سوريا أضحت صورة ما يجري فيها واضحة للجميع بأبعادها الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، وبات الجميع يعلم أن ما تتعرض له بلادنا من إرهاب منظم يرتكب أبشع أنواع الجرائم بحق البشر والحجر ويدمر البنية التحتية إنما يرمي أساسًا إلى تقويض الدولة وبنيانها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بما يخدم أجندات أعداء الوطن".

وسأل الجعفري: "هل بيننا من يختلف معنا في توصيف حقيقة ما يجري أنه إجرام وقرصنة وإرهاب منظم بحق الشعب السوري ومكتسباته؟ هل الاعتداء على الشعب السوري بكافة مكوناته وسرقة المتاحف والآثار والنفط والغاز واستهداف محطات وخطوط الكهرباء ووسائل النقل وتدمير البنية الصناعية للبلاد بما في ذلك تفكيك وسرقة المصانع ونقلها إلى تركيا والاعتداء على دور العبادة واختطاف الآلاف من المواطنين ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتدمير المشافي والمدارس وحرمان مئات الآلاف من أبنائنا من الحق في التعلم والرعاية الصحية وتجنيدهم بدلًا من ذلك في صفوف الجماعات الإرهابية وذبح البشر من قبل قطعان الإرهابيين والمرتزقة… هل هذا كله يندرج تحت عنوان ثورة شعبية؟".

البوصلة

تابع الجعفري: "لا يمكن لعاقل أن يقتنع بأن ثورة تقوم في دولة ما ومن قادتها أبو عمر الشيشاني وأبو صهيب الليبي وأبو بكر البغدادي وأبو جون البريطاني وأبو عبد الله الأردني وأبو طلحة الكويتي وأبو غوثان السعودي وأبو الزهراء التونسي وأبو حفصة المصري وأبو أيوب العراقي وأبو حفتر الأفغاني وأبو عبد الرحمن الكندي وأبو الوليد الاسترالي وأبو مروة الفرنسي وأبو حذيفة الإيرلندي وأبو هريرة الأميركي والقائمة تطول… ويأتيك بعد كل ذلك من يتحدث عن ثورة سورية".

وقال: "بوصلة اجتماعنا هذا هي مصلحة الشعب السوري وإنهاء معاناته، فالحكومة السورية عملت وما زالت تعمل لتحقيق ذلك عبر مكافحة الإرهاب لعودة الأمن والأمان وإجراء الإصلاحات الضرورية لإحداث الانتقال نحو الأفضل وهو ما نفترض أن يكون نقطة التقائنا مع شركائنا في الوطن من أصحاب النوايا الحسنة".

وأشار الجعفري إلى أن الواقعية السياسية والانتماء الوطني يقتضيان منا جميعًا العمل بصدق وجد لمواجهة الأزمة وتداعياتها الخطيرة على وطننا وقد يكون المخرج لذلك أن نوحد جهودنا للوصول إلى قواسم مشتركة وقراءة موحدة تضمن الانتقال إلى حوار سياسي ذات مصداقية يتوج بحل سياسي".