بوليفارد &"رينغ" في فيينا هو أحد اجمل المعالم التاريخية والسياحية، الذي يعتبر نافذة على ملكية هابسبورغ السابقة. في عام 1857، تم تدمير حائط المدينة وحصونها ثم بني هذا البوليفارد الكبير والرائع الذي يحيط بالمدينة.


يحتضن "بوليفارد رينغ" مجموعة من المباني الحكومية والبيوت الفخمة الخاصة، والساحات الفسيحة والمنتزهات، والمعالم السياحية والمقاهي الأنيقة، لا سيما مبنى مكتب البريد الذي صممه المهندس المعماري أوتو فاغنر، ومتحف الفنون التطبيقية ومنتزه مدينة فيينا ودار الأوبرا الوطنية والقصر الإمبراطوري ومتاحف الفنون الجميلة والتاريخ الطبيعي والبرلمان ومسرح "بورغ" والجامعة وسوق الأوراق المالية.
&
اليوم ومع حلول عام 2015، يحتفل بوليفارد "رينغ" بمرور 150 عاماً على إنشائه من خلال العديد من الأحداث والمعارض التي ستُقام في فيينا.
&
العاصمة النمساوية تحتفل بهذه المناسبة وتسلط الضوء على أبرز الجوانب التاريخية والسياحية لهذا النصب المعماري، الذي شهد أحداثاً مشرقة وأخرى حالكة، بما فيها حقبة أدولف هتلر.
&
البوليفارد يتحول إلى متحف
&
بوحي من تحديثات البارون هوسمان في باريس وأعمال لودفيغ الأول في العاصمة البافارية ميونيخ، استدعت فيينا خيرة المهندسين المعماريين المعاصرين مثل غوتفريد سمبر، ثيوفيل هانسن وهاينريش فون فيرستيل، لتحويل البوليفارد إلى ما يشبه المعرض.
&
الموضوع المختار هو "التاريخانية"، الذي يطلق للمصممين العنان لتمثيل وتجسيد كل التصاميم المستوحاة من العهود الغابرة في الهندسة المعمارية، مهما كان حجمها أو تكلفتها.
&
أما النتيجة، فهي إبداعات تعيد تجسيد "الفلمنكية القوطية" في قاعة المدينة، و"عصر النهضة الجديد" في الجامعة، و"النيو رومانسية" في دار الأوبرا و"النيو كلاسيكية" في البرلمان وغيرها الكثير من تأثيرات الحضارة اليونانية وأبطالها وتماثيلها.
&
"إنه لأمر رائع أن يتحول هذا البوليفارد إلى ما يشبه متحف العمارة"، يقول رينالد فرانز، مؤرخ الفن والعمارة في متحف الفنون التطبيقية، مشيراً في حديث لموقع "ذا لوكال" الأخباري إلى أن الهدف من هذه الأعمال هو "أن نقول للعالم أن فيينا حاضرة دولية".
&
"ملاذ المبدعين والديكتاتوريين"
&
طريق بوليفارد رينغ كان المسرح الرئيسي للعصر الذهبي في فيينا، وتحديداً شارع المقاهي الذي تحول الى ملاذ للنخبة الفكرية مثل الملحن غوستاف مالر، ورائد التحليل النفسي سيغموند فرويد أو الفنان غوستاف كليمت.
&
أما المساحات الخالية بين المباني العامة، فقد ملأتها القصور الفخمة للفئة الجديدة التي برزت في فيينا واغتنت من ثورة التصنيع الإمبراطورية الشاسعة، ومعظمها من اليهود.
&
ويشار إلى أن معظم الحجارة التي استخدمت في المباني، اتت من المصانع التي عمل فيها موظفون - معظمهم من التشيك– في ظل ظروف رهيبة لمدة 15 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع.
&
ويقول كولبير فريتز إن العمال الذين عاشوا في ظروف "كارثية"، والطبقات الوسطى الدنيا التي خلفتها الثورة الصناعية، أصبحوا "أكثر تقبلاً" لمعاداة السامية، مما بذر بذور صعود النازية والمحرقة.
&
مرحلة هتلر
&
الرجل الذي يقف خلف الإبادة الجماعية لليهود زار فيينا أولاً في العام 1906 عندما كان مراهقاً وقد أسره موقع بوليفارد رينغ، إذ يقول في كتابه "كفاحي" أنه كان يقف لساعات وساعات وهو يتأمل هذا الموقع.&
&
"أمضيت ساعات وساعات وأنا أقف في انبهار متأملاً طريق الرينغ الذي كان يسحرني كما لو أنني كنت أمام مشهد من ألف ليلة وليلة" كتب هتلر في مذكراته.
&
وعاش هيتلر في وقت لاحق في فيينا بين 1908 و 1913، وهي الفترة التي أخفق فيها في الوصول الى أكاديمية الفنون الجميلة وبقي فيها في ملجأ للمشردين إلى أن بدأ حملته الدموية الشرسة.