دارت اشتباكات عنيفة في محافظة لحج جنوبي اليمن، اليوم الاحد، بين مسلحي المقاومة الشعبية ومسلحين حوثيين مسنودين بقوات من الرئيس السابق علي صالح، وقالت المقاومة إنها تقدمت على جبهة العند الاستراتيجية.


إيلاف- متابعة: قالت تقارير صحافية يمنية إنّ رجال المقاومة الشعبية في لحج، بقيادة العميد جواس ثابت جواس، حققوا تقدماً باتجاه مثلث العند، بعد اشتباكات عنيفة في منطقة "سائلة بله" مع ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح.

وقتل ثلاثة من مقاتلي المقاومة، فيما لم يعرف حصيلة ضحايا جماعة الحوثيين، التي تتكتم على قتلاها في العادة.

وقالت مصادر في المقاومة الجنوبية بمنطقة "سيلة بلة" القريبة من قاعدة العند العسكرية، إنها احرزت تقدمًا ملحوظًا يوم الأحد في طريقها إلى قاعدة العند.

وقال المصدر لـ"عدن الغد" إن المقاومة الجنوبية تمكنت من تحقيق بعض التقدم بعدد من المناطق الجبلية القريبة من قاعدة العند، حيث سيطرت على بعض المواقع التي كان يتمركز فيها قناصة من القوات الموالية للحوثيين في المنطقة.

ودارت اشتباكات عنيفة طوال يوم الأحد خلفت قتلى من الجانبين.

وكان مسلحو الحوثي وقوات صالح انسحبوا من قاعدة العند الجوية بعد ضربات عنيفة شنها طيران تحالف عاصفة الحزم، على القاعدة والمواقع التي كانوا يتمركزون فيها، لكن الكر والفر في المنطقة مازال مستمرًا، في حين ينشر الحوثيون قناصة في المنطقة.

وقاعدة العند الجوية الإستراتيجية هي أكبر القواعد الجوية العسكرية اليمنية، وأحد أهم القواعد التاريخية، وتقع في محافظة لحج جنوبي البلاد، وعلى بعد ستين كيلومترًا شمال مدينة عدن.

وكانت قاعدة العند مركز مراقبة متطورًا للاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة. وكان يتمركز في القاعدة لواءان عسكريان هما "اللواء 90 طيران" و"اللواء 39 طيران".

ووُصفت القاعدة بأنها "أسطورية" لقوتها وشدة تحصينها. وفي 17 مايو/أيار 1994، وخلال الحرب الأهلية اليمنية، خاضت القوات الشمالية والجنوبية معارك عنيفة للسيطرة على القاعدة، وتبادلا القصف المدفعي المكثف.

وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي ضربت الولايات المتحدة، شنت الأخيرة حربًا على الإرهاب، تحولت القاعدة إلى مركز رئيسي للقوات الأميركية لجمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في جنوب البلاد.

وكانت واشنطن تستخدم هذه القاعدة أيضًا لشن هجمات لطائراتها من دون طيار ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكانت تضم نحو مائة جندي بينهم عناصر من القوات الخاصة.

وفي سبتمبر/أيلول 2014 سيطر الحوثيون على صنعاء وشمال البلاد ونفذوا انقلابًا كاملاً في البلاد وتمددوا في الجنوب حتى وصلوا إلى أبواب عدن.

وقبل سيطرتهم على القاعدة يوم 25 مارس/آذار 2015، أجلت واشنطن في الـ22 من الشهر نفسه قواتها من القاعدة وبررت ذلك بتدهور الأوضاع الأمنية في البلاد.

وبعد انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، شكلت القاعدة أحد الأهداف التي أغارت عليها طائرات التحالف يوم 26 مارس/آذار 2015.

وفي السادس من أبريل/نيسان الجاري استعادت قوات المقاومة الشعبية السيطرة على قاعدة العند تحت غطاء جوي من تحالف عاصفة الحزم، لكن المواجهات مازالت مستمرة في محيطها.