تشهد حركة "نداء تونس" أزمات داخلية يعتقد محللون أنها تؤثر على أداء الحكومة، وتطورت المشاكل داخل الحركة حتى بات تماسك "نداء تونس" موضع تشكيك، وذلك قاد البعض إلى توقع انشقاقات في صفوف حزب الرئيس الباجي قائد السبسي.

تونس: منذ تشكيل الحبيب الصيد لحكومة ائتلافية في تونس بمشاركة إسلاميين ، في شهر شباط (فبراير) الماضي، ودون حصول قياديي حركة نداء تونس، الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، على العدد الأكبر من الحقائب وزارية، تعددت المشاكل داخل حزب الأغلبيّة في مجلس نواب، وكادت المشاكل أن تعصف بالانسجام الذي ظهر على أعضاء المكتب السياسي قبل الانتخابات الماضية.
&
وتطوّرت المشاكل في الحركة حتى باتت تهددها بالانقسام بين شقّين متصارعين، شقّ يسيطر عليه حافظ قائد السبسي (ابن الرئيس) بمساعدة قياديين غاضبين يفكرون في"نداء جديد"، وشقّ تتزعمه الهيئة التأسيسية للحزب.
صراع عاد إلى الواجهة من جديد، بعد أن اتخذ المكتب السياسي لحركة نداء تونس، عقب اجتماعه، قبل يومين، عددا من القرارات التأديبية المتمثلة في تجميد عضوية خمسة نواب وتوبيخ النائب في البرلمان، والمكلف بالإعلام فيه خالد شوكات. وقامت يوم أمس مجموعة من النواب بالاحتجاج أمام مقر الحزب رافعين شعار"ديقاج" في وجه بعض الوجوه في المكتب السياسي الجديد.
&
ورأى محللون سياسيون أنّ هذا الاضطراب داخل الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة، يؤثر على السير الطبيعي للبلاد ويدخل اضطرابا على أداء الحكومة التي تضمّ عشرة وزراء من "نداء تونس"
&
تيار تصحيحي
وأوضح القيادي في نداء تونس، أسامة الخليفي، أنّ "التيار التصحيحي داخل الحزب سيعقد اجتماعا ليردّ على القرارات الصادرة عن المكتب السياسي ."، والتي اعتبرها "مثيرة للفتنة".
&
وقال الخليفي في تصريح لـ"إيلاف":"هذه القرارات لا تليق بالحزب الحاكم" مؤكدا أنّ الأعضاء الذين جمّدت عضويتهم" يتمتعون بشرعية التأسيس والمساهمة في نجاح الحزب في الانتخابات التشريعية و الرئاسية الأخيرة."، مطالبا بإعادة الأعضاء المجمّدة عضويتهم.
&
أزمة النداء وتأثيرها
وأكد المحلل السياسي محمد القوماني أنّ "الأزمات و التوترات المتتالية في حزب نداء تونس، صاحب الأغلبية في البرلمان، تلقي بظلالها السلبية على الوضع العام في البلاد التي تعاني من أزمة على جميع المستويات، وأساسا المستوى الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب التهديد الإرهابي."مؤكدا أنّ الأزمة داخل الحزب الحاكم،"تضاعف هذا الشعور بالضعف في مواجهة هذه التحديات.".
&
وأضاف القوماني في تصريح لـ"إيلاف"بأنّ الصراعات المبكرة في حزب نداء تونس، والتي بدأت منذ المشاورات الأولى لتشكيل الحكومة الجديد، بيّنت عكس ما كان ينتظر &أو ما تمّ الترويج له في الحملة الانتخابية ويتضح أنّ الحزب غير جاهز للحكم بعد تأخره في تعيين رئيس الحكومة نحو ثلاثة أشهر، وأظهر كذلك عدم وجود اتفاق لا على طبيعة التحالفات ولا على تركيبة الحكومة.".

مؤشر سلبي
وقال المحلل السياسي القوماني:"إنّ الصراعات الأخيرة أكدت بشهادة من قياديين في نداء تونس أنّ أصحاب المصالح و المال السياسي يؤثرون بشكل مباشر على القرارات داخل الحزب وما يدور حوله من صراعات ظهرت للعلن، وهذا ما يعطي مؤشرا سلبيا على طريقة إدارة الدولة وهو ما كان له كبير الأثر على تعيين الوزراء و كبار الشخصيات في قصر قرطاج وغيرها من أجهزة الدولة."،مؤكدا أنّ الصراعات داخل الحزب "تؤثر على تسيير دواليب الدولة.".
&
مؤتمر نداء تونس
وأفاد المدير التنفيذي لحركة نداء تونس بوجمعة الرميلي أن إمكانية تأجيل مؤتمر نداء تونس المقرر خلال شهر يونيو المقبل أصبحت مسألة مطروحة داخل المكتب السياسي للحزب.
ويضمّ المكتب السياسي لحركة نداء تونس المنتخب يوم 22 مارس/آذار &الماضي، 34 عضوا من بينهم أعضاء الهيئة التأسيسية و10 أعضاء من الكتلة البرلمانية و10 أعضاء من المكتب التنفيذي.
&
الشيخان والأزمة
من ناحيته شدّد المحلل السياسي كمال الشارني على أنّ الأزمة التي يتخبط فيها حزب نداء تونس"لا تأثير لها على أداء حكومة الحبيب الصيد"، معتبرا أنّ"الشيخين هما اللذين يسطران الخط العام للحكومة."،في إشارة إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.
&
وقال الشارني في إفادة لـ"إيلاف":"أزمة النداء يقف وراءها تياران، قد تؤثر على مستقل الحزب ولكنها لن تؤثر على تسيير البلاد أو أداء الحكومة.".
وجدّد رئيس المكتب السياسي لحركة نداء تونس ،ورئيس البرلمان محمد الناصر، دعمه للحكومة.واعتبر فى بيان له يوم أمس الجمعة أنّ "كل التصريحات المتناقضة مع موقفه والصادرة عن بعض أعضائه لا تلزمه"،داعيا كل القيادات إلى"الالتزام بمواقف الحزب الرسمية.".
&
مسؤولية أكبر
وصرّح محسن مرزوق، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والقيادي في حزب نداء تونس، أول أمس، بأنّ"نداء تونس له مسؤولية أكبر حاليا، وبالتالي يجب أن يلتحق ويعود إلى دوره الوطني."،في إشارة إلى الصراعات داخل الحزب وتأثير ذلك على تسيير البلاد.،مضيفا أنّ بقية الأحزاب"هي الأخرى متخلفة عن دورها في الحوار الوطني حول القضايا الأساسية.".
وأضاف مرزوق في تصريح إذاعي:"إنها أزمة إيجابية للانتقال من مرحلة إلى أخرى."مؤكدا أنّ"للجميع مكان في الحزب"برغم وجود"روافد"و"تيارات"داخل نداء تونس،وفق تصريح للقيادي خالد شوكات.
وأكد مرزوق وجود تيارات داخل حزبه،معتبرا أنّ ذلك يمثل"انفتاحا و قوة". &
&
&
&