كيف يمكن النظر بعين التاريخ إلى المائة يوم الأولى على تولي الملك سلمان مقاليد السلطة بالمملكة السعودية، 100 يوم ربما تكون فترة قصيرة إلا أن أحداثها كانت مليئة على كافة المستويات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.


عبد الرحمن بدوي من الرياض: شهدت المملكة خلال 100يوم من تولي الملك سلمان مقاليد الحكم في السعودية طفرات على جميع المستويات بداية من ترتيب البيت السعودي على مرحلتين، توسطتهما عاصفة الحزم وإعادة الأمل للشعب اليمني، فيما كانت عجلة التعديل والتطوير والتغيير مستمرة على المستويات الإقتصادية والخدمية في المملكة.

وما بين اليوم الأول واليوم المتمم للمائة تستعرض "إيلاف" أهم الأحداث التي جعلت من المملكة قبلة للأحداث المؤثرة في العالم.
&
ترتيب البيت

إن أول أمر اهتم به العاهل السعودي عقب توليه الحكم إعادة ترتيب البيت السعودي داخليا، فبعد ستة أيام بالضبط أصدر الملك سلمان أكثر من 33 قراراً تضمنت تعيينات وزارية ورسمية شابة وإنشاء مجلسين "للشؤون السياسية والأمنية وآخر للشؤون الاقتصادية والتنموية" بهدف القضاء على البيروقراطية وتشتت الجهود وبطء اتخاذ القرارات في أجهزة الدولة.
&
الترتيب الثاني

ويوم الأربعاء الماضي 29 أبريل، صدرت قرارات ملكية أخرى بهدف ترتيب البيت مرة أخرى ليتواكب مع الأحداث الإقليمية التي تشهدها المنطقة والتي أصبح للمملكة فيها دور البطل الرئيسي، فصدرت قرارات أبرزها تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وإعفاء الأمير سعود الفيصل من وزارة الخارجية بناء على طلبه.

الرياض عاصمة القرار

على مدى أربعة شهور، كانت الرياض عاصمة للقرار في المنطقة، ويتمد تأثير ذلك للعالم، إذ لا يخلو أسبوع من زيارات ولقاءات يجريها قادة العالم مع الملك سلمان وأركان حكمه، بدأت بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ووفد كبير من الساسة والمسؤلين، ولم تنته بوداع الرئيس المصري عصر اليوم السبت.

وبين الزيارتين، تعمل الرياض في كل الاتجاهات وعلى مختلف قضايا المنطقة، سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا وغيرها من حيث حشد الطاقات الدولية لكسر تغول الإرهاب والميلشيات المسلحة وعوامل هدم الدول، وخصوصا تلك التي تتحرك بإملاءات إقليمية بهدف إضعاف الدول ورهنها تحت إمرتها بقوة السلاح.

حزم وأمل

أصبحت المملكة بين عشية وضحاها قبلة سياسية لقادة ورؤساء وملوك الدول العربية والغربية، ولن ينسى العالم ذلك اليوم الذي اجتمع فيه الملك سلمان مع القيادات الخليجية تحديداً في قصر العوجا يوم السبت 21 مارس لتنطلق بعدها "عاصفة الحزم" لاستعادة شرعية الشعب اليمني واستقراره، ووقف التمدد الإيراني وعبثه في منطقة الخليج، أعقبها بـ27 يوما بدء إعادة الأمل، وإغاثة وإعمار اليمن.
&
حزمة مساعدات عربية

خلال المائة اليوم دعمت المملكة بعض الدول العربية وأمدتها بالمعونات حيث دعمت مصر بحزمة مساعدات إضافية قيمتها 4 مليارات دولار، في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، كما دعمت لبنان بقيمة أربعة مليارات دولار لدعم الجيش والقوى الأمنية"، لتؤكد مرة أخرى حرصها على دورها الداعم للبنان ولأشقائها العرب.

ومع انتهاء العاصفة وبزوغ الأمل قامت المملكة بتحويل مبلغ 247 مليون دولار، خصّصه الملك سلمان بن عبدالعزيز لإغاثة اليمن، إلى حساب الأمم المتحدة، التي توفر المساعدات العاجلة للتخفيف من معاناة اليمنيين، التي ضاعفتها ممارسات ميليشيا الحوثي.
&
وقفة مع المواطنين

وفي خضم الأحداث السياسية وانشغالات خادم الحرمين، كان للمجتمع السعودي نصيب كبير من اهتمامات الملك سلمان حيث أصدر قرارات ملكية للمواطنين منها: تخصيص 20 مليار ريال لتسريع خدمات الكهرباء والمياه، والعفو عن سجناء الحق العام، ومنح إعانة شهرين للمعاقين، وتفعيل مشروعات الوزارات الخدمية، وصرف راتب شهرين للمتقاعدين والموظفين ومستفيدي الضمان الاجتماعي والطلاب والمبتعثين وفرض رسوم على الأراضي البيضاء، ونقل اختصاص خمسة أجهزة حكومية من وزارة المالية إلى الوزارات المعنية، إلى جانب وقوفه في صف المواطن وعدم تردده في محاسبة وعزل أي مسئول يتهاون في خدمته أو يحاول الإساءة إليه، وهو ما حدث في واقعة عزل وزير الصحة د. عزام الدخيل.
&
التقدم الاقتصادي

وعلى المستوى الاقتصادي، استمرت الأسواق المالية في المملكة بالارتفاع واحتفظت السعودية بمركزها المتقدم في مجموعة العشرين الاقتصادية، وعقدت شراكات اقتصادية مهمة مع كوريا الجنوبية والمجموعة الأوروبية واليابان.
&
وكان الملك سلمان قد عين الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، فالح، في منصب رئيس مجلس إدارة الشركة، ووزير الصحة. والمجلس الاقتصادي الأعلى هو هيئة أنشأها الملك سلمان مؤخرا لتحل محل "المجلس الأعلى لشؤون النفط"، الذي كان يساهم في وضع السياسات النفطية للمملكة، برئاسة الأمير محمد بن سلمان.
&
الأكثر تأثيرا

وجدير بالذكر أن مجلة التايم الأميركية، قد اختارت العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، أحد الزعماء الأكثر تأثيراً في العالم، من بين 11 زعيماً عالمياً.