بينما صدرت مؤشرات عن استمرار الخلافات، قالت الولايات المتحدة إنها تريد التأكد من أن أي اتفاق نووي بين إيران والقوى الست سيشمل إمكانية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا أخلت طهران بالاتفاق دون مواجهة فيتو من روسيا أو الصين.

نصر المجالي: اختتم المفاوضون الإيرانيون والغربيون، الثلاثاء، أسبوعًا من المحادثات في نيويورك& في أحدث جولة من المناقشات، وهي تهدف إلى التوصل لاتفاق طويل الأجل بحلول 30 يونيو (حزيران) لكبح برنامج إيران النووي مقابل إنهاء العقوبات، وتستمر المفاوضات على مستوى الخبراء لعدة أيام.

وتسعى إيران والقوى العالمية الست جاهدة للتغلب على الانقسامات العميقة على نقطتي خلاف أساسيتين في المحادثات بشأن اتفاق نووي محتمل تتمثلان في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا انتهك الإيرانيون الاتفاق وآلية شراء طهران للتكنولوجيا النووية.

وأوضحت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور أن واشنطن لا تريد تكرار استخدام روسيا والصين للفيتو على قرارات تتعلق بأي اتفاق نووي مع إيران كما حدث مع سوريا.

وقالت باور في مقابلة مع تشارلي روز على تلفزيون بلومبيرغ: "سنقوم بذلك بطريقة لا تتطلب دعمًا روسيًا أو صينيًا أو تصويتًا لإعادة (العقوبات) سريعًا... لأننا في عالم مختلف في 2015 عمّا كان عليه عندما طبق أسلوب العقوبات".

اتفاق بعيد

وبينما قدم كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي تقييماً إيجابيًا في نيويورك لأحدث جولة من المفاوضات النووية، قال دبلوماسيون غربيون إن إيران والقوى الست بعيدان كل البعد عن التوصل لاتفاق نهائي بسبب خلافات بشأن العقوبات والمراقبة وغيرها من القضايا. وتوصل الجانبان إلى اتفاق موقت في الثاني من أبريل نيسان في لوزان بسويسرا.

&وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للتلفزيون الإيراني "كان جو المحادثات جيدًا، ومن الممكن التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو". وقال، من المؤكد اننا نسعى للوصول الى اتفاق جيد، هذا الاتفاق يجب أن يحصل، ودون ذلك نفضل الا يكون هنالك اتفاق.

مفاوضات فيينا

وأضاف مساعد الخارجية الايرانية: "سنبدأ المفاوضات النووية في فيينا يوم الثلاثاء القادم وستنضم اليها سائر الدول الاعضاء في مجموعة "5+1" يوم الجمعة من الاسبوع القادم"، معربًا عن اعتقاده "اننا سنصل خلال الاسبوع القادم في فيينا الى نص تنخفض فيه نقاط الخلاف وما بين الاقواس الى ادنى حد ممكن".

وحسب (رويترز)، فإن استعادة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمر سهل نسبياً لكن ليس هذا هو الحال بالنسبة لعقوبات الأمم المتحدة. وبينما تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء روسيا والصين، تريد موسكو وبكين وطهران أيضا التأكد من أن واشنطن لن يكون بمقدورها إعادة فرض العقوبات من طرف واحد إذا فاز الجمهوريون برئاسة الولايات المتحدة في 2016.

والمسألة الصعبة الثانية هي ما يسمى بـ"قناة المشتريات"، وهي آلية للموافقة على المشتريات الإيرانية من التكنولوجيا النووية الحساسة المحظورة حالياً بموجب عقوبات الأمم المتحدة. ومن الافكار المطروحة انشاء لجنة تضم إيران والقوى الست، وقال دبلوماسيون إن طهران سيكون لها حق إبداء الرأي لكن دون الحق في الاعتراض.

كلام خامنئي

وإلى ذلك، أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن الشعب الإيراني لن يقبل المفاوضات في ظل التهديد، منوهًا الى أن حاجة أميركا للمفاوضات ليست بأقل من إيران إن لم تكن أكثر.

وأضاف، لدى استقباله اليوم الاربعاء حشداً من المعلمين، أن على المفاوضين الذهاب إلى طاولة المحادثات مع مراعاة الخطوط الحمراء، مشددًا بالقول: لكن عليهم أن لا يقبلوا فرض الإرادة والإذلال والتهديد. لست موافقًا على مفاوضات تجري تحت وقع التهديد.

واعتبر خامنئي قيام مسؤولين أميركيين مؤخرًا بتهديد إيران بشن هجوم عسكري بأنه تصرف أحمق، مؤكدًا أن الشعب الإيراني لن يترك أحداً يتجاوز عليه. وقد قلت في عهد الرئيس الاميركي السابق الذي كان يوجه تهديدات لايران بأنه قد ولى زمن الاعتداء والإفلات من العقاب.