رحب الائتلاف السوري المعارض بدعوة مجلس التعاون الخليجي لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض، في وقت ظهر الرئيس السوري بشار الأسد على التلفزيون الرسمي ليقر ضمنيًا بخسائر جيشه.

مروان شلالا: رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالدعوة الموجهة من دول مجلس التعاون الخليجي، لعقد مؤتمر للمعارضة السورية في الرياض، والتي أعلن عنها خلال البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي بالرياض، الثلاثاء.
&
&مرجعية
&
وقال سمير النشار، القيادي في الائتلاف، إن التوجه هو لتشكيل هيئة مؤلفة من نحو 50 شخصية سياسية وعسكرية ودينية، ممثلين لأغلب قوى الثورة والمجتمع المدني ورجال الدين، لتشارك في المؤتمر بالرياض، وتكون مرجعية للتفاوض في أي حل سياسي.
&
وثمن أمين عام الائتلاف محمد يحيى مكتبي، سعي مجلس التعاون الخليجي لدعم الثورة السورية، مؤكدًا الدور الفعال للمجلس، وعلى رأسه السعودية، في دعم الشعب السوري حتى تحقيق مطالبه لنيل الحرية والكرامة. كما أكد دور المجلس في الإسهام بعملية انتقالية لمرحلة ما بعد سقوط الأسد، بناء على قواسم مشتركة من أجل بناء سوريا المستقبل.
&
وأشار مكتبي إلى تمسك الائتلاف بالحل السياسي واستئناف المفاوضات من حيث انتهت، مشدداً على أولويات الثورة في إسقاط الأسد &في أي مفاوضات أو مبادرات، على الرغم من قناعة الائتلاف بأن نظام الأسد&لا يزال مصرًا على التمسك بالخيار العسكري.&
&
&ظهور بعد شائعات
&
وبعدما سرت شائعات في مواقع التواصل الاجتماعي عن اغتيال بشار الأسد برصاصة أطلقها خطأ حارسه الإيراني، ظهر الأسد على شاشة تلفزيونه الرسمي الأربعاء، منتهزًا مناسبة إحياء (ذكرى شهداء) 6 آيار (مايو)، ليزور مدرسة في مكان غير معلوم.
&
وخطب الأسد بمؤيديه كالعادة، فبدا متشنجًا، وبرزت شرايين ظاهر كفيه بشكل واضح، كما بدت عضلات وجهه مشدودةً وهو يلقي كلمته، وحوله شباب وشابات قال إعلام الأسد الرسمي إنهم طلاب مدرسة "أبناء الشهداء"، وكانوا يتدافعون للوصول إليه، فيما يحاول مرافقوه إبعادهم عنه.
&
وهذا هو الظهور العلني الأول للأسد، بعد مشاركته مطلع العام الحالي في احتفال المولد النبوي.
&
حرب وليست معركة
&
ونقلت وكالة النظام السوري (سانا) عن الأسد قوله: "أردت أن أكون معكم لأنني أشعر بسعادة غامرة عندما أكون مع أبناء وبنات الشهداء، فهذه المناسبة غالية لأنها تحمل معاني كثيرة رمزية وحقيقية".
&
وتعهد الأسد في خطابه بـ "تحرير بلدة جسر الشغور من قبضة داعش"، مؤكداً أن الجيش السوري سيصل قريبًا إلى الجنود المحاصرين في مشفى جسر الشغور. وقال: "نحن نخوض حربًا وليس معركة، بل عشرات المعارك، وفي الحرب كل شيء يتبدل، عدا الإيمان بالمقاتل وإيمان المقاتل بحتمية الانتصار"، معترفًا بخسارة جيشه مناطق في شمال وجنوب سوريا، معللًا ذلك بما سماه "كر وفرّ".
&
مهمة قتالية!
&
إلى ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الأربعاء إن إقامة منطقة إنسانية آمنة في سوريا تتطلب مهمة قتالية كبيرة، مؤكدًا أمام أعضاء من الكونغرس الأميركي التحديات التي تنطوي عليها إقامة منطقة عازلة، وحذر من أن حكومات أخرى في المنطقة قد لا تكون مستعدة للمساهمة في إقامتها.
&
وأشار الوزير الأميركي أمام أعضاء اللجنة الفرعية لمخصصات الدفاع، إلى أنه "سيكون علينا خوض القتال لإقامة مثل هذه المنطقة، وبعد ذلك القتال من أجل الحفاظ عليها، ولهذا فإن هذه مسألة يصعب التفكير فيها".
&
في هذا السياق، قال السناتور ديك دوربان، احد أعضاء اللجنة الأربعة: "رغم أن ما يحدث في سوريا قد لا يبدو عملية إبادة بالمعنى القانوني الكلاسيكي، إلا أنه الأزمة الإنسانية الأكبر في زمننا الحالي، ولا يوجد نهاية لها في الأفق".
&
وصرح الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن القادة الأميركيين وضعوا خططًا طارئة لإقامة منطقة آمنة بالتشاور مع نظرائهم الأتراك. وأضاف في الجلسة ذاتها: "نحن نخطط لمثل هذه الطوارئ منذ فترة".
&
وأكد ديمبسي أن القوات الأميركية قادرة على إقامة منطقة عازلة في سوريا، "إلا أن هذا قرار سياسي كبير، وسيعني أن القوات المتمركزة في مناطق أخرى لن تكون متوافرة للقيام بمهمات أخرى، ولكي يتحقق ذلك، عمليًا وفعليًا، يجب أن يشارك فيه شركاء إقليميون".