انتشر متطرفون يوم الانتخابات البريطانية الخميس، يوزعون منشورات يحمل بعضها شعار "داعش"، ويدعون المسلمين إلى عدم المشاركة، لأن الانتخاب "كفر يضاهي عبادة الأصنام".
إعداد عبدالاله مجيد: حذّر متطرفون المسلمين في بعض مناطق العاصمة البريطانية لندن من المشاركة في الانتخابات التي جرت الخميس، فيما وزعت أمام احد مراكز الاقتراع شرق لندن منشورات تحمل شعار تنظيم (داعش)، داعية إلى "رفض الديمقراطية والبقاء مسلمين".
الاقتراع شرك؟
وأُلصقت على نوافذ السيارات في منطقة تاور هامليتس منشورات تقول "إن الاسلام هو الحل العملي الوحيد لبريطانيا". كما حذرت المنشورات من أن التصويت للقانون الوضعي كفر يضاهي عبادة الاصنام، وأن الديمقراطية نظام يُنتهك فيه الحق الالهي.
وأُبلغت شرطة اسكتلنديارد بتوزيع منشورات حسنة الطباعة، فيما أُرسلت فرق من عناصر الشرطة كانت تحرس مراكز اقتراع في مناطق أخرى لإزالة المنشورات التي أُلصقت على السيارات المركونة في منطقة تاور هامليتس، حيث نُشر أكثر من 300 شرطي لمراقبة الانتخابات.
وشهدت المنطقة توزيع نوعين من المنشورات، نوع كُتب عليه "لا تصوت وابقَ مسلمًا"، والآخر يقول "التصويت شرك".
طابع وطني
ونفى الداعية الاسلامي آنجم تشودري، الذي يدير عددًا من المجموعات المتطرفة المحظورة، مسؤوليته عن حملة ترهيب المسلمين البريطانيين بهذه الشعارات والمنشورات، لكنه قال إنه يؤيدها.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن تشودري قوله إن الحملة التي تدعو المسلمين إلى عدم المشاركة في الانتخابات و"البقاء مسلمين"، اكتسبت طابعًا وطنيًا عامًا، وامتدت خارج لندن إلى مدن مثل ليستر وكارديف ولوتن، وانها نالت "الكثير من التأييد".
أضاف تشودري أنه دعا المسلمين إلى عدم الاقتراب من محطات الاقتراع، أو الوقوف خارجها، "خوفًا من نزول غضب الله عليهم أثناء التصويت". وأكد مسلمون من سكان المنطقة لصحيفة ديلي تلغراف أنهم شعروا بالاشمئزاز من محاولة تخويفهم بهذه الأساليب.
لا تمثلهم
إتهم اعضاء في المجلس البلدي المحلي مجموعة صغيرة في المنطقة تسيء إلى سمعة المسلمين البريطانيين، مؤكدين أن الحملة لا تمثلهم.
وشجب راجي أحمد، عضو المجلس البلدي عن حزب العمال، حملة المنشورات والملصقات لتخويف المسلمين من الإدلاء بأصواتهم، قائلًا إن القرآن يدعو المسلمين إلى طاعة القانون المعمول به في البلاد التي يعيشون فيها.
وكانت منشورات وزعت على الناخبين أمام أحد مراكز الاقتراع في شرق لندن تحمل شعار داعش، وتدعو المسلمين إلى "رفض الديمقراطية والبقاء مسلمين". ولم يُمنع الشخص الذي كان يوزع المنشورات رغم وقوفه أمام مدخل المدرسة التي تحولت إلى مركز اقتراع، لتوزيعها على الناخبين.
وقال أحد سكان المنطقة، أُعطي المنشور، لصحيفة ديلي تلغراف: "إن شخصًا ملتحيًا كان يوزعها، وكان يحمل كيسًا مليئًا بها، وأخفاها عن أفراد الشرطة، ولم يوزع أحد&عليّ منشورات كهذه من قبل".
التعليقات