&تغيّرت مواقف عدد من المعارضين السوريين من نظام الأسد قبل عقد اجتماع المعارضة المقرر في العاصمة السعودية، حيث بدأ الحديث عن مرحلة ما بعد الأسد، ويعوّل قطاع واسع من المعارضين على اجتماع الرياض في تشكيل هيئة تفاوضية تساعد في الوصول إلى حل سياسي.&


بهية مارديني: غيّر معارضون سوريون مواقفهم ورؤيتهم للحل السياسي في سوريا قبل اجتماع الرياض للمعارضة السورية، بينما تتسارع وتيرة اجتماعات المعارضة، إذ تجتمع الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض لدراسة الوضع الميداني وانتصارات الثوار على قوات النظام، فيما ينعقد اجتماع آخر للمعارضة في باريس بين 20 و23 من أيار الجاري.
وكان لافتًا أن يتحدث هيثم مناع الذي ترك هيئة التنسيق الوطنية ليشكل "تيار قمح"، &عن مرحلة ما بعد الأسد.
وقال مناع في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الفرنسية، " يسعى المسؤولون السعوديون إلى جمع الأغلبية العظمى من المعارضين السياسيين والعسكريين في منتصف حزيران، قبل شهر رمضان مباشرة، من أجل التحضير لمرحلة ما بعد (الرئيس بشار) الأسد" .
&وأضاف أن الاجتماع "لن يشمل جبهة النصرة وتنظيم داعش".
وقال مناع "إن المسؤولين السعوديين حاولوا تنظيم الاجتماع في الثالث من أيار، لكنهم أجّلوه بسبب صعوبات متعلقة بالانقسامات بين مجموعات المعارضة".
&
واكد مناع أن التقارب الحاصل بين السعودية وقطر وتركيا التي كانت تتجاذب النفوذ على مجموعات المعارضة السورية، سمح لمقاتلي المعارضة باحراز سلسلة نجاحات على الارض خلال الفترة الاخيرة في مواجهة قوات النظام.
واكد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن هناك تحضيرات لعقد الاجتماع، وأضاف: " ستشارك فيه كل اطياف المعارضة السياسية والعسكرية، من الداخل والخارج".
واوضح أن "الهدف التوصل الى نقاط مشتركة بين التيارات المختلفة والاتفاق على خارطة طريق للمرحلة الانتقالية".&
&
&مواقف متذبذبة
&
&ويتخذ بعض المعارضين السوريين مواقف متذبذبة من النظام السوري وغالبا ما يمكن وصفها بأنها غير ثابتة وغامضة، وتعتمد على تحالفاتهم المرحلية ومصالحهم الخاصة والدول التي تعقد فيها اجتماعات المعارضة من اسطنبول الى موسكو.
&الا أن معارضًا بارزًا قال لـ"إيلاف" في وقت سابق أنه لا مجال في اجتماع الرياض للمعارضة السورية أن يكون السقف منخفضًا أو غامضاً، وكل من لا يتحدث عن مرحلة ما بعد الأسد لن يكون له مكان في هذا الاجتماع.
&
ورغم كثرة الاجتماعات للمعارضة السورية هذه الفترة، الا أن قطاعاً واسعاً من المعارضة السورية يعول على اجتماع الرياض الذي من المتوقع أن يفضي الى تشكيل هيئة تفاوضية تعزز الحل السياسي بشكله النهائي .
&
وفيما كشف المعارض السوري حسن &سعدون &لـ"إيلاف" عن اجتماع في باريس للمعارضة السورية بين 20 و23 الشهر الجاري، ينهي الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعًا لهيئته العامة بعد أن درس الوضع الميداني والعسكري وانتصارات الثوار على قوات نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله.
&
اجتماع الائتلاف
&
وأكد الدكتور نصر الحريري الامين السابق للائتلاف أن الاجتماع الذي يستمر حتى وقت متأخر من مساء اليوم الأحد، &يبحث عدة مواضيع جوهرية بغية تحديد مواقف وتنسيق افكار عامة تجاهها .
&
ولفت الى أن البحث يدور حول تقارير الهيئة الرئاسية والهيئة السياسية واللجان، بالإضافة إلى الزيارة التي قام بها رئيس الائتلاف خالد خوجة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
&
وتبحث الهيئة العامة المشاورات الثنائية التي دعا لها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في جنيف، بالإضافة إلى الدعوة التي أطلقها البيان الختامي لمجلس التعاون الخليجي لاستضافة مكونات المعارضة السورية في الرياض.
&
ضرورة التوحد
&
وفي المقابل، تحدث خالد المحاميد أحد أعضاء لجان المتابعة في اجتماع القاهرة عن ضرورة توحيد جهود قوى المعارضة ورؤيتها لايجاد حل سياسي مبني على ميثاق وطني وخارطة طريق واضحة لوضع بيان جنيف موضع التطبيق.
&
لكن قد لا تسفر هذه التحركات، التي تواكب مشاورات في جنيف يجريها الموفد الدولي ستيفان ديمستورا مع اطياف من المعارضة السورية، عن شيء بحسب ميستورا نفسه.
&
&شروط فورد
&
وحدد روبرت فورد، السفير الاميركي السابق، خطوات من شأن تنفيذها أن يساعد في خلق قوة معتدلة قادرة على مواجهة "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، إلى جانب تمهيد الطريق أمام مفاوضات سياسية وطنية حقيقية.&
&
وفي حال لم يوافق شركاء أميركا الإقليميون والمعارضة السورية على العمل على إنجاح الإستراتيجية والتكتيكات، وفي حال لم توسّع إدارة أوباما نطاق مساعداتها ومهمتها الجويّة، فيصبح على واشنطن أن تتخلى عن هدف الحد من نفوذ “الدولة الاسلامية” خلال السنوات المقبلة.
&
&وبحسب فورد فالشروط هي: &أن تطيع الجماعات المسلحة التي تتلقّى مساعدات من القيادة المركزية الحديثة المنشأ، أوامر هذه القيادة فقط، وأن توقف المعارضة المسلحة الأعمال الوحشيّة ضدّ المجتمعات المدنيّة التي تدعم نظام الأسد، وأن تتحمل قيادة المعارضة المسلحة مسؤولية أعمال الجماعات المكونة لها.
&
&وتتضمن شروط فورد أيضًا: &قطع جميع العلاقات مع جبهة النصرة، وأن تكرّر قيادة المعارضة المسلحة باستمرار أنّها لا تسعى إلى تدمير المسيحية والعلوية، أو أيّ من الأقليّات الأخرى، وأن تبدي استعدادها للتفاوض بشأن ترتيبات الأمن المحلية، والتي يجب أن تتضمّن عناصر الجيش السوري، لحماية جميع السوريين.
&
وذلك إلى جانب&التفاوض على اتّفاق سياسيّ وطني لإنهاء الصراع، من دون أن يكون رحيل الأسد شرطاً مسبقاً، بالإضافة إلى أن &أيّ ائتلاف سياسي يدَّعي أنه يقود المعارضة تمثيلاً حقيقياً، يجب أن يكون ضمن مكوناته أقليات ورجال أعمال كبار في سوريا – وهي المجتمعات التي تدعم حكومة الأسد عموماً – وألّا يعتمد هذا الائتلاف، بشكل أساسي، على المغتربين.
&
&