في استماع ثانٍ لشهادة رئيس وزراء لبنان السابق فؤاد السنيورة أمام المحكمة الخاصة بلبنان، أكد أنه يتمسّك بما سمعه من الراحل رفيق الحريري عن تهديد بشار الأسد له بتكسير لبنان على رأسه.

بيروت: أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تمسكه حرفيًا بما قاله له رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عن أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قال له: "سأكسر لبنان على رأسك".

وقال السنيورة، أمام هيئة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المشكّلة أمميًا لمحاكمة قتلة الحريري: "الاسد استعمل هذه العبارة لأن الرئيس الحريري ذكرها امامي عدة مرات"، معتبرًا أن كل الاحتمالات واردة لتنفيذ هذا التهديد. اضاف السنيورة: "كان الرئيس الحريري مهددًا، وكانت انجازات البلد التي قام بها مهددة، واستخدام الأسد عبارة (سأكسر لبنان على رأسك) هو تهديدٌ جسدي للحريري".
&
اقناع السوريين
&
وفي خلال اليوم الثاني من إفادته الثانية أمام المحكمة الدولية، أكد السنيورة ان أي حديث لم يجر بينه وبين العميد الراحل وسام الحسن بشأن غيابه عن موكب الراحل الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005، وما سمعه أنه كان مشغولًا في امتحان.
وأعلن السنيورة أن الحريري، في احدى زياراته لامين عام حزب الله حسن نصرالله، بحث معه في موضوع الانتخابات وكيفية محاولة اقناع السوريين بعدم التمديد لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود.
وقال السنيورة: "لا يوجد ما يسمى تخصيص اموال في الموازنة لحزب الله او لأي حزب آخر في لبنان، فقد تكون معونات عبر مؤسسات صحية أو تعليمية"، مؤكدًا أن ليس لديه معلومات رسمية حول عديد قوات "حزب الله" والأسلحة التي يمتلكها.
وقال: "مصطفى ناصر حضر معه الاجتماع مع نصرالله، وكان دوره ينحصر في ترتيب الاجتماع ليس الا".
&
العلاقة بفلتمان
&
وركز الدفاع اليوم أسئلته على علاقة الحكومة التي كان يرأسها السنيورة بسفير الولايات المتحدة لدى لبنان جيفري فيلتمان وقتها.
ومستندًا الى مقالات صحافية، سأل الدفاع عما اذا كان السنيورة يعلم بما كتب عن اعلان فيلتمان في 22 تشرين الاول (أكتوبر) 2010 انه عمل من اجل ان تقوم المحكمة الخاصة بلبنان باتهام عماد مغنية بانه قد خطط لاغتيال الحريري مقابل سحب اسم الاخير عن لائحة المنظمات الارهابية.
كما سأله عما كتب في مقال ثان عن أن الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل تأملان في تدمير حزب الله، وأن فيلتمان قال إنه سيتم تدمير حزب الله من خلال القرار 1757. وفي الحالتين، نفى السنيورة علمه بما كتب.
وسأل الدفاع عن العلاقة التي برأيه تخطت الطابع الديبلوماسي مع فيلتمان، وعما اذا كان فيلتمان عمل للدفاع عن مصالح حكومة السنيورة ويدعم سياستها. فأكد السنيورة دعم حكومته وقتها للقرارين 1701 و1757 . اما القرار 1559 فقد نفى علمه باعداد مجلس الامن الدولي له، وقال إنه سمع عنه في وسائل الاعلام، كأي مواطن آخر.
&
اطلاق الضباط
&
وكان السنيورة قال الأربعاء، في القسم الاول من جلسة استكمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاستماع لافادته، إن قرار حجز الضباط الاربعة كان قانونيًا ومبررًا بسبب الجرائم التي ارتكبت.
واضاف: "توقيف الضباط جاء بسبب الاخطاء التي ارتكبوها وعدم توفير الحماية الكافية للرئيس الشهيد رفيق الحريري ما ادى لاغتياله، فضلا عن بعض الأمور التي جرت عقب الاغتيال، وهذا هو الأمر الذي أدى الى اعتقال هؤلاء وليس بسبب خلافات شخصية او سياسية على الاطلاق".
ونفي السنيورة بحث قرار اطلاق الضباط الاربعة مع فيلتمان. وشدد&&على ان&القرار جاء استجابة لقرار المحكمة الدولية وليس بسبب قرار قضائي لبناني ونفذناه قبل شهرين من الانتخابات النيابية، والمهم كان بالنسبة لي القرار وليس نيات البعض في لبنان. واكد انه لم يبلغ في العام 2007 بأي قرار قضائي لاطلاق الضباط، مشيرًا الى أن قرار الاطلاق كان ليكون لبنانيًا لو لم تشكل المحكمة الدولية.
وشهدت الجلسة مشادة كلامية بين السنيورة ومحامي الدفاع اكرم عازوري، بسبب مقاطعته الدائمة للسنيورة خلال الاجابة على الاسئلة.&
وفي جلسة بعد الظهر، قال السنيورة: "إن موقف حزب الله المؤيد للنظام السوري كان معروفًا خصوصًا لجهة التمديد، والموقف الأساس للحزب كان دعم الرئيس السابق اميل لحود، وكان هناك من يقوم مقام حزب الله في التصدي لموقف الحريري الرافض للتمديد للحود".
&
لم يكن إرهابيًا
&
أضاف السنيورة: "حزب الله وافق على تعييني رئيسًا للحكومة في تموز (يوليو) 2005، وكانت المرة الأولى التي يشارك فيها الحزب، أما الإتفاق الرباعي فسعى إلى إمتصاص التوتر، ولم يكن ثمرة مفاوضات الحريري مع نصرالله، ولم يكن للحريري أي دور في صنع القرار 1559 ولا القدرة على إيقافه".
تابع: "كنا مؤيدين لإتفاق الطائف ومعارضين للقرار 1559، لأنه يحمّل اللبنانيين أكثر من طاقتهم، ولم نسم المقاومة يوما بغير اسمها".
وأشار إلى أن المقاومة كانت مقاومة حتى العام 2000، "ثم تحوّل سلاحها إلى الداخل، وبندقية حزب الله لم تعد باسم اللبنانيين، والبندقية لم تعد موجهة الى المحتل وباتت بإمرة إيران".
واعتبر ان شرعية المقاومة تسقط حين يُستخدم سلاحها ضد اللبنانيين والسوريين وصولا إلى اليمن، وقال: "موقفنا حتى العام 2007 كان أن حزب الله ليس حزبا إرهابيا، لكن الامر بدأ يتغيّر".