تتخبط المعارضة السورية تحت سقف الحل السياسي المنشود، بين معارضة داخل سوريا وأخرى في خارجها، خصوصًا أن المعطيات على الأرض لا تترك دورًا الا للعسكر. وتحاول معارضة الداخل أن تطرح خريطة طريق قابلة للتطبيق من وجهة نظرها، يتبناها حلفاؤها العقلانيون.

بهية مارديني: قالت ميس كريدي، أمينة سر هيئة العمل الوطني، لـ"ايلاف": "نحن في معارضة الداخل نرى الحل السياسي هو الاساس، فنحن ضد العسكرة والتدخل الخارجي وضد الطائفية ولدينا ثوابت معروفة، ومسارا اجتماعي موسكو 1 و2 يمكن البناء عليهما، ونريد استكمال بنود بناء الثقة والافراج عن المعتقلين وتبييض السجون، وهذه مطالبنا منذ قبل الاحداث في سوريا، أيام النشاط الحقوقي".

ضد العسكرة

أضافت: "ينتابنا الحذر السياسي لكثرة التداخلات الدولية والاستقطابات، ولهذا نضع في أي بيان ثوابتنا الوطنية حول وحدة سوريا ارضًا وشعبًا، ونرفض التدخل الخارجي، والاصداء الفيسبوكية للهجوم علينا تجعلنا نتوجس كثيرًا، إذ يبدو هناك من كانت لديه أجندات لم تمر بسببنا".

وطالبت كريدي ألا يزاود عليهم بالمعارضة من هم خارج سوريا منذ عشرين أو ثلاثين عامًا، "مع احترامنا لوطنيتهم وتضحياتهم ضد نظام قمعي لا يتجاوب سياسيًا".

أضافت: "نحن نعرف النظام واستبداده وعانينا ونعاني منه، لذلك لا نسمح لأحد أن يغتصب تمثيل معارضة الداخل، فنحن نأكل العصي ولا نعدها". وكشفت أن بعض أطياف المعارضة في الداخل ستطرح من دمشق خارطة طريق مع حلفائها، الذين صاروا كثرًا، نتيجة ما أسمته "الوسطية والعقلانية السياسية".

أخفقوا

في غضون ذلك، يتمترس النظام وراء ذريعة مكافحة الارهاب. وهاجم مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين اجتماعات التحالف الدولي التي اختتمت في باريس، واعتبر أن الاجتماع أظهر بشكل واضح إخفاق إستراتيجية هذا التحالف في مكافحة الإرهاب التكفيري المتمثل بتنظيمي داعش وجبهة النصرة، "بدليل المحاولة المكشوفة في إلقاء مسؤولية هذا الفشل على الدول التي تكافح فعلًا هذا الإرهاب".

وقال المصدر: "لقد أمنت السياسات الغربية الخاطئة البيئة الخصبة لانتشار المد الإرهابي، الذي يشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي حذرت منه سوريا والكثير من القوى الدولية الفاعلة والتي دعت إلى قيام تعاون دولي لمكافحة الإرهاب في إطار الأمم المتحدة، واحترام السيادة الوطنية باعتباره السبيل الوحيد للقضاء على آفة الإرهاب".

ستنتصر

كرر نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، خلال حفل استقبال أقامه المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، "أكساد" للسفراء العرب المعتمدين بدمشق، أن شعب سوريا سينتصر على القوى الظلامية، وأن سوريا ستعود إلى دورها العربي المتميز.

كما أبرزت وسائل الاعلام الموالية للنظام تأكيدات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة تعزيز الحل السياسي كحل وحيد لأزمات المنطقة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، والتعاون في مكافحة الإرهاب، واعلانه في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام منظمة شنغهاي للتعاون دميتري ميزينتسيف في ختام اجتماع مجلس وزراء خارجية المنظمة، تطابق مواقف وزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون في المسألة السورية.