ألقت الصحف البريطانية الضوء على نتائج الانتخابات التركية من خلال تقارير وصور احتلت معظم صفحاتها الأولى والداخلية، ورأت هذه الصحف أن نتائج الانتخابات تمثل إذلالاً وهزيمة شخصية لاردوغان وتراجعًا لنفوذه.
&
نصر المجالي: لوحظ أن تقارير الصحف اللندنية الصادرة، الإثنين، تكاد تكون متشابهة بإجماعها على أن نتائج الانتخابات التركية أنهت الحزب المنفرد، ورفض الناخبين فكرة تغيير الدستور ومنح إردوغان سلطات أكبر في الحكم.
&
وكان حزب إردوغان يحتاج إلى أغلبية الثلثين أي 367 مقعدًا للقيام بهذا التعديل إلا أن الحزب لم يحقق سوى نحو 259 مقعدًا، وهو أقل بكثير مما كان يتوقعه بل ما لا يكفي لمجرد تشكيل حكومة بمفرده.
&
واصلت تقاريرها وتحليلاتها عن الحدث التركي
صحافة لندن: إردوغان يلعق جراحه
نتائج التصويت أسقطت أحلامه بالهيمنة على البلاد
إردوغان "السلطان" الذي اهتز موقعه بعد الانتخابات
&
&
وعلى الرغم من أن إردوغان لم يكن مرشحًا، إلا أن الانتخابات دارت حول منحه سلطات هائلة في الحكم. كما أن النتائج الانتخابية أنهت حكم الحزب المنفرد الذي تواصل لمدة 12 عامًا منذ فوزه في انتخابات عام 2000.
&
وفي عرض لموقع (بي بي سي) العربي لما أوردته الصحف البريطانية لنتائج الانتخابات حملت صحيفة (التايمز) عنوانا يقول: "الأكراد ينطلقون والناخبون يطيحون بإردوغان" مع صور لاحتفالات الأكراد بفوزهم للمرة الأولى بدخول البرلمان وبنسبة 12 في المائة.
&
الملف الاقتصادي تصدر الحملة الانتخابية
بلبلة في الاسواق المالية التركية بعد الانتخابات
&
&
إذلال إردوغان&
&
أما في صحيفة (الغارديان) فكتب كونستانز ليتش من اسطنبول "الانتخابات أذلت إردوغان"، وأضاف الكاتب أن إردوغان تلقى أسوأ هزيمة انتخابية في أكثر من عقد من الزمان عندما خسر حزبه "العدالة&
&
والتنمية" أغلبيته في البرلمان وصار الآن يبحث عن تحالف مع حزب آخر لتكوين الحكومة.
&
وجه جديد في السياسة التركية
صلاح الدين دميرتاش.. الخطر الذي أساء إردوغان تقديره
بعد فشل حزب العدالة والتنمية بتحقيق أغلبية برلمانية
تركيا إلى ائتلاف "إذعان" أو انتخابات مبكرة
&
&
وأضافت يحدث هذا بينما كان إردوغان يأمل في أن يحقق حزبه انتصارًا كاسحًا يمكنه من تغيير الدستور حتى يتمكن من الحصول على المزيد من الحقوق السياسية كرئيس للجمهورية.
&
ووفقًا للصحيفة، أدت استراتيجية فرّق تسد التي اتبعها إردوغان، لدفع حزبه المحافظ دينيًا إلى الواجهة، إلى مزيد من الانقسام في تركيا بل وفي بعض الحالات إلى العنف.
&
أنقرة في المرتبة 68 في أوجه التفاوت بين الجنسين
عدد قياسي من النساء في البرلمان التركي الجديد
&
&
جنون العظمة&
&
وفي تحليل سياسي لسايمون تسدول في (الغارديان) حول نتائج الانتخابات بعنوان: "الناخبون يعاقبون سياسات جنون العظمة".
&
قال الكاتب إن إردوغان قطع تركيا طولاً وعرضًا في حملة انتخابية ليضمن فوز حزبه بأغلبية 330 مقعدًا على الأقل ليتمكن من تغيير الدستور والحصول على سلطات أكبر لكنه فشل في الحصول حتى على الحد الأدنى لتشكيل الحكومة بمفرده وهو267 مقعدًا.
&
ويقول التحليل إن تباطؤ الاقتصاد، والبطالة، والحقوق المدنية، وتعثر عملية السلام الكردية والمخاوف من إعطاء إردوغان المزيد من الصلاحيات في السلطة تحوله إلى ديكتاتور، كانت السبب في تراجعه الشديد.
&
وأضاف أن "الشائعات انتشرت قبل الانتخابات بشأن اعتزام إردوغان القيام بحملة أخرى لقمع الصحافيين والمنتقدين".
&
وعلى الرغم من أنه، كرئيس للجمهورية، لابد أن يكون محايدًا بين الأحزاب المختلفة، إلا أنه خالف ذلك وشن حملة لدعم حزبه الحاكم العدالة والتنمية. ولهذا تبدو تلك النتائج كهزيمة شخصية لإردوغان.
&
ويقول الكاتب إن إردوغان وجه الإهانات، والتهديدات، والاتهامات إلى المعارضين، والناشطات السياسيات، والإعلام، وغير المسلمين، والأقليات العرقية والثقافية في تركيا.
&
حزب الكفرة والشواذ&
&
وقبل الانتخابات، وصف إردوغان حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والذي حصل على 25 في المائة من المقاعد، بأنه حزب للكفرة والشواذ.
&
ولم يدن إردوغان أكثر من 70 هجومًا على مرشحي ومسؤولي حزب الشعب الجمهوري. وأدت احدى تلك الهجمات التي وقعت بالقنابل على حشد جماهيري للحزب في منطقة ديار بكر إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من مائتي شخص.
&
كما شن إردوغان في السابق حملات على الاعلام متهمًا منتقديه بأنهم جزء من مؤامرة على تركيا.
&
ويخلص تحليل (الغارديان) إلى القول& إن الانتخابات كانت عقابًا لإردوغان الذي رفض الناخبون سلوكه، وأن حجمه قد تقلص، كما تراجع تأثيره ونفوذه.