بمناسبة الأعياد الوطنية وهي عيد الجلوس الملكي ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى، وتأصيلا لدورها العربي والإسلامي ومواجهة إرهاب الجماعات المتشددة، سلم العاهل الأردني للقوات المسلحة (الراية الهاشمية).


نصر المجالي: قال القصر الملكي الأردني إن تسليم الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، هذه الراية، برمزيتها الهاشمية ودلالاتها الدينية والتاريخية والعسكرية، للقوات المسلحة الأردنية ـ الجيش العربي، تأكيد على الثقة الكبيرة والمكانة الرفيعة التي تحظى بها القوات المسلحة، وتعزيز لدورها ورسالتها العروبية والمصطفوية على مر محطات تاريخية حاضرة ومستقبلية مهمة في الأردن والمنطقة العربية ومختلف بقاع العالم.

وسلّم العاهل الهاشمي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، الراية لمستشاره للشؤون العسكرية، رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، وذلك خلال مراسم عسكرية في ساحة قصر الحسينية، بحضور الملكة رانيا العبدالله والأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وعدد من الأمراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، لتنضم هذه الراية المجيدة إلى رايات وأعلام القوات المسلحة الأردنية ـ الجيش العربي.

وضمت مجموعة حملة الراية، خلال المراسم، مختلف صنوف وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية قبل أن ترتفع على سارية خصصت لها، إلى جانب رايات وأعلام القوات المسلحة.

ويعكس الشعار (لا إله إلا الله – محمد رسول الله)، الذي يتوسط الراية الهاشمية، وعبارتي البسملة، التي تسبق الشعار، والحمد التي تتبعه، معاني ودلالات تؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية ومنذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية.

ويأتي لون الراية، وهو اللون الأحمر الداكن، من لون راية الشريف الحسين بن علي وقبله الشريف أبي نُمي، رحمهما الله، وقافلة من الأشراف الهاشميين الأحرار، وهو ما يؤكد تاريخيتها وتوافقها مع مبادئ الثورة العربية الكبرى، إلى جانب ما شكله هذا اللون في تاريخ الشعب الأردني وثقافته وهويته.

السبع المثاني

وتحمل الراية الهاشمية النجمة السباعية التي تشير إلى السبع المثاني: آيات سورة الفاتحة في القرآن الكريم، ومن ناحية أخرى فهي رمز السموات السبع، ورمز الملكية الهاشمية. وتم اختيار خط الثلث، وهو من أجمل الخطوط العربية الإسلامية، لتخُط به مضامين الراية.

وتستمد الراية الهاشمية ألوانها وشعارها من راية الهاشميين والثورة العربية الكبرى بأبعادها الشرعية والتاريخية والدينية والعروبية، وحُملت على عربة عسكرية لها تاريخ بطولي شاركت خلاله في الحربين العالميتين ومعارك الثورة العربية الكبرى الخالدة، وهي من أوائل العربات المسلحة المدولبة التي استخدمت في الجيش العربي.

وتضمنت المراسم العسكرية دخول الراية الهاشمية مرفوعة على سيارة عسكرية محاطة بثلة من حرس البادية (الهجانة)، حيث تسلمها الملك عبدالله الثاني وسلّمها بعد ذلك إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومن ثم رفعت على السارية الرئيسية في ساحة قصر الحسينية.
وخلال المراسم التي بدأت واختتمت بالسلام الملكي، مر سرب من طائرات مقاتلة (إف 16) من سلاح الجو الملكي في سماء المملكة.

وتأتي الراية الهاشمية، بوصفها الامتداد الطبيعي وأصل راية الثورة العربيه الكبرى، التي احتضنت ألوان رايات الحضارة الإسلامية والعلم الأردني وأعلام ورايات الجيش العربي، الحافلة بتاريخ عريق يربط الحاضر بالماضي وتتوارثه الأجيال رمزاً للحياة والسيادة والاستقلال، وتجسيداً للحرية والشجاعة والفروسية.

رسالة سلام

وقال القصر الملكي الهاشمي إنه في ظل مناسبات وطنية خالدة: عيد الجلوس الملكي ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى، يتسلم الجيش العربي، بكل فخر واعتزاز، الراية الهاشمية اليوم لتكون رسالة للأمة وللأجيال وللإنسانية جمعاء دينا وهوية جوهرها السلام والمحبة والتسامح والعدل والخلق الرفيع والعيش المشترك في وجه من يدعون باطلا وبهتانا من خوارج العصر الدفاع عن الإسلام وهو منهم براء.

واضاف: وستكون هذه الراية عنوان مجد وكبرياء، يحملها أبناء الجيش العربي المصطفوي في ساحات الوغى، مثلما حملوا المبادئ السامية لرسالة الإسلام والثورة العربية الكبرى جيلا بعد جيل، خدمة للوطن والتزاماً بالتاريخ وحفاظاً على الشرعية والإنجاز، تحت ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى.

وحضر مراسم تسليم الراية الهاشمية: الأمير فيصل بن الحسين، والأمير علي بن الحسين، والأمير هاشم بن الحسين، والأمير طلال بن محمد، المستشار الخاص للملك، والأمير راشد بن الحسن، والأمير رعد بن زيد، كبير الأمناء، والأمير علي بن نايف، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ورئيس المحكمة الدستورية، ومستشار الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة، ومدير مكتب الملك، ومستشار الملك لشؤون العشائر، وقاضي القضاة إمام الحضرة الهاشمية، ومفتي عام المملكة، ومديرو الدفاع المدني، والأمن العام، وقوات الدرك، ومفتي القوات المسلحة الأردنية ـ الجيش العربي، وعدد من كبار المسؤولين، وعدد من رؤساء الهيئات وكبار الضباط من مختلف تشكيلات وصنوف القوات المسلحة الأردنية ـ الجيش العربي.