أصيب نواب أميركيون بالصدمة حين استمعوا إلى شهادة طبيب سوري روى ما شهده حين قصف طيران الأسد سرمين في إدلب بغاز الكلور، فطالبوا بإقامة حظر جوي سريع فوق سوريا.

بيروت: خيمت أجواء الصدمة على النواب الأميركيين وهم يستمعون إلى شهادة أدلى بها الطبيب السوري محمد تناري أمام الكونغرس الأميركي، حول تعرض مدنيين في محافظة إدلب السورية لهجوم بغاز الكلور، شنته طائرات النظام السوري، فبادروا إلى المطالبة بفرض حظر جوي فوق سوريا، لمنع تكرار هذه الجريمة.

هذا ما حصل

وتناري الذي كان مديرًا لمستشفى في إدلب روى ما حصل ليلة 16 آذار (مارس) حين ألقت مروحيات تابعة لقوات النظام السوري براميل متفجرة محشوة بغاز الكلور فوق مدينة سرمين بالمحافظة. وبمساعدة مترجم، تحدث تناري أمام النواب الأميركيين والسفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد عن الهجوم، وعرض مقاطع فيديو يظهر الأطباء يحاولون إنقاذ أطفال تنشقوا غاز الكلور.

وقال إن رائحة تشبه سوائل التنظيف انتشرت في الجو، "وعانى عشرات الأشخاص صعوبات في التنفس وحروقًا في العيون والحنجرة وإفرازات من الفم". وكان بين الضحايا ثلاثة أطفال، هم عائشة (3 سنوات) وشقيقتها ساره (سنتان) وشقيقهما محمد (عام واحد)، بحسب الفيديو الذي أثار صدمة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب.

وروى تناري: "كان الأطفال شاحبين بشكل خطير عند وصولهم إلى المشفى، وهو مؤشر على نقص حاد في الأوكسجين والتعرض لمادة كيميائية، واضطر الأطباء إلى معالجتهم وهم ممددون قرب جثة جدتهم التي لقيت مصرعها في هذا الهجوم".

وبعد عرض الشريط المصور قال: "رغم إسراعنا في معالجتهم، لم نتمكن من إنقاذهم، فقتل والداهم أيضًا بسبب سقوط قنبلة كلور داخل نظام تهوئة ملجأ كانت العائلة مختبئة فيه، فحولته إلى غرفة غاز".

يجب أن تتغير

وقال فورد إن الحكومة السورية تستخدم غاز كلور من دون محاسبة، "والقوات الحكومية تفتقد إلى العناصر ومع تطور هذا الوضع، فإن النظام السوري سيلجأ بشكل متزايد إلى استخدام الأسلحة الكيميائية للتعويض عن هذا النقص في عدد الأفراد".

ووجهت اتهامات إلى بشار الأسد بتنفيذ الهجمات بالأسلحة الكيميائية بواسطة مروحيات، إحداها في محافظة إدلب في آذار (مارس) 2015، كما أفيد في الأشهر الأخيرة عن 45 هجومًا من هذا النوع. وعقب شهادة الطبيب السوري، قال رئيس اللجنة الجمهوري إيد رويس: "السياسة الأميركية يجب أن تتغير، ومناطق الحظر الجوي ستحرم الأسد من السيطرة على الأجواء".

من جانبها، علقت الطبيبة آني سبارو، من مدرسة إيشان للطب في نيويورك، فقالت: "من حق الأطفال السوريين والمدنيين السوريين أن يحظوا بالحماية، والولايات المتحدة قادرة على تأمينها"، ودعت إلى إقامة منطقة حظر جوي سريعًا فوق سوريا.