تحاول فرنسا استصدار قرار من مجلس الأمن يحرم استخدام البراميل المتفجرة في سوريا، إلا أن الفيتو الروسي الصيني قد يجهضه في مهده.

بيروت: تجري فرنسا مشاورات في أروقة مجلس الأمن ساعية لإصدار قرار يحرم استخدام البراميل المتفجرة، التي يقتل بها بشار الأسد شعبه منذ أكثر من عامين، تحت أنظار المجتمع الدولي.

وأكدت مصادر دبلوماسية أممية أن المسعى الفرنسي بدأ بمشاورات مع الشركاء الأوروبيين في مجلس الأمن، لاستصدار قرار محدد حول استخدام البراميل المتفجرة، وزيادة الضغط على نظام دمشق كي يوقف حرب الابادة التي يشنها على شعبه منذ أربع سنوات من عمر الأزمة.

الفيتو بانتظاره

قال مراقبون إن ثمة خطرا كبيرا من ألا يجد المسعى الفرنسي طريقه إلى التنفيذ، إذ ثمة احتمال كبير في أن يصطدم بالفيتو الروسي والصيني، فيكون حاله كحال كل مشاريع القرارات السابقة، التي تدين وحشية النظام السوري.

وفي انتظار ذلك، وجهت 70 دولة رسالة إلى مجلس الأمن، أدانت فيها بأشد العبارات استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة في قصف المناطق السكنية في محافظة حلب، ما أوقع مئات القتلى والجرحى، جلّهم من النساء والطفال، قضوا تحت أنقاض منازلهم المدمرة. وأكدت الدول الموقعة على الرسالة أن القانون الدولي يحظر الاستخدام العشوائي للأسلحة الثقيلة، كالبراميل المتفجرة.

ميدانيًا، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن النظام كثف هجماته بالبراميل المتفجرة على المحافظات السورية غير الخاضعة لسيطرته، فألقى الطيران المروحي النظامي براميل متفجرة على بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، وقرى المنصورة والهوتة وجسر بيت الراس بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ومدينة خان شيخون في ريف إدلب، ومدينة معرة النعمان.

جرائم ضد الإنسانية

وفي بداية حزيران (يونيو) الجاري، طالبت الأمم المتحدة النظام السوري وقف استخدام البراميل المتفجرة في النزاع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام، مرجعة ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين إلى إلقاء تلك البراميل.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، نقلًا عن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا، إن كل الأدلة تشير إلى أن الاستخدام العشوائي للبراميل المتفجرة تسبب بسقوط معظم الضحايا المدنيين.

وشدد حق على ضرورة تقيد الحكومة السورية بالقانون الانساني الدولي، تحت أي ظرف ومن دون تمييز، وحماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة.

كما قالت منظمة العفو الدولية في أيار (مايو) الماضي إن قوات النظام السوري تستهدف المدنيين في حلب بالبراميل المتفجرة التي أجبرت مستشفيات ومدارس على العمل تحت الأرض، واصفةً الهجمات بأنها "جرائم ضد الإنسانية".

وقالت المنظمة إن الهجمات الحكومية باستخدام البراميل المتفجرة وغيرها من الأسلحة غير الدقيقة استهدفت أماكن مكتظة، بينها أسواق ومحطات ركوب ومساجد ومستشفيات ومدارس.