&طالبت الحكومة العراقية الولايات المتحدة بمضاعفة دعمها الجوي للقوات العاملة على الأرض في محاربة تنظيم "داعش" المتطرف، في حين دعا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وفد الكونغرس الأميركي إلى تقديم مزيد من الأسلحة لقوات البيشمركة الكردية.

لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الولايات المتحدة "الى اجراءات جدية لزيادة الدعم الجوي لقوات بلاده والعمل على ايقاف تجنيد الارهابيين وتمويلهم".
&
وبحث العبادي القائد العام للقوات المسلحة العراقية في بغداد مع وفد من اعضاء الكونغرس والشيوخ الاميركيين، برئاسة روب ويتمان عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري والسيناتور تيم كين عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة والتطورات الميدانية للحرب ضد "عصابات داعش الارهابية لتحرير بقية المناطق ودعم المجتمع الدولي للعراق وزيادة التسليح، اضافة الى تعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين".
&
واشار العبادي الى ان "ارهاب عصابات داعش الارهابية خطر عالمي يحتاج الى المزيد من الجهد والدعم الجوي مشددًا على ضرورة العمل الجدي لايقاف تجنيد الارهابيين وتمويلهم"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" الاثنين.
&
وقال "اننا مع حربنا على الارهاب فإننا نحارب الفساد الاداري والمالي وبدأنا بخطوات من ضمنها تبسيط الاجراءات في دوائر الدولة".
&
تأكيد الدعم الأميركي
&
بدوره، اكد الوفد الاميركي دعم الولايات المتحدة للعراق ولحكومة العبادي، "وهي تواجه عصابات داعش الارهابية ولمواجهة التحديات الاخرى".
&
وضم الوفد الاميركي اعضاء الكونغرس عن الحزب الديمقراطي مادلين بوردالو وتولسي غيبارد وجيم مكوفرن وبيتر ويلش وستيف لينش وبراين هيغنز، اضافة الى السيناتور جو دونيللي عضو مجلس الشيوخ وبيل فلوريس عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري.
&
وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري قد دعا خلال اجتماعه مع الوفد امس الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الى ضرورة الالتفات الى تسليح وتدريب ابناء عشائر المحافظات التي يحتلها تنظيم داعش مؤكدًا استعدادهم للمشاركة في تحريرها.
&
ومن جانبه، بحث وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي مع اعضاء الوفد الاميركي "جهود التصدي لقوى الارهاب واستعرض معهم الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية في التصدي لقوى الإرهاب والعدوان.
واشار الوزير الى خطوات الوزارة على صعيد بناء المؤسسة العسكرية والارتقاء بأدائها القتالي، فضلاً عن الإجراءات التي اتخذتها على صعيد مكافحة الفساد".
&
وأعرب عن ثقة الحكومة العراقية ووزارة الدفاع "بالنصر على قوى الإرهاب وإزالة آثاره"، وأوضح أن &"الاستحضارات العسكرية تجري على قدم وساق من اجل البدء بعمليات تحرير كامل التراب العراقي".
&
يذكر ان مدربين من القوات الأميركية يوجدون حاليًا في قاعدة الحبانية (30 كم شرق الرمادي) ويبلغ عددهم 80 مستشاراً عسكرياً، اضافة الى 350 من عناصر حماية المستشارين .
&
&
&مزيد من الاسلحة الاميركية
&
ومن جهته، أجرى وفد مجلسي النواب والشيوخ الاميركيين مباحثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومة الاقليم نجيرفان بارزاني حول التطورات العسكرية في مواجهة تنظيم داعش، حيث اكدا على الحاجة الى مزيد من الاسلحة الاميركية لمواجهة تنظيم داعش.
&
وقد ثمن مسعود بارزاني خلال اجتماعه بالوفد في اربيل الليلة الماضية دعم حكومة وشعب الولايات المتحدة لشعب اقليم كردستان ولقوات البيشمركة في الحرب ضد الارهاب .. كما قدم موجزًا حول الوضع السياسي والامني في العراق "مسلطًا الضوء على الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة والوضع العام في المنطقة، مؤكدًا على ان شعب كردستان يحتاج للمزيد من الاسلحة للدفاع عن نفسه ووجوده لأن هذا الشعب يعيش في منطقة تكثر فيها التهديدات ويكثر فيها التطرف بشكل مستمر"، كما نقل عنه بيان رئاسي كردستاني.
&
وحول الوضع في مدينة الموصل الشمالية التي يحتلها تنظيم داعش منذ اكثر من عام، اكد بارزاني ان هذه المدينة وبحكم وجود العديد من القوميات والاديان والطوائف فيها فإنه من الضروري ان تكون صيغة العيش فيها بشكل تكون جميع هذه المكونات فيها ضامنة لمستقبلها ويكونون مشاركين في تقرير مصيرهم لأن هذه المكونات التابعة لمحافظة نينوى مرت بتجربة مرة لذلك توجب ضمان مستقبله.
&
وفي محور آخر من الاجتماع، تم التباحث حول العلاقات بين الاقليم وبغداد ومستقبل العراق والحلول المطلوبة لمعالجة المشاكل والازمات في العراق.
&
ومن جهته، ثمن الوفد "عاليًا دور الرئيس بارزاني في قيادة العملية السياسية والحرب التي يخوضها الاقليم ضد ارهابيي داعش، كما شكروا قوات البيشمركة على شجاعتهم وبطولتهم في الوقوف ضد الارهابيين وحماية المواطنين من المكونات القومية والدينية المختلفة والتضحية بأرواحهم من اجلهم"، كما قال مكتب رئيس الاقليم.
&
&وأكد الوفد أن للولايات المتحدة تفهمًا عميقًا حول العلاقات بينها وبين الاقليم وان الوفد المشترك لمجلس الكونغرس يزور الاقليم من اجل الاطلاع عن كثب حول الوضع العام وتقييم دور بارزاني وقوات البيشمركة في ما يتعلق بالوضع السياسي والامني في العراق والمنطقة حيث طرحوا عليه العديد من الاسئلة حول هذه المسائل.
&
&قلق من تقدم داعش
&
وعلى الصعيد نفسه، فقد عبر الوفد الاميركي خلال اجتماعه مع نيجيرفان بارزاني عن القلق البالغ بخصوص التقدم الذي أحرزه تنظيم "داعش" مؤخراً في العراق وسوريا وإنعدام &وجود خطة للقضاء عليه.
&
واوضح انه "خلال لقاءاته مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والمسؤولين العراقيين الآخرين، سيدعو إلى مشاركة سنية أكثر لكي يتمكنوا بشكل أفضل للتصدي للإرهاب". وأشار الوفد الى ضرورة أن تقوم بغداد بدفع مستحقات إقليم كردستان وفقاً للإتفاقية الموقعة بين الطرفين والقوانين العراقية والعمل على تخفيف الأعباء الثقيلة على عاتق إقليم كردستان، كما قال مكتب بارزاني عقب الاجتماع.
&
من جانبه، &أعرب رئيس وزراء إقليم كردستان عن تثمين الاقليم عاليًا للمساعدات العسكرية والإنسانية الاميركية للاقليم، التي "اشار الى انه كان لها أثر كبير &في تقهقر وإنسحاب إرهابيي داعش، معرباً عن أمله في الإستمرار في تقديم المساعدات وخاصة من الناحية العسكرية.
&
وطلب نيجيرفان بارزاني من الوفد الضيف لعب دوره في معالجة المشاكل بين أربيل وبغداد بشكل تلتزم بتنفيذ الواجبات الملقاة على عاتقها، منوهًا إلى استمرار قدوم اللاجئين والنازحين إلى إقليم كردستان، ودعا المجتمع الدولي لبذل جهود جدية لمساعدة المنظمات التابعة للأمم المتحدة لتقديم المساعدات والمعونات إلى هؤلاء اللاجئين والنازحين.
&
كما تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والولايات المتحدة الأميركية والمعوقات الامنية والاقتصادية التي برزت في الاقليم خلال هذه المرحلة.&
&
يذكر ان العراق يخوض حربًا شرسة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، منذ سيطرته على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014، وتمتد سيطرته الى مناطق شاسعة من محافظات ديالى (شرق) وكركوك (شمال) والانبار (غرب) وصلاح الدين (شمال غرب)، ما ادى الى نزوح اكثر من ثلاثة ملايين عراقي وتدمير البنى التحتية في المناطق التي يحتلها .
&
وعلى الرغم من تحقيق القوات الامنية العراقية والمتطوعين في الحشد الشعبي معها انتصارات ضد التنظيم في مناطق عدة خاصة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك الا انه ما زال يحتل اجزاء واسعة من محافظة الانبار التي تشكل مساحتها ثلث مجموع مساحة العراق، وخاصة قضاء الفلوجة الذي يسيطر عليه منذ اواخر العام الحالي، ما يضع امام حكومة العبادي تحديات عسكرية وسياسية واقتصادية خطيرة في تحقيق نصر ناجز على التنظيم وتخليص البلاد منه بشكل نهائي.
&
&