قال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن اللجوء إلى الإرهاب من مصر إلى الكويت وتونس يسلط الضوء حول العلاقة الحميمة للتيارات المتأسلمة، بين من يدعي الاعتدال ومن يمارس الإرهاب. وأن نظرية المخابرات الغربية الداعمة للتيار المتأسلم "المعتدل" ليضبط إيقاع التيار المتأسلم "المتطرف" سقطت، والأحداث أثبتت أن هذا يحرض والآخر ينفذ.


أحمد قنديل من دبي: قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، إنّ "التطرف والإرهاب خطر ممتد يستهدفنا في الوطن العربي، والنجاح يستدعي رؤية واضحة وتعاوناً وثيقاً، فالشحن الذي امتد عقودًا ثلاثة لا يمكن القضاء عليه في أشهر قليلة".

الإجرام الفاحش

أضاف قرقاش في تغريدات نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن التطرف والإرهاب لن ينتهي بالإجرام الفاحش في الكويت وتونس ومصر، وعلينا أن نتصدى له جماعيًا ومن خلال قراءة متجردة فالأدلة واضحة وهي حولنا سافرة.

وأشار إلى أن المسؤولين عن هذا الفكر المتطرف معروفون وآثارهم واضحة، وواجب ألا نخدع بتراجعهم التكتيكي، فاستغلالهم للغرائز الدينية آثاره فادحة في أوطاننا. وأن من دروس الإرهاب الفاحش في الكويت التصدي للطائفية التي غذاها التطرف والإرهاب، وليتنا نعود لاحترامنا الفطري للتنوع، وليتنا نعزز الروح الوطنية.

وقال: "في خضم هذا العنف المجنون أثمّن توجهنا في الإمارات، استشرفنا خطر التطرف والإرهاب مبكرًا، وسعينا لتغليب الوطن والوطنية، طريقنا طويل ولكنه صحيح. أدركنا في الإمارات مبكرًا العلاقة بين التطرف والإرهاب، عرفنا أن التطرف يمثل البيئة الحاضنة والمشجعة للإرهاب، هي علاقة الرماد والنار... حذار أن نسقط في الفخ الطائفي، فهو خلاف فقهي تاريخي قديم، حاضرنا يستدعي التعامل عبر إطار الدولة المدنية الجامعة والانتماء الوطني والإنساني".

مصر وإرهاب الإخوان

وعن الأوضاع في مصر، ذكر قرقاش أن مصر تحتفل بنجاح ثورة ٣٠ يونيو ونحتفل مع شعبها، فالإرادة الشعبية لملايين المصريين أنهت حكم الإخوان، والتحدي الحالي تنموي واقتصادي ومصر ستنتصر. وأن التطرف والإرهاب لن يرّكعا مصر وشعبها، ومن يعتقد غير ذلك واهم، وفي ذكرى ٣٠ يونيو نسترجع ملحمة الجماهير وعزمها وعزيمتها تهدم هياكل الظلام الحزبي.

وأضاف مغردا عبر تويتر: "ونحن نحتفل بذكرى ثورة ٣٠ يونيو رأينا ردة فعل الإخوان على إرادة الشعب المصري لم تتمثل عملاً سياسيًا بل تحريضًا وعنفًا وإرهابًا، الحزب وقع في شر أعماله.. إنه عمى البصر والبصيرة، دعاية الإخوان تجاهلت ملايين المصريين الذين صوتوا بأقدامهم ضد استبداد الحزب، قالوا انقلابًا متجاهلين الحشود المليونية.. في كل منعطف هدد بالعنف والإرهاب أمن واستقرار المواطن المصري".

وكتب "رأينا خطاب الإخوان مبررًا أو محرضاً أو متعاطفًا، عمى السلطة الغريزي بات واضحًا فاضحًا.. غريب، تحريض الإخوان على العنف في مصر والشماتة بعد العمل الإرهابي، ثم التأكيد أن الحكومة وراء الجريمة أو قوى غامضة أو مؤامرة صهيونية عالمية.. المراقب والمتابع يبقى أذكى من أن تنطلي عليه دعاية الإخوان، ارتباط منهجهم بالعنف والإرهاب أصبح واضحًا وموثقًا، وهو العار الذي سيبقى معهم".

وأكد قرقاش أنه "لا بديل عن الإنتصار على الإرهاب في مصر، و برغم الدموية والعنف والهجمات الممنهجة والدعم السياسي والإعلامي للتطرف إلا أن النصر حتمي وقادم.. ولا أشك أن الحرب الإرهابية اليائسة على مصر من قبل الإخوان والدواعش ستفشل، لأنها حرب ظالمة وفتنة خسيسة، الثقة في إنتصار مصر وشعبها غالبة".

الإمارات وبريطانيا... والملفات الإقليمية

وحول زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بريطانيا مؤخراً، ولقائه مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، قال قرقاش إنها زيارة متميزة ومثمرة، وأن العلاقة بين البلدين تتطور وتتعزز، حيث إن مواقف الإمارات السياسية تحظى بالاحترام والتقدير، وأن استشراف الشيخ محمد بن زايد للمشهد الإقليمي دقيق ومحل اهتمام من دوائر صنع القرار البريطاني.&

وأوضح أن السياسة الشفافة والعقلانية للإمارات يعبر عنها الشيخ محمد بن زايد بصراحة واحترام مضيفًا لرصيد ناصع، ويؤكد أن قراءة الإمارات للملفات الإقليمية متقدمة.