بيروت: أقامت وزارة الاتصالات اللبنانية، وشركة ليبان بوست، صباح اليوم حفل إطلاق طابعين بريديين باسم رئيس الحكومة الأسبق أمين الحافظ والأديبة والكاتبة ليلى عسيران، وذلك في ساحة الرئيس أمين الحافظ في وسط بيروت.&

وقد حضر الحفل رئيس الحكومة تمام سلام ممثلاً بالوزير بطرس حرب، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب علي عسيران، والرئيس سعد الحريري ممثلاً بالنائب عمار حوري، والنائب محمد قباني، والوزيرين السابقين خالد قباني وجورج سكاف، والسفير خليل مكاوي، فضلاً عن حشد من الفعاليات السياسية والاقتصادية والإعلامية والوجوه الاجتماعية.
&
الحافظ
&
النشيد الوطني كاملاً بداية، ثم ألقى الباحث والإعلامي رمزي الحافظ، ابن المكرمين الراحلين، كلمة استهلها بالتوجه إلى «فخامة رئيس الجمهورية العتيد، الممثل بالحضور الكريم جميعاً»، وأضاف: «لم يشأ معالي الوزير الأستاذ بطرس حرب وشركة ليبان بوست أن تمر مناسبة إصدار طابع بريديّ باسم الرئيس أمين الحافظ، وآخر باسم الأديبة ليلى عسيران، مرور الكرام، وهي من المرات النادرة التي يقام فيها حفل بمناسبة إطلاق طابع».
&
وقال الحافظ: «كان معالي الوزير حرب قد أوصى بتكريم الراحلين بطابع بريديّ لكل منهما، وبادر إلى دعوة نخبة من معاصريهما، وهو أحدهم، تأكيداً على ضرورة إحياء السيرة والمثل التي تركها الراحلان، كل في نطاقه. وكانت بلدية بيروت قد سمَّت، مشكورة، هذه الساحة بالذات باسم الرئيس أمين الحافظ، والحديقة المجاورة لها باسم الأديبة ليلى عسيران، لما كان للراحلين من فضائل على الوطن عامة، وعلى مدينة بيروت خاصة، وأقيم آنذاك حفل ضخم في تلك المناسبة.&
&
وباسم لجنة تكريم الرئيس أمين الحافظ والأديبة ليلى عسيران، أتقدَّم من معاليكم بالشكر الجزيل على هذا التقدير، وأتقدم من سعادة مدير عام البريد الأستاذ محمد يوسف، الذي تابع هذا الإصدار بحمية ونشاط، ومن شركة ليبان بوست وعلى رأسها الأستاذ خليل داوود وفريق عمله، بالشكر لمتابعتهم كل ما يلزم لتحقيق وإنجاح هذا الإصدار وهذا الحفل. كما أشكر الأصدقاء والعائلة على حضورهم وتكريمهم للغائبين».
&
وتوقف الحافظ عند أهمية «هذا الإصدار سواء بالنسبة إلى هواة جمع الطوابع، أو بالنسبة إلى الجمهور، إذ يخلد اسم علمين من أعلام لبنان، أرسيا مفاهيم وطنية نحن في أمس الحاجة إليها اليوم».
&
قميحة
&
وألقى رئيس النادي اللبناني لهواة الطوابع والعملات وارف قميحة كلمة ركز فيها على «الأهمية التاريخية للطوابع»، مبرزاً الدور الذي «لعبته في المراسلات عامة».&
&
وشرح أهمية هذين الإصدارين بالذات، قائلاً «إن تكريم الدولة عظمائها من خلال إصدار طوابع تخليداً لذكراهم يقدم دليلاً واضحاً على بقائها واستمراريتها».&
&
وقال: "عندما أقترح "رولاند هيل" إستخدام طوابع البريد لم يكن يهدف إلا إلى تسهيل نظام نقل البريد الذي كان قائما في ذلك الحين وظلت طوابع البريد زهاء ربع قرن منذ تاريخ إصدار أول طابع بريد تخدم هذا الغرض وحده وهو تسهيل نقل البريد بأسرع وقت وبأقل التكاليف ولا تزال طوابع البريد تؤدي هذه الوظيفة وتخدم نفس الغرض الأصلي حتى يومنا هذا، ولكنها أصبحت في الوقت ذاته تؤدي وظائف أخرى وتخدم أغراضاً أخرى لم يكن لها وجود في بادئ الأمر، فاليوم تستغل معظم الدول طوابع البريد التي تصدرها كوسيلة للدعاية والاعلان، حيث تعكس طوابع كل بلد عادات الحياة الإجتماعية فيه والتطورات السياسية والاقتصادية بالإضافة الى الفنون والآداب والمجالات الإبداعية الأخرى التي تبرز حضارته".
&
وأشار إلى أنه "عند استعراض الإصدارات البريدية لأي بلد يمكن اعتبار ذلك سجلاً تاريخياً لتطوره وتدويناً لما مر به من أحداث حيث إن الاصدارات التذكارية عادة ما يكون الهدف منها تسجيل الأحداث المختلفة سواء كانت سياسية أو أدبية أو علمية أو فنية أو غيرها بهدف إبراز أهميتها وتخليد ذكراها. حيث يساهم طابع البريد في تخليد ذكرى العظماء، وما احتفالنا اليوم في حفل اصدار طابعين بريديين بإسم دولة الرئيس أمين الحافظ والأديبة ليلى عسيران إلا خير دليل على تقدم وخير دليل على أننا في دولة قابلة للحياة لا خوف عليها لأن الدولة التي تكرم عظماءها وتحفظ تاريخها هي دولة تستحق البقاء مهما عصفت بها المحن والصعاب".
&
حرب

وألقى الوزير حرب كلمة أشاد فيها بالرئيس الحافظ وقال: «كان من رجال السياسة الذين كانوا يقدمون المصلحة الوطنية على أي مصلحة أخرى. أقول هذا الكلام في وقت يعاني منه لبنان من تضارب هاتين المصلحتين فمنهم من يضع البلاد في مهّب الريح لأن لديه مطلباً شخصياً ومنهم من هو مستعّد كأمين الحافظ لبذل حياته في سبيل الحفاظ على الوطن. في هذه الأيام إذا اجتمعنا حول شخص الدكتور أمين الحافظ رجل العلم والإقتصاد والسياسة، الوطني، فإننا نكرم ما كان يرمز إليه من قيم ووطنية وعلم وانفتاح, وإذا ما اجتمعنا اليوم لتكريم الأديبة السيدة ليلى عسيران فلنؤكّد أن في هذا البلد نساء معطاءات رفعنَ اسم لبنان عالياً».
&
وتابع: «نجتمع اليوم لنكرّم شخصين لعبا دوراً كبيراً في تاريخ لبنان وفي محطّة تاريخية صعبة من تاريخ لبنان، واذا كنّا اليوم نلتقي فلأننا استجبنا الى مطلب وطنّي وليس شخصّي لأن نكرّم أحد رجالات لبنان الكبار. فليس لأن أمين الحافظ هو الرجل الكبير الوحيد في لبنان، بل لأنه &استحّق هذا التكريم الذي استحقّه غيره أيضاً من رجالات الاستقلال الذين اصدرنا مرسوما بتكريمهم بطوابع بريدية صدرت عن مجلس الوزراء، وأن لبنان هو في سياسة وزارة الاتصالات التي تعتمد ما يمكن ان يعيد الى الذاكرة ما يرمز اليه هؤلاء الكبار الذين بنَوا دولة لبنان الديموقراطية الحرّة التي تحفظ كرامة الإنسان وحريته وحريّة إبداء رأيه ولو كان رأيه مخالفا لمن هو في السلطة».
&
وأضاف حرب: «اجتمعنا اليوم للتذكير بأن لبنان ولد ووجد كي يكون هكذا لا أن يتحوّل الى ساحة للصراعات والتجاذبات والاقتتال والطائفية البغيضة التي تعيده الى الوراء. وفي مناسبة إطلاق هذين الطابعين يهمّني التأكيد اننا لن نتراجع عن مفهومنا للبنان وان علينا التمسّك بالقيّم واننا متّحدون جميعا للحفاظ على هذه القيم كي لا تسقط ويسقط معها لبنان».
&
وتوجّه إلى نجل أمين الحافظ وليلى عسيران، رمزي، بالقول: «أنضّم الى العائلة بصفتي الشخصية، لقد عرفت الوالد سياسياً كما عرفته شخصياً، عرفته رئيسا للحكومة، مثقّفاً، مترفّعاً ووطنياً واحترمته، لذلك لا أقف هنا اليوم بصفتي وزيراً للاتصالات وممثلا لرئيس الحكومة بل اقف أيضاً بصفتي الشخصية وانضّم إلى المكرّمين الذين اجتمعوا اليوم لتكريم شخصين لبنانيين جديرَين وأتوجّه إلى دولة رئيس مجلس النواب الممثل بصديقي وزميلي الاستاذ علي عسيران وإلى دولة الرئيس سعد الحريري ممثلاً بصديقي وزميلي الدكتور عمّار الحوري طالباً من الجميع ألّا نستسلم وإن كنا نمّر بظروف صعبة جداً، ودعونا نجدّد إيماننا بلبنان وبمستقبله، البلد الذي أنجب أمين الحافظ وليلى عسيران هو بلد لن يموت وسيبقى حيّاً ان شاء الله».