واصلت شخصيات وقوى عراقية اليوم التعبير عن إشادتها بالراحل السعودي الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السابق، واصفة اياه بالمناضل العنيد المدافع عن أمته. فيما اكدت اربيل ان جميع محاولات بغداد لاخضاع اقليم كردستان قد باءت بالفشل.
لندن: في رسائل تعزية الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، اعتبرت القوى والشخصيات العراقية&ان الراحل كان احد الشخصيات المهمة التي لعبت دوراً تاريخيا على الصعيدين العربي والدولي وتركت بصماتها الواضحة في تعزيز التضامن العربي والاسلامي.
وقال نائب الرئيس العراقي زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي &انه تلقى ببالغ الالم رحيل الأمير سعود الفيصل .. واضاف في رسالة تعزية تسلمت "إيلاف" نصها "نستحضر بوافر التقدير المواقف الشجاعة للفقيد الكريم في الذود عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وبصماته الواضحة على الدبلوماسية العالمية والعربية والسعودية وقد خسرنا مجاهدا ومناضلا عنيدا دافع عن أمته ببسالة" .
ومن جانبه، اعرب رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في رسالة تعزية الى العاهل السعودي، عن ألمه بوفاة الفيصل قائلا "تلقينا بألمٍ نبأ وفاة المغفور له سمو الأمير سعود الفيصل. أشارك& ملك السعودية وشعبها الهم والحزن".
اما تحالف القوى العراقية السنية فقد وصف رحيل الفيصل بالمصاب الجلل .. وقال رئيس الكتلة النيابية للتحالف احمد المساري "في الوقت الذي نعرب فيه عن خالص تعازينا ومؤاساتنا للمملكة العربية السعودية بهذا المصاب الجلل بفقدان احد الشخصيات المهمة التي لعبت دوراً تاريخيا على الصعيدين العربي والدولي وتركت بصماتها الواضحة في تعزيز التضامن العربي والاسلامي فإننا نؤكد ان هذا الدور سيستمر بوجود خلفه المتصدي لهذه المسؤولية الكبيرة التي تكتسب اهميتها من الدور الرائد للمملكة على الصعد كافة".
&
وكانت وزراة الخارجية السعودية قد اعلنت امس الخميس وفاة سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية، السابق عن عمر ناهز 75 عاما حيث كان قد عين بمنصبه منذ عام 1975 الى ما قبل شهرين من وفاته.
وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم قال في رسالة تعزية في وقت سابق اليوم "ان التاريخ سيحفظ للراحل الفيصل ما قدمه خلال حياته ومسؤولياته من أدوار حيوية في تاريخ المملكة وعموم المنطقة".
ومن جهته قال نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي "ان مسيرة الفقيد الكبير تشهد علامات مضيئة وذات تأثير كبير في العمل السياسي على الصعيد العربي والإسلامي والدولي".
يذكر ان الراحل الفيصل كان قد اكد خلال الاشهر الاخيرة في اكثر من مناسبة حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع العراق حيث عملت وزارته على اكمال الاستعدادات لافتتاح سفارتها في بغداد بعد غياب استمر حوالى ربع قرن منذ ان احتلت قوات النظام العراقي السابق الكويت مطلع عام 1990 وتهديدها لامن دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
وخلال لقاءات مشتركة بين وزيري خارجية العراق ابراهيم الجعفري ونظيره السعودي الامير سعود الفيصل مطلع العام الحالي تم الاتفاق على اعادة افتتاح السفارة &السعودية في العراق قامت اثرها الرياض بارسال وفد يمثل وزارة خارجيتها الى بغداد حيث بحث مع المسؤولين العراقيين تحديد مكان السفارة وكيفية توفير الحماية لها اضافة الى التنسيق مع وزارة الخارجية العراقية لوضع الترتيبات اللازمة لاختيار وتجهيز المباني المناسبة للسفارة في العاصمة العراقية وللقنصلية السعودية في اربيل عاصمة اقليم كردستان تمهيدا لمباشرتهما العمل في العراق في أقرب فرصة ممكنة.&
&
وبدأت السعودية تحركات حذرة نحو المصالحة مع العراق بعد تعيين حيدر العبادي رئيسا جديدا للحكومة في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويعدّ طراد عبد الله الحسين الحارثي آخر سفير سعودي مقيم لدى العراق جرى تعيينه في عام 1983 وظل في منصبه حتى الغزو العراقي للكويت في عام 1990 حين قطعت السعودية علاقاتها مع العراق وفي عام 2012 عيّنت المملكة فهد بن عبد المحسن الزيد سفيراً غير مقيم لها لدى العراق وتسلم أوراق اعتماده الرئيس العراقي السابق جلال طالباني. &
وكان العبادي دعا مؤخرا إلى تطوير العلاقات بين العراق والسعودية &للتعجيل بهزيمة تنظيم "داعش" فيما أعلن الأمير الراحل سعود الفيصل حينها انه سيزور العراق قريباً معربا عن سعادته بالإنجازات التي تتحقق الآن في العراق.
وعاشت العلاقات العراقية السعودية حالة من الفتور والتأزم منذ تولي رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي رئاسة الوزراء في العام &2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية للتحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق .. فيما اتجهت تلك العلاقات نحو الانفراج بعد وصول العبادي إلى السلطة &الذي أكد في أكثر من مناسبة سعيه لإعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم، سيما المجاورة حيث زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليها مطلع العام الحالي.
أربيل : جميع محاولات بغداد لإخضاعنا قد فشلت
قال المتحدث الرسمي لحكومة اقليم كردستان سفين محسن دزيي ان جميع محاولات بغداد لاخضاع اقليم كردستان قد باءت بالفشل مؤكدا ان صمود شعب كردستان كان اقوى بكثير من القرار السياسي الفردي الذي اتخذته الحكومة العراقية السابقة برئاسة نوري المالكي.
واشار دزيي في تصريح خاص نشره موقع حكومة الاقليم واطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة الى ان الحكومة الاتحادية قطعت حصة الاقليم من الموازنة العامة الاتحادية بداية عام 2014،&ظنا منها انها ستوقف التطور الذي یمر به اقليم كردستان وقد حاولت حكومة الاقليم ولاكثر من مرة ان تحل هذه المشكلة عن طريق الحوار مع بغداد الا ان المالكي اصر على قراره "والذي كان بتشجيع من قبل البعض الذين اقنعوه ان هذا القرار سيكون سببا في اخضاع الاقليم لشروط بغداد وفرض ما تريده على حكومة اقليم كردستان".
&
واوضح دزیی ان حكومة الاقليم اتخذت بعض الاجراءات في بداية الازمة منها تقليص المصاريف &واستطاعت في البداية سد جزء من الفراغ الحاصل في توزيع رواتب موظفي الحكومة مع وجود تاخير بين شهر الی 45 يوما ما اضطر حكومة الاقليم ان تطرح النفط الخام لاقليم كردستان في الاسواق العالمية وتحديدا في 22 ايار (مايو) عام 2014. ولم يكن هذا الامر سهلا لان نفط كردستان لم يكن معروفا في الاسواق العالمية وقد استفادت الحكومة من هذه العائدات لتغطية رواتب الموظفين وبعض المشاريع.
وتحدث دزيي عن الاتفاق النفطي الذي تم توقيعه بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية في الثاني من كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد منح الثقة لحكومة حیدر العبادي وتم اقراره في قانون الموازنة لعام 2015 وقد نص الاتفاق على ان يضع الاقليم کمیة 550 الف برميل من النفط الخام من حقول الاقليم وحقول كركوك يوميا تحت تصرف الحكومة العراقية حیث يتم تسويقها من قبل شركة "سومو" العراقية المكلفة بتصدير النفط العراقي ليتسلم الاقليم مقابل ذلك مستحقاته المالية من قبل الحكومة العراقية وكان من المفروض ان تنفذ هذه الاتفاقية منذ بداية العام الحالي الا ان بغداد بدأت بارسال كميات قليلة جدا من المستحقات المالية لاقليم كردستان اذ بدأت بـ250 مليار دينار وصولا الى 500 مليار في حين ان الاقليم قد نفذ الاتفاقية تماما وبالاخص في شهري نيسان (ابريل) وايار (مایو) الا ان بغداد لم ترسل اكثر من 30 الی40 بالمئة من مستحقات الاقليم.
&
وقال "لو کان الاقليم قد عرض کمیة النفط التي سلمها للحكومة العراقية في الاسواق العالمية لكانت عائداته تجاوزت الـ800 مليون دولار لكن بغداد لم تبعث اكثر من 350 الی 400 مليون دولار شهريا وقد بلغ معدل ما بعثته بغداد لحكومة الاقليم من مستحقات مالية منذ بداية السنة حتى شهر ایار الماضي ما يقارب المليار و800 مليون دولار في حين ان المستحقات الحقيقية للاقليم حسب الاتفاقية كانت تبلغ اكثر من خمسة مليارات دولار وهذا ما ساهم في تازم الوضع المالي للاقليم اكثر وتأخر توزيع رواتب الموظفين اكثر من الفترة السابقة التي لم نكن قد وقعنا فيها اتفاقا مع بغداد، اذ لم يستلم موظفوا الاقليم رواتبهم لمدة ثلاثة اشهر .
وكشف المتحدث الرسمي لحكومة الاقليم ان الازمة المالية في الاقليم تسببت في ايقاف اكثر من ستة آلاف مشروع بميزانيات واحجام مختلفة بالاضافة الى وجود تباطؤ في حركة الاسواق في الاقليم، مما سبب الكثير من المشاكل المالية للمقاولين. &واشار الى ان شركات النفط العالمية بقد ابدت موقفا جديا في التعاون مع اقليم كردستان لتصدير النفط الخام بشكل مباشر الامر الذي سيوفر اكثر من 90 بالمئة من احتياجات الاقليم.
واوضح ان احتياجات الاقليم لتوفير الرواتب والمصاريف الاخرى تصل الى ما يقارب مليار دولار شهريا، حيث من الممكن ان يوفر التصدير المباشر للنفط الخام مبلغ 800 الی900 مليون دولار &بالاضافة الی الدخل المحلي الذي یساعد في&سد باقي الاحتياجات مبينا ان التغطية الكاملة للاحتياجات في الاقليم بحاجة لمزيد من الوقت.
&
&
التعليقات