نفت مصر حدوث أي تغيير في موقفها من القضية اليمنية، رداً على تواتر أنباء وتحليلات ترجح ذلك، في أعقاب استضافتها ندوة ومعرضا للصور نظمهما الحوثيون في مركز ساقية الصاوي الثقافي في القاهرة.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أثار تنظيم نشطاء يمنيين محسوبين على المتمردين الحوثيين ندوة ومعرضاً للصور في ساقية الصاوي، المركز الثقافي الخاص في القاهرة، الكثير من الجدل السياسي، حول تغير موقف مصر من الأحداث في اليمن، وتواترت أنباء وتحليلات سياسية، تزعم أن هناك تحولا بالحالة السياسية المصرية، لاسيما في ظل تواتر أنباء أخرى عن إطلاق مبادرة جديدة للحل السياسي تتبنى الموقف الحوثي، وهو ما نفته وزارة الخارجية المصرية، ودبلوماسيون وخبراء عسكريون ل"إيلاف".

ووفقاً للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، فإن "وزارة الخارجية تنفي جملة وتفصيلا ما تم ترويجه في إحدى وسائل الاعلام من شائعات كاذبة حول حدوث تغير في موقف مصر بشأن الوضع في اليمن، مشيراً إلى أن "مصر تجدد التأكيد على دعمها الكامل والمطلق للشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس منصور هادي".&

وأضاف في تصريح له، حصلت "إيلاف" على نسخة منه: كما تؤكد وزارة الخارجية التنسيق الكامل والمستمر والوثيق بين مصر ودول التحالف الداعم للشرعية في اليمن، وبصفة خاصة مع المملكة العربية السعودية، في ما يتعلق بكافة التطورات في الشأن اليمني، وأن أية محاولات لإحداث الوقيعة بترويج وبث أخبار كاذبة لن يكتب لها النجاح ولن تنال من مستوى التنسيق الوثيق القائم بين البلدين الشقيقين".&

ونوه بأن التحضيرات جارية لعقد اللجنة العليا المشتركة المصرية- اليمنية في المستقبل القريب بما يدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين الى آفاق أرحب في مختلف المجالات.

ونظم المتمرديون الحوثيون معرضاً وندوة سياسية في "ساقية عبد المنعم الصاوي، وهو مركز ثقافي خاص، يملكه وزير الثقافة الأسبق محمد عبد المنعم، وقال القيادي في جماعة الحوثي علي البخيتي إن "المعرض والندوة المصاحبة له أقيما في ساقية عبدالمنعم الصاوي في القاهرة"، مشيراً إلى أن تلك الفعاليات "لاقت استحسان الجميع ونجحت نجاحاً باهرًا". ولفت إلى أن المعرض والندوة "أقيما بجهود من الأستاذة سلوى السماوي" الملحقة الدبلوماسية في السفارة اليمنية في القاهرة. وتابع "نتمنى من كل اليمنيين في الخارج تنظيم مثل هذه الفعاليات - حتى عبر جمع تبرعات فردية - لما لها من دور مهم في كسر الحصار الإعلامي المضروب" على الحرب في اليمن".

وحمل ما يعرف بـ"ائتلاف أحفاد الصحابة وآل البيت"، بشدة على الحكومة المصرية، متهماً إياها بالمسؤولية عما حصل، وقال علاء سعيد، القيادي في الإئتلاف إن تنظيم المعرض والندوة يعتبر "تقصيرًا أمنيًا واضحًا". واتهم جماعة الحوثي بالسعي إلى هدم مصر والسعودية.

وأضاف أن "ائتلاف آل البيت والصحابة، سيتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاه إقامة هذه المعارض التي تعد معادية للدولة المصرية"، مشيراً إلى أن "هناك جهات شيعية في مصر تساعد الحوثيين على الدخول للبلاد، وهو ما يجب الوقوف ضده الآن بشدة".

واعتبر اللواء حسين عبد الرازق، الخبير العسكري، أن مصر لديها مواقف ثابتة في العديد من الأزمات الدولية، مشيراً إلى أن موقفها من القضية اليمنية ثابت وغير قابل للتغيير. وأضاف لـ"إيلاف" أن مصر تدعم السعودية في موقفها الرافض لاستيلاء الحوثيين على السلطة في اليمن بقوة السلاح، وتدعم استعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي شرعيته، وعودة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الأزمة. ونبه إلى أن الحوثيين يحاولون دائماً التواصل مع مصر، من أجل الخروج من حالة الحصار والضغط السياسي والعسكري الذي يتعرضون له، لكن مصر ترفض أي تواصل معهم إلا عبر القنوات الشرعية في اليمن.

مصر لن يتغير موقفها مما يحصل في اليمن، وسوف تستمر في التحالف الدولي بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين، وقال السفير محمد يوسف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ل"إيلاف" إن تنظيم معرض للصور لا يعني أن مصر تحولت في موقفها السياسي تجاه الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن القاهرة مستمرة في التحالف الدولي بقيادة السعودية حتى استعادة الشرعية في اليمن. وأضاف أن العلاقات مع السعودية لا يمكن أن يؤثر فيها إقامة معرض للصور، معتبراً أن هناك من يحاول شق الصف العربي في التحالف العربي، وإظهار أن هناك خلافات بين البلدين الشقيقين. ونبه إلى أن محاولات الوقيعة بين مصر والسعودية لم تهدأ طوال التاريخ الحديث، مشيراً إلى أن جميع تلك المحاولات تحطمت على صخرة الأخوة والصداقة المتينة التي تربط بين البلدين.

وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ل"إيلاف" إن مواقف مصر من الأزمة اليمنية تتطابق مع الموقف السعودي، مشيراً إلى أن مصر لم ولن تدعم الحوثيين، لاسيما أنها تعلم خطورتهم على الأمن القومي العربي، وأنهم بمثابة أذرع عسكرية لإيران التي تسعى للهيمنة على المنطقة العربية والإضرار باستقرار السعودية. ولفت إلى أن إيران تدعم الحوثيين دولياً وتحاول فك الحصار المفروض عليهم سياسياً وعسكرياً، لكنها فشلت، لاسيما أنهم من ورطتهم في الإستيلاء على السلطة والإنقلاب على الشرعية في اليمن بقوة السلاح. ونبه إلى أنه لا يمكن النظر إلى إقامة معرض صور في مركز ثقافي خاص على أنه تحول في الموقف المصري تجاه الأزمة في اليمن ووجود خلافات بين السعودية ومصر بشأن هذه الأزمة، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين أكبر وأعمق من أية محاولات للوقيعة.