وسط تصاعد خطير للمواجهات الطائفية في محافظة ديإلى العراقية المحاذية لإيران، فقد دعت قوى عراقية إلى جلسة برلمانية طارئة لتدارك هذه الأوضاع ومحاولة تطويقها... فيما طالب رئيس البرلمان من العبادي اتخاذ اجراءات سريعة لحماية سكان المحافظة من الارهاب والفوضى.

لندن: تصاعدت خلال الساعات الأخيرة جرائم قتل واختطاف طائفية على الهوية في محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد)، اثر تفجير تبناه تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في ناحية خان بني سعد ادى إلى مقتل 120 مواطنًا واصابة 150 آخرين غالبيتهم من الشيعة... حيث تم اختطاف 30 شخصًا من المكون السني في البلدة نفسها، فيما شهدت مناطق أخرى من المحافظة عمليات خطف وتفجيرات ضد ابناء المكون نفسه.
وقد سارع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وهو من ابناء المحافظة إلى التحرك مطالبًا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيري الدفاع خالد العبيدي والداخلية محمد الغبان والقيادات الامنية في ديإلى بإتخاذ "اجراءات سريعة وغير تقليدية للمحافظة على أمن المواطنين في ديإلى، وحمايتهم من الارهاب والفوضى وعدم السماح بتعكير الاستقرار الامني الاخير الذي شهدته هذه المحافظة المنكوبة"، كما قال في تصريح صحافي تلقت نصه "إيلاف". كما دعا الجبوري أهالي ديإلى إلى "التمسك بوحدتهم والمحافظة على امن مناطقهم وعدم السماح لأصحاب الاجندات الطائفية من العبث بأمنهم ومستقبلهم".
اما النائب عن ائتلاف ديإلى هويتنا صلاح الجبوري، فقد دعا مجلس النواب إلى عقد جلسة طارئة خلال 48 ساعة لتدارس ما اسماه تداعيات اﻻنتكاسة اﻻمنية في مدن محافظة ديإلى... وقال في بيان اليوم إن حوادث العنف في بلدتي بني سعد، تستدعي وقفة سريعة وجدية ومسؤولة من الجميع لتدارك اﻻنتكاسات اﻻمنية وإعادة اﻷمن واﻻستقرار لمواطني المحافظة .
&
وطالب الجبوري جميع القوى السياسية في ديإلى بتضافر الجهود "لإفشال مشاريع ومخططات الإرهاب واجندات دول الاقليم ومحاوﻻت اثارة الاقتتال الطائفي بين أبناء محافظة ديإلى".
ومن جهته، حذر اتحاد القوى العراقية السنية من خطورة الأوضاع في خان بني سعد (30 كم شمال شرق بغداد) مطالبًا البرلمان بعقد جلسة طارئة خلال 48 ساعة لمناقشة الملف الأمني في محافظة ديإلى. وقال في بيان صحافي إن مجلس النواب مطالب ببحث امن محافظة ديإلى في ضوء الخروقات المتتالية التي تشهدها، والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء .
وما زاد الاوضاع توترًا هو قيام مسلحين خلال الساعات الاخيرة باختطاف 30 شخصاً بينهم زعيم عشيرة سنية في بني سعد حيث كان الشيخ طلب الجميلي وثلاثة من أبنائه ضمن المخطوفين، بالإضافة الى سبعة اشخاص من قبيلة البوحمدان.&
&
كما شهدت منطقة الحديد في المحافظة اليوم، سقوط قذائف هاون اسفر انفجارها عن مقتل 11 شخصًا واصابة 28 آخرين، فضلاً عن الحاق اضرار مادية بعدد من المنازل. واثر ذلك، حذر النـائـب عـن ائـتـلاف ديـإلى هـويـتـنا صـلاح مـزاحـم الـجـبـوري من وجود "من يريد اشعال نار الفتنة بين ابناء محافظة ديإلى من خلال هذه الجرائم المتكررة على المواطنين العزل". ودعا ابناء المحافظة إلى التمسك ورص الصفوف، وتفويت الفرصة على من وصفهم بالقتلة والمجرمين.
وتعتبر محافظة ديإلى عراقًا مصغرًا يعيش فيها مواطنون من جميع مكونات البلاد من الشيعة والسنة والاكراد والتركمان والمسيحيين.
وخلال زيارة إلى بلدة بني سعد امس، فقد تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي، بملاحقة جميع المتورطين في التفجير الذي شهدته البلدة الجمعة الماضي، والذي وصف بالاعنف الذي يشهده العراق خلال العام الحالي فيما وجه بإعادة أعمار المباني المتضررة مؤكداً أن القوات الامنية اعتقلت بعض منفذي التفجير. &
وكانت سيارة مفخخة انفجرت قرب سوق شعبي في ناحية بني سعد جنوب غرب بعقوبة مركز محافظة ديإلى الجمعة الماضي، ما اسفر عن مصرع اكثر من 120 شخصًا واصابة 150 آخرين وتدمير 20 محلاً وحرق 70 سيارة، ما دفع بحكومتها المحلية إلى اعلان الحداد لمدة ثلاثة ايام على أرواح ضحايا الإنفجار الذي وصف بأنه الأعنف هذا العام، كما الغت مراسم الاحتفال بعيد الفطر.
&
وقد قام ذوو ضحايا التفجير امس باقتحام مقر المجلس البلدي للناحية وأحراقه بالكامل.
وكان وزير الداخلية محمد الغبان قد أعلن الاحد الماضي عن اعتقال المتورطين بتفجير بني سعد متعهدًا بإنزال أقصى العقوبات القانونية بحقهم... مشيرًا إلى توقيف عدد من الضباط والمنتسبين على خلفية التفجير.
&
يذكر أن محافظة ديإلى ومركزها مدينة بعقوبة شهدت سيطرة تنظيم داعش على بعض مناطقها بعد دخوله إلى مدينتي الموصل وتكريت في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014، لكن القوات الأمنية والحشد الشعي تمكنا من تحرير غالبية مناطق المحافظة .
وتشكل محافظة ديإلى جزءًا حيويًا من حدود العراق المشتركة مع إيران كونها الجسر الذي يربط بين أقرب منفذ إيراني والعاصمة العراقية بغداد حتى أنها وصفت استراتيجيًا على أنها "أقصر الطرق من إيران إلى بغداد "، وهو ما جعلها الطريق الأمثل لكثير من قوافل الزائرين الإيرانيين الذين يتوجهون إلى المراقد الشيعية في العراق، لكنها أيضا&من&شهدت أكثر حوادث العنف التي استهدفت أولئك الزائرين والتي أوقع آخرها في حزيران (يونيو) الماضي عشرات القتلى والجرحى.
&
&