قال العراق إن تفجير مسجد قوات الطوارئ في مدينة ابها السعودية يعزز الحاجة لتنسيق دولي واقليمي حقيقي لمواجهة الفكر التكفيري، مؤكدا استعداده للتعاون في هذا المجال، فيما اعلن في بغداد ان 195 الف نازح عراقي طلبوا اللجوء في دول خارجية.
أسامة مهدي: اعتبر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري ان التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها السعودية يتطلب وقوف الأمة الاسلامية بوجه الارهاب التكفيري الذي يستهدف دين اﻻمة ووجودها وكيانها. وشدد على ضرورة تكاتف الجهود بين دول المنطقة لمواجهة هذا العدو الآثم، معزيا في الوقت ذاته المملكة العربية السعودية وذوي الضحايا بهذا المصاب.
وشدد الجبوري في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نصه على مضي العراق في مقارعة اﻻرهاب واستعداده للتعاون مع جميع الاشقاء لتدارك التداعيات الأمنية التي تحصل بسبب انتشار الفكر المتطرف.
ومن جانبها دانت وزارة الخارجية العراقية التفجير، مؤكدة أنه يعكس صورة واضحة عن خطورة الفكر التكفيري ودعت الى إجراء تنسيق دولي وإقليمي حقيقي للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.
وعبر المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال في تصريح صحافي عن ادانة "هذا العمل الإرهابي المجرم& الذي استهدف مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها السعودية"، مشيراً في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه إلى أن "هذا الفعل الشنيع وما يمثّله من قباحة القائمين به يعكس صورة واضحة عن خطورة الفكر التكفيري وشذوذه عن كل قيم ديننا الإسلامي الحنيف من خلال استباحته حرمة المساجد واستحلال دم من يؤدون الصلاة فيها".
وشدد المتحدث العراقي على ان هذا الحادث "يستلزم المزيد من الإجراءات الرادعة لمنابر التكفير والفتنة ووسائل إعلامها وتمويلها، إضافة الى تنسيق دولي وإقليمي حقيقي للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة".
وكان انتحاري فجر نفسه في مسجد قوات الطوارئ في مدينة أبها جنوب السعودية وذلك أثناء أداء صلاة ظهر أمس الخميس ونتج عن ذلك مقتل 12 رجل أمن وثلاثة من العاملين في الموقع بينما بلغت عدد الإصابات 7 حالات.
وصرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أنه "أثناء قيام مجموعة من منسوبي قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير بأداء صلاة الظهر جماعة في مسجد مقر القوات حدث تفجير في جموع المصلين نتج عنه استشهاد عشرة من منسوبي القوات إضافة إلى ثلاثة من العاملين في الموقع وإصابة تسعة آخرين ثلاثة منهم إصاباتهم بالغة كما عثر في الموقع على أشلاء يعتقد أنها ناتجة عن تفجير بأحزمة ناسفة ولايزال الحادث محل متابعة الجهات الأمنية المختصة".
195 الف مهاجر طلبوا اللجو في دول خارجية
اعلن في بغداد الجمعة أن أكثر من 195 ألف مهاجرعراقي طلبوا اللجوء الى دول خارجية خلال العام و هجرة آلاف العوائل بشكل غير رسمي حيث شكل الشباب النسبة الكبيرة من طالبي اللجوء بزيادة مقدارها 33٪ عن طلبات اللجوء في العام الماضي.
وقال عضو المفوضية العراقية لحقوق الانسان فاضل الغراوي إن "آلاف العراقيين بدأوا بالهجرة الى خارج العراق بسبب الأوضاع الأمنية المتردية ونقص الخدمات" حيث استقبلت المفوضية السامية للأمم المتحدة أكثر من 195 ألف مهاجر طلبوا اللجوء هذا العام فضلا عن آلاف العوائل التي تهاجر بشكل غير رسمي عبر مهربين.
وأضاف الغراوي، أن "النسبة الكبيرة من طالبي اللجوء والمهاجرين هم من الشباب وبزيادة مقدارها 33٪ عن طلبات اللجوء والهجرة المسلحة خلال العام الماضي"، موضحا في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نصه ان هذه النسبة توزعت بمقدار 29 الف مهاجر في الأردن و10 آلاف في مصر و13 ألف في تركيا و10 ألاف في لبنان و3 آلاف في اليمن.
واوضح أن "هذه النسبة الكبيرة جدا جاءت بسبب تدهور الوضع الأمني بسبب سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق شاسعة من البلاد وكذلك لازدياد حالات الخطف وقلة فرص العمل والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها العراق وعدم حصول الكثير من الخريجين على فرص عمل.
وأشار الغراوي الى أن "أثار هذه الهجرة باتت واضحة في الجوانب الاجتماعية من خلال زيادة نسب العازفين عن الزواج وازدياد نسبة العنوسة الى 400٪ وتأثيراتها النفسية على الأسر والعوائل المهاجرة خارج العراق.
ودعا الحكومة العراقية الى "القيام بإجراءات فورية واقتصادية لإعادة هذه العوائل الى العراق بأسرع وقت ممكن والمحافظة على كل حقوقها المكفولة دستوريا".
ومن جهته أكد وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد اليوم استعداد الوزارة لتقديم المساعدات الضرورية لعودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية. وقال في تصريح صحافي ان وزارته قدمت مواد إغاثية للأسر العائدة إلى مناطقها الأصلية بمحافظة صلاح الدين شملت مواد غذائية وطلية وانسانية.
وأشار الى ان كوادر الوزارة تتابع ملف عودة النازحين في محافظتي صلاح الدين وديالى باعتباره لا يقل أهمية عن ملف النزوح.
وكانت وزارة الهجرة اعلنت في السابع من الشهر الماضي عن عودة أربعة آلاف عائلة نازحة إلى مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بعد تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش".
واضاف الوزير قائلا إن الحل الأمثل لمشكلة النازحين يكمن في عودتهم الى مناطقهم التي نزحوا منها، مشيرا الى ان عودة النازحين مستمرة في المحافظات الاخرى وهناك تقدما ملموسا في عودة النازحين الى ناحية السعدية بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد.
يذكر ان سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) العام الماضي وتمدده الى مناطق شاسعة من محافطات ديالى (شمال شرق) وكركوك (شمال) والانبار وصلاح الدين (غرب) قد ادت الى نزوح ثلاثة ملايين ونصف المليون عراقي.
&
التعليقات