زوبعة كبرى أثارها عمدة إحدى المدن بفرنسا بقوله إنه مستعد لاستقبال اللاجئين السوريين أو العراقيين المسيحيين فقط، لأن ديانتهم ستكون ضماناً له بأنهم ليسوا "إرهابيين متنكرين".

باريس: سيتم الكشف عما قريب عن كامل التفاصيل الخاصة بالطريقة التي تخطط من خلالها فرنسا لاستيعاب الـ 24 ألف لاجئ، التي سبق لها أن وعدت باستقبالهم على مدار السنوات المقبلة.

لكن قد تحدث ثمة تغيرات بهذا الصدد بعد ذلك التصريح الصادم الذي أدلى به إيف نيكولن، رئيس بلدية روان ( الواقعة في وادي لوار )، وأعرب من خلاله عن استعداده لاستقبال اللاجئين في مدينته، شريطة أن يكون هؤلاء اللاجئين منتمين للديانة المسيحية.

وبرر نيكولن ذلك التصريح المثير في بلد تقطنه أكبر جالية إسلامية في أوروبا بقوله إن كل ما يخشاه هو أن يصله بعض اللاجئين السوريين أو العراقيين من ذوي الأفكار أو الأيدلوجيات المتشددة ليتضح في نهاية المطاف أنه استقبل "إرهابيين متنكرين".

وأضاف نيكولن، وهو نائب عن حزب الجمهوريين اليميني، في تصريحات خصَّ بها راديو فرانس بلو :" ما أتمناه هو أن نتأكد تماماً من أنهم ليسوا إرهابيين مقنعين. وهو ما جعلني أطلب استقبال لاجئين مسيحيين، لأن ذلك سيكون بمثابة الضمان الكاف لي".

وشدد نيكولن في نفس السياق على أن طلبه هذا لا يشكل أي نوع من أنواع التمييز الديني، لافتاً إلى أن كل ما يقصده من وراء ذلك هو تحديد النوايا الحقيقية لهؤلاء الأشخاص المهاجرين، خاصة وأن منصبه يلقي عليه بعض المهام التي من بينها حماية مواطنيه.

وبسؤاله عن اضطهاد باقي الأقليات مثل الأكراد، اليزيديين أو المسلمين الشيعة، دعا نيكولن إلى ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة، موضحاً أن الأمور ستحتاج لوقت طويل كي يتم التأكد من أن هؤلاء الناس الذين يتعرضون للتهديد بالفعل ليسوا لاجئين اقتصاديين وأنهم قد تركوا أوطانهم نظراً لرغبة تنظيم داعش في تطهير البلاد منهم.

ويبدو أن تصريحات نيكولن جاءت لتتماشى مع غالبية آراء الفرنسيين، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخرا منظمة Ifop أن 56 % من المواطنين الفرنسيين يتصورون أن بمقدور إرهابيين من جماعات متطرفة مثل داعش دخول فرنسا وهم متنكرين كلاجئين.

فالس: لا للتمييز

من جهته، دافع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس مساء الثلاثاء عن الطابع "العالمي" لحق اللجوء والذي يمنع اختيار اللاجئين "على اساس انتمائهم الديني"، وذلك ردا على ابداء رئيسي بلديتين فرنسيتين استعدادهما لاستضافة لاجئين شرط ان يكونوا مسيحيين.

وقال فالس في كلمة القاها في كنيس الناصرة في باريس قبل ايام من حلول رأس السنة اليهودية ان استضافة اللاجئين يجب ان تتم "بالطبع وفقا لقواعد وبتنظيم جدي" ولكن "لا يمكن انتقاء (اللاجئين) على اساس انتمائهم الديني".

وشدد رئيس الوزراء الفرنسي على ان "حق اللجوء هو حق عالمي".

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن الاثنين استعداد فرنسا لاستقبال 24 الف لاجئ خلال سنتين في مساهمة من بلاده للمساعدة في مواجهة ازمة تدفق اللاجئين على اوروبا.

وفي اليوم نفسه عرض رئيسا بلديتين فرنسيتين من اليمين استقبال لاجئين في مدينتيهما شرط ان يكونوا من المسيحيين، وتطرق احدهما الى الخوف من "الارهاب" لتبرير هذا الخيار.

وكان رئيس الحكومة المجرية فيكتور اوربان اعتبر في اوائل اشهر الماضي ان هذا التدفق الكبير للاجئين الى اوروبا وهم "من المسلمين في غالبيتهم" يشكل تهديدا لهوية اوروبا المسيحية.