قالت بريطانيا إنها ستواصل مطاردتها عناصر (داعش) في سوريا، وذلك غداة كشف رئيس الحكومة عن قتل بريطانيين خلال غارات لطائرات من دون طيار، وذلك مع احتمال دعوة البرلمان في مطلع تشرين الثاني (أكتوبر) للتصويت على قرار بشأن توجيه ضربات في سوريا.

نصر المجالي: خصصت غالبية الصحف الرئيسة في بريطانيا مقالات افتتاحية لمناقشة الغارات البريطانية داخل سوريا التي كشف النقاب عنها الثلاثاء رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وأعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده لن تتردد في شن مزيد من الهجمات السرية بطائرات من دون طيار في سوريا لمواجهة مخططات إرهابية.

وقال إن ضربة سلاح الجو الملكي البريطاني التي قتلت جهادييْن بريطانييْن يقاتلان مع تنظيم الدولة الإسلامية "عمل قانوني تماما يتعلق بالدفاع عن النفس". وأضاف: "إرهابيون آخرون" ضالعون في "مخططات أخرى قد تؤتي ثمارها" خلال أسابيع أو أشهر.

من ناحية أخرى، قال والد بريطانييْن آخرين يُعتقد أنهما في سوريا إنه يعتقد أن ولديه "على قائمة الاستهداف" الآن. وقال أحمد مثنى، والد ناصر (20 عاما)، وأصيل (17 عاما)، إنه يعتقد أن الاثنين ربما قتلا في غارة مماثلة بطائرة من دون طيار لأن حكومة المملكة المتحدة "تستهدف كل شخص الآن".

قائمة أهداف

وكان فالون رفض من قبل تأكيد ما إذا كانت المملكة المتحدة قد وضعت "قائمة أهداف" لقتل أشخاص في سوريا، غير أنه قال لـ(بي بي سي): "هناك عدد كبير من الأفراد، ليسوا جميعا بريطانيين، في سوريا... يشاركون بنشاط في التخطيط لهجمات مسلحة هنا في بريطانيا".

وكان نقاش بشأن استخدام المملكة المتحدة للطائرات من دون طيار قد بدأ بعد أن اُبلغ البرلمان الاثنين بأن رياض خان (21 عاما) قُتل في ضربة دقيقة في الرقة وجهتها طائرة موجهة عن بعد، وقتل أيضا روح الأمين (26 عاما) في الهجوم الذي نُفذ يوم 21 آب (أغسطس).

وقال فالون إنه "لم تكن هناك وسيلة أخرى" لوقف خان، الذي اتهمه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالتخطيط لـهجمات "بربرية" على "مناسبات عامة مهمة" في بريطانيا.

وحسب معلومات (بي بي سي)، فإن الهجوم الذي شنه سلاح الجو البريطاني هو الأول الذي يستهدف، باستخدام طائرة من دون طيار، مواطنا بريطانيا، واستند إلى معلومات وفرتها أجهزة الاستخبارات البريطانية.

تغيير كبير

وإلى ذلك، رأت صحيفة (فاينانشال تايمز) في تقرير لها، الأربعاء، أن هذه الغارات التي قتلت بريطانيين اثنين في سوريا "تغيير كبير في سياسة بريطانيا لمواجهة الإرهاب". وقالت الصحيفة إن الغارات تثير عدة تساؤلات، إذ "لم يُوضَّح بعد لماذا مثّل الاثنان خطرا استدعى قتلهما".

وذكرت أن هذه أول مرة تستخدم فيها بريطانيا طائرات دون طيار لقتل أحد في دولة لا تخوض بريطانيا حربا فيها.

تساؤلات

ومن جهتها، طالبت صحيفة (التايمز) بالرد على التساؤلات والشكوك التي ثارت بشأن الغارة، مشددة على أن وكالات الاستخبارات الغربية يجب أن تكون عرضة للمحاسبة. وحسب ما نقلته (ديلي تليغراف)، فإن محمد أموازي المعروف باسم "الجهادي جون" على رأس قائمة الأشخاص الذين سمح كاميرون بقتلهم بغارات دون طيار في سوريا.

وقالت الصحيفة إن البريطانيين اللذين قتلا في سوريا كانا على علاقة بخلية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" مسؤولة عن حادث إطلاق نار في تونس قتل فيها 31 بريطانيا.

تصويت

وعلى هذا الصعيد، رجحت تقارير إجراء تصويت داخل مجلس العموم البريطاني الشهر المقبل لإعطاء الضوء الأخضر لحكومة ديفيد كاميرون في إشراك المقاتلات البريطانية في توجيه ضربات ضد مواقع "داعش" داخل سوريا.

وكانت صحيفة (صنداي تايمز) تحدثت يوم الأحد الماضي عن نية رئيس الوزراء البريطاني إجراء تصويت في البرلمان في مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) لتمهيد الطريق أمام توجيه ضربات جوية لتنظيم (داعش) في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين، عزم كاميرون على شن هجوم عسكري ومخابراتي&في الوقت ذاته&ضد مهربي البشر.