بدأ ثوار الجنوب عملية على مثلث الموت نصرة للزبداني، بينما تمكن جيش الفتح والنصرة من إسقاط مكار أبو الظهور. أما علي المملوك فزار مسقط ثانية في زيارة لم يعلن عنها.
مروان شلالا من بيروت: يشد الجنوب السوري هذه الأيام الانتباه، بعد الأحداث التي تلت اغتيال الشيخ الدرزي أبو فهد وحيد البلعوس، وانطلاق المظاهرات في السويداء منددة بالنظام السوري ومنادية بإسقاطه. ونشر موقع "السورية نت" المعارض صورًا لتمثال حافظ الأسد، الذي دمّره المحتجون الدروز الجمعة الفائتة، بعيد اغتيال البلعوس، بينما يستمر النظام في قطع الاتصالات عن المحافظة.
وبحسب الموقع، التمثال المدمّر هو الأكبر في المحافظة، وقد هاجمه عدد من أهالي السويداء الجمعة الفائتة، إلى جانب مفارز ونقاط أمنية أهمها مبنى فرع الأمن العسكري على الطريق المحوري، وأفرغوه من عناصره وأقفلوه، بعدما مزقوا صور بشار الأسد فيه.
&
نصرة الزبداني
إلى ذلك، أصدرت فصائل المعارضة السورية الثلاثاء بيانًا أعلنت فيه عملية عسكرية جديدة في مناطق "مثلث الموت" في جنوب البلاد، وهي مناطق تشمل تلالًا يسيطر عليها النظام وحزب الله، تحت شعار "نصرة الزبداني".
جاء في البيان: "نظرًا إلى أفعال العصابة الأسدية بحق أهلنا في أنحاء سوريا، ونصرة لإخواننا في الزبداني، نطلق اليوم معركة الزبداني، والتي ستقلب مسمى مثلث الموت، إلى مثلث النصر، ومن خلالها سنعمل على تحرير كل النقاط المسيطر عليها من قبل قوات النظام".
ونقل موقع "السورية نت" عن عامر الحوراني، الناطق باسم "إعلاميي حوران المستقلين"، قوله إن الفصائل المشاركة في المعركة هي غرفة عمليات الفرقان، وجيش اليرموك، وجيش الأبابيل، والفرقة 24، ولواء العز، ولواء البراء بن مالك، مشيرًا إلى أن تل كرين، الذي يسيطر عليه النظام وحزب الله، من أهم النقاط التي سيتم التركيز عليها في هذه الحملة العسكرية، إضافة إلى دير العدس وقيطة وجدية في ريف درعا.
أضاف الحوراني: "مناطق تل كرين وتلول فاطمة وحمريت ودير العدس في ريف درعا والقنيطرة تُعرف باسم مثلث الموت، بسبب المعارك التي شهدتها بين فصائل المعارضة ونظام الأسد مدعومًا بالميليشيات الشيعية من حزب الله إلى لواء الفاطميين العراقي".
&
سقط ابو الظهور
وليل الثلثاء – الأربعاء، تمكنت فـصائل المعارضة السورية المنضوية في جيش الفتح، وإلى جانبها جبهة النصرة، مـن السيطرة على أجزاء واسعة من مطار أبو الظهور في ريف محافـظة إدلب، وأسرت أعدادًا كبـيرة من جنود النظام بينهم ضباط.
ونقلت التقارير عن مصادر محليه تأكيدها حصول اشتباكات ضارية في محيط المطار، تمكن الثوار على أثرها من محاصرة عناصر النظام في عدد من الأبنية وقطع الاتصال بينها وبين برج المراقبة. كما اغتنموا الكثير من الاسلحة والذخائر.
وأفاد ناشطون بأن معارك عنيفة دارت مساء الثلاثاء، استطاعت خلالها عناصر جبهة النصرة من قتل أكثر من 65 عنصرًا داخل المطار، وأسر عدد كبير من قادة وجنود النظام، بينهم قائد العمليات في المطار والعميد محسن الراس.
وقالوا إن العملية بدأت بعربة مفخخة لأحد مقاتلي النصرة مكنت خلالها الفرقة الاقتحامية من دخول المطار والسيطرة على عدد من المباني في مقدمته. وقصف النظام المناطق المحيطة بالمطار بصاروخين أرض-أرض من معسكر جورين بريف حماة، إضافة إلى عشرات الغارات بالطيران الحربي التي استهدفت محيط المطار قبيل سقوطه.
&
زيارة ثانية لمسقط
سياسيًا، أكّد مصدر مقرب من حزب الله أن مسؤولًا استخباراتيًا سوريًا قام في نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي بزيارة غير مُعلنة إلى سلطنة عُمان، وأجرى محادثات مع مسؤولين أمنيين في السلطنة لم يُعرف طبيعتها. ونفى المصدر لوكالة آكي الإيطالية للأنباء أن تكون للزيارة أية علاقة بما تتداوله بعض وسائل الإعلام من احتمال إجراء مباحثات تتعلق برحيل بشار الأسد أو تأمين مكان له في السلطنة.
وتعتبر هذه الزيارة الثانية لرئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك لعُمان، حيث كانت مجلة فورين بوليسي الأميركية أشارت في تقرير سابق لها في منتصف آب (أغسطس) الماضي إلى أن مملوك زار مسقط في نهاية تموز (يوليو)، نقلًا عن مصادر سعودية وأخرى مقربة من النظام السوري.
وجاء، حينئذ، في التقرير إنها "المرة الأولى التي تدعو فيها كلّ من السعودية وعُمان مسؤولًا سوريًا رفيعًا الى مناقشة حل سياسي للأزمة السورية"، مشيرة إلى أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لمسقط في بداية شهر آب (أغسطس) جاءت بعد زيارة مملوك.
وكشفت موسكو في وقت لاحق أن مملوك زار السعودية بالفعل في تموز (يوليو) الماضي برفقة وفد روسي، وباقتراح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم يُعلن النظام عنها. وقال المصدر نفسه إن الزيارة لم تنتج منها أية نتائج ذات معنى، حيث تمسّك السعوديون بضرورة عدم وجود أي دور للأسد في أي مفاوضات حول المرحلة الانتقالية، فيما شدد مبعوث النظام السوري على أنه يأتي لزيارة المملكة ممثلًا للأسد شخصيًا، وطرح هذا الموضوع مرفوض.
التعليقات