دعا الأمير الحسن بن طلال رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية إلى إنشاء "نموذج للأمل" و"تعزيز المشاعر الإنسانية المشتركة".
أكد الأمير الحسن في الكلمة الرئيسية في ندوة "العيش المشترك: من أجل ثقافة الحوار" التي نظمها متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، أهمية إنشاء "هيئة سلام لوسائط التواصل الاجتماعي" من أجل توفير الحقائق وترسيخ مكانة العقل والحوار، ما يمكننا من العمل معًا من أجل التصدي لموضوع التزمت والتعصب والتطرف.
&
وكان الأمير مولاي رشيد استقبل الأمير الحسن بن طلال، الذي يزور الرباط للمشاركة في الندوة التي احتضنها &متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.&
&
واضاف الأمير الحسن بن طلال انه في محاولة للحفاظ على تقاليد وعادات حضارتنا المشتركة، فإن العديد يقوضون الأسس التي بنيت عليها في الأصل، مضيفًا "ان التاريخ وحكمة القدماء قادرون على إعادة التوازن وتعزيز قيمنا الحضارية المشتركة".
&
كلمة أزولاي
&
وفي كلمته، قال مستشار عاهل المغرب، أندريه أزولاي، إن المملكة المغربية عرفت منذ عقود كيف تدير اختياراتها بكل احترافية وإرادة، مشيرًا إلى أنها تتبنى اقتصاد السوق، وتنخرط في ديناميكية القيم الغربية والعالمية على مستوى التعددية والتنوع والتسامح والانفتاح.
&
وقال أزولاي إنه لا يؤمن بشيء اسمه "الاستثناء المغربي"، بل يؤمن بأن " كل شيء ممكن في المغرب"، موضحًا أن "المغرب يمتلك الذكاء اللازم للتجدد والتطور والحفاظ على مقومات هويته الحضارية. لذلك فإنه لن يحتاج لأن يتنازل عن ملمح من ملامح هويته، كي يعترف الآخر به. بل سيفرض ذاته على الآخر. سيقول له أنا هنا، وأنا كما أنا، ولن أقبل من أحد أن يشكلني على هواه، لأنني أتملك مصيري".
&
وأضاف أزولاي معتمدًا لغة الوضوح والواقعية ليمرر رسالته بكل قوة: " بلدي المغرب يملك فنًّا للعيش، وله القدرة على الاختيار. فمباشرة بعد الاستعمار، تبنّينا الاختيار الليبرالي وحرية السوق. كنا الوحيدين الذين قرروا ذلك وسط كل دول المنطقة التي اختارت التوجه شرقًا"؟&
&
& واستطرد: لقد اخترنا القيم الغربية، بما فيها التعددية والانفتاح. لقد فعلنا ذلك قبل 60 سنة من الآن، وهذا هو الفرق الذي حصل بفضل قيادتنا التي ناضلت من أجل هذا المشروع.
&
وقال أزولاي انه خلال رئاسته لمؤسسة (آنا ليند) على مدى ست سنوات، لمس أن المجتمعات المدنية تكتنز بداخلها طاقات التفاهم، والقدرة على التطور، وعزيمة البحث عن المسلك للخروج من المآزق.
&
مداخلة موراتينوس
&
وعرض وزير الخارجية والتعاون الإسباني السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، الأسباب التي أدت إلى الوضع السيئ الذي يتخبط فيه العالم حاليًا، مشيرًا إلى أن "المستقبل يبدو أكثر سوءًا".
&
وحث موارتينوس على صياغة "مبادرات تتلاءم ورهانات الوضع الحالي، مشددًا على محاربة التطرف عبر الأفكار الخلاقة القادرة على قطع دابر الإرهاب وزرع القيم الإنسانية الحقة".
&
و قال أستاذ العلوم السياسية في باريس والمتخصص في الإسلام والعالم العربي جيل كيبل، "إننا نواجه اليوم تحديًا هامًا للغاية لا يمثل فيه تنظيم داعش الإرهابي سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد".
&
وأشار كيبل في الختام، إلى أن "مسألة اللاجئين بأوروبا باتت تطرح قضايا الهوية كقضايا أساسية للمشروع الأوروبي في حد ذاته"، متسائلاً عمّا إذا كانت المؤسسات السياسية والجامعية والمنظمات الدولية، فضلاً عن النظام الدولي، قادرين على مواجهة هذه الاضطرابات التي يعج بها راهننا الحالي.&
&
التعليقات