لأن أمن حجاج بيت الله الحرام أولوية ما قبلها أولوية، حشدت السعودية 100 ألف جندي، وأحاطت الحرم بخمسة آلاف كاميرا للمراقبة، ورصدت 18 طائرة مراقبة و490 طيارًا، لمراقبة كل ما يحصل من الجو، في إسناد جوي سريع، لمعالجة أي طارئ في لحظته.


الرياض: بدأ موسم الحج هذا العام في ظل تدابير أمنية مشددة، تحسبًا لأي اعتداءات إرهابية يشنها أعداء الاستقرار والأمان في السعودية عمومًا، وفي المشاعر المقدسة خصوصًا. وأكدت كل السلطات الأمنية السعودية أن أمن الحج والحجيج فوق كل اعتبار، ونقلت التقارير الأمنية رصد خمسة آلاف كاميرا مراقبة رقمية في أرجاء الحرم المكي، ونشرت 100 ألف جندي، بينهم وحدة لمكافحة الإرهاب ورجال المرور وقوات الدفاع المدني، بالإضافة إلى قوات من الحرس الوطني السعودي والقوات المسلحة.

ويعكف رجال الأمن السعودي في مركز القيادة والتحكم على مراقبة ورصد حركات الحجاج من خلال شاشات متعددة تبث صورًا مباشرة على مدار الساعة، تلتقطها هذه الكاميرات الرقمية، مغطية جميع أبواب الحرم المكي وعددهم 160 بابًا، إلى جانب أركانه وطوابقه وصحن المطاف والساحات الداخلية والخارجية والمنطقة المركزية والشوارع الرئيسية ومحطات النقل العام وحركة المرور ومداخل ومخارج مكة المكرمة.

إسناد جوي

إلى ذلك، يتناوب أكثر من 490 طيارًا ومساعد طيار وفنيًا من القيادة العامة لطيران الأمن بوزارة الداخلية في جولات جوية على متن 18 طائرة، مجهزة بأحدث وسائل التقنية والكاميرات الحرارية، يتناوبون على متابعة الحجاج من الجو خلال تحركهم من العاصمة المقدسة إلى مشعر مِنى لقضاء يوم التروية، وذلك في دعم قوات الدفاع المدني لتنفيذ خطة تدابير مواجهة الطوارئ بالمشاعر، من خلال 8 طلعات جوية تستغرق كل واحدة نحو ساعتين، تنقل صورًا حية لحركة الحجيج إلى مراكز عمليات الدفاع المدني من خلال كاميرات حرارية، وتراقب حركة السير، وتوجه وحدات وفرق الدفاع المدني الأرضية للتدخل في حالات الطوارئ.

ونقلت "الشرق الأوسط" عن اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي، القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية، قوله إن الطلعات الجوية المكثّفة تهدف للتأكد من الحالة الأمنية ومتابعة انسيابية الحركة المرورية أثناء توافد الحجاج إلى مكة، وبيّن أن الطرق التي يسلكها المتسللون معروفة ومرصودة من الجهات الأمنية ويتم التعامل مع كل الحالات من قبل الفرق الأرضية مباشرة مع إسناد جوي.

كل بحسب اختصاصه

كذلك أكد اللواء جمعان بن أحمد الغامدي، مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن، أن أبرز المهام والمسؤوليات التي تقوم بها قيادة الأمن الجنائي في الحج تتمثل في منع الجريمة قبل وقوعها من خلال الوجود الأمني والدوريات والحراسات، وضبطها بعد وقوعها، وجمع الاستدلالات، وتوفير الأدلة والتحقيق في القضايا بالمشاعر المقدسة، وتقديم يد العون والمساعدة الإنسانية لحجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات المؤدية إلى إنجاز أهداف خطط الأمن الجنائي، بما فيها التنسيق والاتصالات بالجهات ذات العلاقة بالتنفيذ بما يحقق الأهداف وتهيئة القوات المشاركة.

أضاف: "الأمن الجنائي مكلف بمتابعة تنفيذ الخطط والقيادات المرتبطة بها كل حسب اختصاصه، ومنها قيادة الأسلحة، وإبطال المتفجرات، والكشف عن الأجسام المشتبه فيها داخل المشاعر المقدسة، ودعم شرطة العاصمة المقدسة لتوزيعهم على جميع مداخل مكة المكرمة، وتفتيش السيارات والحجاج لمنع دخول الأسلحة والمتفجرات وجميع الأشياء التي تعكر صفو الحجيج، بالإضافة إلى قيادة التحقيقات الجنائية في القضايا الجنائية بالمشاعر، وإحالة القضايا إلى القضاة المختصين بأعمال الحج لنظرها شرعًا، واستقبال كافة بلاغات الحجاج واستلامها في المشاعر المقدسة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وفق التعليمات المنظمة لذلك".

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف أكد&أن السعودية جاهزة لمواجهة أي تصرف قد يعكر صفو الحج، وأعلن أن المملكة تمنع استغلال الموسم سياسيًا أو دعائيًا. وأوضح الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس لجنة الحج العليا، أن المملكة العربية السعودية بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تعمل على إنجاح موسم حج هذا العام. وقال ولي العهد:&"إن المملكة العربية السعودية واجهت بكل عزم وحسم الأعمال الإرهابية خلال السنوات الماضية، والتي لم تراع حرمة الدين ولا المقدسات ولا أرواح الآمنين، وإن أجهزة الأمن بمختلف قطاعاتها على جاهزية تامة لمواجهة أي تصرف قد يعكر صفو الحج أو يعرض حياة ضيوف الرحمن للخطر".