دخلت المعارضة السورية أزمة جديدة تُضاف إلى أزماتها المتفاقمة، فقد أعلن بعض أركانها عدم موافقتهم على قائمة الأسماء المعدة للتفاوض مع النظام السوري، معتبرين بأنها لا تعتمد أساس الخبرة والقدرة على القيام بعمل مماثل.&
&
بهية مارديني: يصف الكثيرون مستقبل العملية التفاوضية المقبلة مع النظام السوري "بالفاشلة" قبل أن تبدأ، ولكن هذا لا يمنع المعارضين من المشاركة والتدافع نحو هذه اللحظة التاريخية بنوايا مختلفة، المعلن منها خلاص الشعب السوري ومساعدته وتجاوز المرحلة بأقل الخسائر.
&
وقال معارض سوري لـ"ايلاف" إنه باتجاه تشكيل الوفد التفاوضي المعارض "ظهرت العديد من المشاكل، فان كان الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا وعد الهيئة العليا للتفاوض أنه لن يتدخل ولن يضيف أسماء الى المفاوضين المعارضين ولن يفرض أو يحذف الا أن هناك من يحاول ان يحذف اسماء من تم انتخابهم خلال مؤتمر الرياض للمعارضة السورية ليكونوا مفاوضين أساسيين"، دون أن يقول &المعارض أو يحدد من هي هذه الجهة التي يتحدث عنها.
&
ويؤكد معارضون أن النظام الذي يجوّع شعبه ويقتله بطرق شتى لا ينوي &مفاوضة المعارضين وليس جادا ولا يفكر بآليات الحل السياسي السلمي، كما ان الأمم المتحدة التي لم تستطع اجباره على فك الحصار عن المناطق المحاصرة وادخال المساعدات الاغاثية والانسانية لن تستطيع اجباره على خطوات الحل السياسي، فيما يعتبر معارضون ايضا ان العملية المقبلة للتفاوض هي استنساخا رديئا من عملية التفاوض الاولى في جنيف 2013.
&
تسريب الأسماء
&
وكشف مصدر معارض لـ "ايلاف" عن دورة تدريبية في مهارات النفاوض تبدأ في 1-11 لعدد من المفاوضين المعارضين.
&
وأضاف المصدر أن "الأسماء التي قررتها الهيئة العليا للمفاوضات تتألف من عبد المجيد حمو، خلف داهور، ادوار حشوة، نورة جيزازي، نصر الحريري، فؤاد عليكو، هشام مروه، نغم الغادري، موفق نيربيه، مصطفى اوسو، عبد الرحمن مصطفى، جمال سليمان، فرح الاناسي، محمود عطور، عبدو حسام الدين، محمد صبرا، خالد شهاب الدين، بسمه قضماني، محمد حاج علي، عبد الباسط الطوبل، احمد الحريري، .محمد عبود، عبد الجبار العقيدي، اسامه ابو زيد، عصام الريس، محمد نور خلوف، مصطفى كيلاني، خالد محاميد، اليس مفرج".
&
وتسببت هذه الأسماء التي حددتها الهيئة العليا للتفاوض بخلاف داخلي في المعارضة السورية حول أحقية من يفاوض ومن يملك الخبرات ومن يملك ان يكون متماسكا ضد النظام ومن يستحق هذا المكان والجلوس على كرسي التفاوض في اجتماع جنيف المقبل.
&
وتساءل آخرون "من يفرض الأسماء ومن يضعها ويحددها وهل هي بناء على اهواء شخصية أم مصلحة وطنية؟ وهل هي لمن يملك الخبرة والمقدرة فعلا فيما الناس تموت جوعا وتنتظر الحل السياسي وكلما اقتربت من السلم أفسد النظام والمعارضة وضعف المواقف الدولية وتناقضاتها السلم المنشود ووقف اطلاق النار وأبجديات الحل السياسي والجهود الصادقة؟".
&
وعبّر الدكتور عمار قربي عضو مؤتمر الرياض للمعارضة السورية في تصريح لـ "ايلاف" عن مخاوفه لأن "التجاوزات في مؤتمر الرياض بدأت من اليوم الأول بدلا من أن تعمل المعارضة السورية بروح الفريق وتجاوز أخطاء الائتلاف والمؤسسات المعارضة السابقة، وقد صبرنا عسى أن تستطيع القلة تصويب المسار".
&
وقال: "أخشى ان يتم اختطاف المؤتمر لصالح الانتهازية السياسية من قبل البعض وأن تتغلب آخر المطاف في حال تم اعتماد قائمة للمفاوضين بعيدة جدا عما تم الاتفاق عليه اثناء اجتماع الرياض"، وأضاف: "هناك من ترشح للتفاوض خلال مؤتمر الرياض، وسقط بانتخابات الهيئة العامة لمؤتمر الرياض ووجدنا اسمه بالقائمة النهائية والسؤال هو كيف لمن نال صوتين فقط للترشيح ان يحجز موقعه بين المفاوضين ويتم استبعاد من نال ثقة المؤتمرين؟ كيف اذا بثقة الشعب السوري ككل؟!".
&
ولفت الى "أن هذه القائمة، ان كانت نهائية، لا تمثلنا كتيار التغيير الوطني باعتبارنا عضو اصيل في لقاء الرياض"، وشدد على ضرورة ألا تتعامل المعارضة السورية &بذات أساليب النظام التي لم تستطع التخلص من آثاره حتى الآن، وأكد "ان مستقبل سورية سيبقى غامضا طالما كانت المعارضة والنظام تتنافس على تقديم ذات النموذج".
&
ليست الأخيرة
&
وفي غضون ذلك أكد معارضون وجوب انتهاء دور الهيئة العليا للتفاوض بمجرد بدء العملية السياسية وعدم فرضها على المفاوضين في جنيف لأنه بذلك تكون مهمتها بحكم المنتهية وهو ما تحاول الهيئة تجنبه اليوم واضافة بعض أو كل أسماء الهيئة الى الوفد الرئيسي المفاوض للنظام بأية صفة كانت تارة بصفة خبراء وتارة تحت مسمى جهة داعمة.
&
وأكد مصدرا في الهيئة العليا للمفاوضات &لـ"ايلاف" هذه القائمة الأولي فقط للتدريب وهي خبرات ولكن القائمة الاخيرة سيكون منها من الهيئة العليا وخبرات اخرى، وأشار، طالبا عدم الكشف عن اسمه ، الى" أن هذه القائمة ليست نهائية وان القائمة النهائية هي ستين اسما " دون أن يحدد من منها مفاوضين أساسيين ومن منها خبراء أو استشاريين.
&
وقال مصدر آخر في الهيئة لـ"ايلاف إن قائمة أسماء المفاوضين التي أرسلت الى المملكة العربية السعودية من أجل الترتيبات اللوجستية وسمات الدخول الى جنيف هي: &"نشأت طعيمة ، طارق أبو الحسن ، يحيى عزيز، محمد زكي الهويدي ، هيثم المالح ، نذير الحكيم ، عبد الاحد اصطيفو ، نورا الامير ، أنس العبدة ، هادي البحرة ، بدر جاموس ، سمير نشار، سمير تقي ، نواف الفارس، خالد محاميد، يحيى العريضي ، تيسر رداوي، عبد اللطيف دباغ، أسامة غالي، حسن حمادي ، تامر الجهماني، علي شحادة، أسعد الزعبي ، زياد فهد، عبد الكريم أحمد ، يعرب الشرع، علي شحادة".

&