أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى وصوله إلى فيينا السبت أن العقوبات المفروضة على إيران "سترفع اليوم"، على ما أوردت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية إيسنا. وقال ظريف "اليوم، يوم جيد سعيد للشعب الايراني والعقوبات سترفع"، مضيفا انه يوم سعيد ايضا "للمنطقة" و"العالم".

&
فيينا: أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني على تويتر انها تلتقي نظيرها الايراني محمد جواد ظريف صباح السبت في فيينا لوضع "لمسات اخيرة" قبل بدء تطبيق الاتفاق النووي، الذي ينص على رفع العقوبات الدولية عن ايران.
&
ونشرت موغيريني، التي تولت رئاسة المفاوضات التي أفضت الى توقيع الاتفاق التاريخي في تموز/يوليو، صورتين لها مع ظريف على تويتر. ومن المنتظر ايضا وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى فيينا السبت لوضع اللمسات الاخيرة قبل بدء تطبيق الاتفاق، الذي ينص على رفع تدريجي ومضبوط للعقوبات الدولية المفروضة على طهران منذ عقد.
&
وكان ظريف اعلن عند وصوله الى العاصمة النمساوية ان رفع العقوبات سيتم اليوم. وقال "اليوم، يوم جيد سعيد للشعب الايراني، والعقوبات سترفع"، مضيفا انه يوم سعيد ايضا "للمنطقة" و"العالم". ومن المفترض ان يتلقي ظريف ايضا السبت مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو الذي سيعلن رسميا ان طهران التزمت بكل عهودها، وهو الشرط الاساسي لبدء تطبيق الاتفاق.
&
وشكل توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) نجاحا دبلوماسيا كبيرا للرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني المعتدل حسن روحاني. هذا الاتفاق يفترض ان يضمن عدم امتلاك ايران القنبلة الذرية مقابل رفع تدريجي ومراقب للعقوبات الدولية المفروضة على طهران منذ 2006.
&
ويتعين بعدها ان يباشر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد في ايران البالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة، والغنية بموارد النفط والغاز.
&
واضاف ظريف "انه يوم سعيد للمنطقة التي ستتخلص من ظل مواجهة غير مجدية (...) انه يوم سعيد ايضا للعالم، لان ذلك يظهر انه يمكن تسوية مشكلات كبرى عبر الدبلوماسية، وليس عبر الضغط والتهديدات".
&
وتابع "بعد بدء تطبيق الاتفاق النووي، تصبح الارضية مناسبة لتعاون أكبر على المستوى الاقليمي، من اجل محاربة الخطر الاساسي الذي يهدد منطقتنا، اي الارهاب والتطرف"، مشيرا في شكل خاص الى تنامي قوة جماعات جهادية مثل تنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة. واكد "اننا مستعدون لذلك، ونأمل ان تكون الدول الاخرى المجاورة والمجتمع الدولي على استعداد ايضا".
&
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف غادر طهران صباح السبت متوجها الى فيينا للمشاركة في مراسم اعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي، حسبما اوردت وكالة ايرنا الرسمية للانباء. وتشير وسائل الاعلام الايرانية الى ان المراسم ستتم يوم السبت، لكنها لا تستبعد يوم الاحد.
&
ومن المقرر ان يلتقي ظريف الذي يرافقه رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي وعدد من معاونيه، نظيره الاميركي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني، بحسب وسائل الاعلام الايراني.
&
ومن المتوقع ان يتوجه كيري الموجود حاليا في لندن الى فيينا السبت لاجراء "مشاورات" مع موغيريني وظريف، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر. واعلنت طهران ان بدء تطبيق الاتفاق الموقع في 14 تموز/يوليو مع الدول العظمى بات وشيكا.
&
ويهدف الاتفاق الى ضمان عدم حيازة ايران للقنبلة الذرية لقاء رفع تدريجي للعقوبات الدولية عنها. ولم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسميا بعد ان التزمت ايران بكامل التعهدات التي قطعتها في اطار الاتفاق النووي. ومن "المرجح" ان يصدر تقرير في هذا الصدد السبت، بحسب مصادر دبلوماسية في فيينا.
&
ويتعين بعدها ان يباشر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد في ايران البالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة والغنية بموارد النفط والغاز.
&
تراجع اسعار النفط&
ومن المفترض ان تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان طهران خفضت كما هو متفق عدد اجهزة الطرد المركزية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وانها ارسلت الى الخارج القسم الاكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب.
&
كما على مفتشي الوكالة ان يؤكدوا ان ايران سحبت فعلا كما تقول قلب مفاعل المياه الثقيلة في موقع اراك النووي، وانها طمرت قسما من المنشاة بالاسمنت، بحيث لا يعود من الممكن تصنيع البلوتونيوم فيها لاستخدام عسكري.
&
وشكل توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) نجاحا دبلوماسيا كبيرا للرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الايراني المعتدل حسن روحاني. وكان روحاني وعد الايرانيين الاثنين بان بلادهم ستدخل "عاما من الازدهار الاقتصادي" مع رفع العقوبات المفروضة عليها.
&
وكانت نسبة النمو تزيد عن 40% عندما تولى روحاني السلطة في اب/اغسطس 2013، وانخفضت منذ ذلك الوقت الى نسبة 13%، طبقا لوكالة الاحصاءات الوطنية. &ويرغب روحاني في الاستفادة من التوقيع على الاتفاق النووي لتحقيق نجاحات في السياسة الداخلية.&
&
في هذا السياق، تراجع سعر برميل النفط الخام الجمعة الى ما دون 30 دولارا للبرمبل اذ تخشى الاسواق تدفق النفط الايراني في السوق التي تعاني اصلا فائضا في العرض. ومن المقرر ان يتم رفع كامل العقوبات بشكل تدريجي على مدى عشر سنوات، وسيظل من الممكن اعادتها بشكل تلقائي على مدى 15 عاما في حال اخلّت ايران بالتزاماتها. وسيظل الحظر الذي تفرضه الامم المتحدة على الاسلحة التقليدية والصواريخ البالستية قائما حتى العام 2020 و2030 تباعا.
&
طمأنة حلفاء
ويشكل اتفاق فيينا بداية لمصالحة بين واشنطن وطهران بعد اكثر من 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. ويثير هذا التقارب المحتمل غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة، وفي مقدمها السعودية واسرائيل.
&
وسعى كيري الى طمانة نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقاء بينهما الخميس في لندن، وشدد على ان "الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية هي الركن الاساسي" في سياسة البلدين في الشرق الاوسط.وتنفي ايران باستمرار اي نية في حيازة سلاح نووي الا انها تتمسك في الوقت نفسه بحقها في برنامج نووي.
&
الا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت في تقريرها في كانون الاول/ديسمبر الى ان ايران قامت حتى العام 2009 بتجارب بهدف الحصول على قنبلة نووية. الا ان واشنطن اعتبرت ان ذلك يجب الا يحول دون "المضي قدما" في الملف.
&