أظهرت استطلاعات رأي حديثة في هولندا أن غيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني، والمعادي للاجئين وللإسلام، يتمتع بشعبية متزايدة، قد توصله إلى رئاسة الوزارة في الانتخابات المقبلة.


&

إعداد ميسون أبوالحب: دعا غيرت فيلدرز، البالغ من العمر 52 عامًا، والذي يتصدر حزبه بقية الأحزاب في استطلاعات الرأي في هولندا، دعا إلى إغلاق حدود هولندا أمام اللاجئين، كما وعد بمغادرة الاتحاد الأوروبي لو أصبح رئيسًا للوزراء في الانتخابات المقبلة في آذار (مارس) من العام المقبل.&

وقال فيلدرز إن الاتحاد الأوروبي على وشك الانهيار، وهو أمر يجب تشجيعه، حسب قوله، ثم حثّ بريطانيا على مغادرة الاتحاد بالفعل. وأضاف "ما عدنا أصحاب سيادة في بلدنا، حيث لا يسمح لنا بوضع سياسة خاصة بنا على صعيد الهجرة أو حتى إغلاق حدودنا. وهذا ما سأفعله أنا". وأضاف "بودي لو تتحول هولندا إلى مثل وضع سويسرا، أن تكون داخل أوروبا، ولكن ليس داخل الاتحاد الأوروبي". &
&
أخذ اسم فيلدرز يتردد على الألسن في هولندا منذ عام 2004 عندما غادر الحزب الليبرالي، لينشئ حزبه الخاص القائم على أساس معاد للإسلام، وبعدها بدأ يتمتع بدعم شعبي متزايد، وتضاعف عدد الناخبين المؤيدين له مع تضخم مخاوفهم من وصول أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا، قادمين من سوريا ومن مناطق أخرى. وأظهر استطلاع آراء حديث أنه لو نظمت انتخابات الآن، فسيكون بإمكانه الفوز بغالبية مقاعد البرلمان، وبقدر ما حصل عليه حزب رئيس الوزراء مارك روته الليبرالي في عام 2012. &
&
محفز
يأمل فيلدرز أن يقرر البريطانيون مغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء حزيران (يونيو) المقبل، وهو ما سيفتح الطريق أمام هولندا لفعل الشيء نفسه لاحقًا، حسب قوله. وأضاف "سيسهل ذلك على الدول الأخرى اتخاذ قرار مشابه"، ثم تابع "بداية نهاية الاتحاد الأوروبي بدأت بالفعل، ومغادرة بريطانيا ستحفز دولًا أخرى على فعل الشيء نفسه". &&
&
يشكل حزب فيلدرز، وهو حزب الحرية واحدًا من الاحزاب اليمينية واليسارية، التي بدأت تنمو في مختلف أنحاء القارة الأوروبية انطلاقًا من أمرين مختلطين بعض الشيء، أحدهما يتعلق بمعارضة التقشف، والثاني يتعلق بمعارضة سياسات الهجرة.&
&
وتتميز هولندا عن بقية دول أوروبا بنقطة مهمة تتعلق بعدد الأحزاب فيها. فبينما تنافست في إسبانيا، وللمرة الأولى، أربعة أحزاب كبرى في الانتخابات الأخيرة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حصل 11 حزبًا سياسيًا على مقاعد في البرلمان الهولندي في الانتخابات الأخيرة، وهو عدد يجعل من المستحيل أو من الصعب جدًا بناء ائتلاف أو تشكيل حكومة مستقرة. &&
&
وشهدت هولندا على مدى السنوات العشر المنصرمة أربعة انتخابات مبكرة، وإذا ما تمكنت الوزارة الحالية المؤتلفة من حزب العمل والحزب الليبرالي من البقاء حتى انتهاء فترة ولايتها فستكون هذه هي المرة الأولى منذ عشرين عامًا.&
&
وإذا ما أراد فيلدرز أن يحل محل روته في رئاسة الوزارة فسيحتاج تحقيق فوز كبير في الانتخابات المقبلة، لأن ذلك سيضعه في موقع مهم في البرلمان، ولن تستطيع الأحزاب الصغيرة الأخرى تجاوزه أو عدم التحالف معه. وقال فيلدرز "أعتقد أن الأحزاب التي تستبعدنا اليوم ستغير موقفها في العام المقبل".&
يذكر أن استطلاعات الرأي منحت حزب الحرية 41 مقعدًا من مجموع 150 مقعدًا في البرلمان الهولندي، بعدما كانت حصته 15 مقعدًا في انتخابات 2012.
&
من جانبهم وجّه الليبراليون رسائل مختلطة عن تعاون محتمل مع فيلدرز، فيما استبعد المسيحيون الديمقراطيون ذلك، علمًا أن الحزبين يسعيان إلى الحصول على المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي.&
&
التخلي
وقال فيلدرز إنه مستعد لتشكيل حكومة ائتلاف مع الليبراليين، رغم أنه لا يريد العمل مع رئيس الوزراء الحالي مارك روته نفسه، وبرر ذلك بأن روته "تخلى عن هولندا"، حسب قوله، ثم حمّله مسؤولية اتخاذ "العديد من إجراءات التقشف، التي أثرت على حياة الهولنديين من ذوي الدخل المتدني، وعلى الخدمات المقدمة إلى المسنين، وفرضَ ضرائب عالية، فيما كان يعطي المال كله لليونان وللاجئين".&
&
هذا ومنحت هولندا حق اللجوء لتسعة وخمسين ألف شخص في العام الماضي، وهو ما يكلف الحكومة 1.2 مليار يورو، حسب ما أعلن وزير المالية يورين ديسلبلوم.&
&
ويرفض فيلدرز، الذي يعيش تحت حماية الحكومة بشكل مستمر، فكرة أن السوريين الذين يريدون العيش في هولندا هم لاجئون بالفعل، مشيرًا إلى أنهم مروا بدول أخرى يعمّ فيها السلام، قبل الوصول إلى هولندا. فيلدرز قال أيضًا إن على دول الخليج أن تستقبل لاجئين، كما يجب على الرجال السوريين في سن الخدمة العسكرية أن يعودوا إلى بلدهم للمشاركة في القتال بدلًا من إرسال قوات أوروبية إلى هناك. &
&
وقال فيلدرز "ما عادت أوروبا تتحمل هذا الوضع"، مشيرًا إلى حوادث مثل الاعتداءات الجنسية الأخيرة في ألمانيا أثناء الاحتفال برأس السنة، خاصة في مدينة كولونيا القريبة من الحدود مع هولندا.&
&
وذكرت فضائية بلومبرغ أن فيلدرز ومنذ مغادرته الحزب الليبرالي، بسبب معارضته دعم الحزب عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وتزايد التوتر بسبب خطابه المعادي للإسلام، طالما استخدم وسائل الإعلام للترويج لأفكاره ولكسب الدعم لآرائه. وفي عام 2008 أنتج فيلم "فتنة"، وهو فيلم يعرض منظوره عن الإسلام.&

عدد أقل من المغاربة&
من الطبيعي أن يكون لفيلدرز معارضون في هولندا، إذ سبق وأن مثل امام المحكمة لتحريضه على الكراهية، وسيمثل مرة أخرى أمام المحكمة في آذار (مارس) المقبل، بسبب ما قاله في عام 2014 عن أنه يريد أن يكون هناك "عدد أقل من المغاربة" في البلد.&
&
وقال روته عن تصريح فيلدرز هذا متحدثًا في التلفزيون الهولندي يوم الأحد الماضي، قال إن هذا الكلام وتأثيره على الشباب في هولندا "كان سيئًا للغاية". وأضاف أنه قد يفكر في ائتلاف حكومي مع فيلدرز إن سحب هذه التعليقات، ثم استدرك بالقول إنه غير راغب في ذلك، حتى لو نفذ هذا الشرط.&
&
وبعد حديث روته، رفض زعيم حزب الحرية، يوم الخميس، 15 كانون الثاني (يناير)، التراجع عن تصريحاته أو الاعتذار عنها. وقال فيلدرز أخيرًا لبلومبيرغ "هذا خبر جيد، فهناك أحزاب تشبه حزبي بدأت بالظهور في دول أوروبية، وهي تواصل الصعود والتنامي، ويمكن أن تملك نفوذًا كبيرًا مثل حزبي، ولكن خارج الحكومة". وأضاف "الأفضل هو الفوز في الانتخابات وتشكيل حكومة. هذه هي غايتي، وهذا هو هدفنا الآن". &
&