أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تعارض مباحثات السلام السورية في حال عدم ضم حزب الاكراد برئاسة صالح المسلم، لافتًا الى أن موسكو لم تعرض اللجوء السياسي لبشار الاسد كما لم تطلب منه التنحي.


&

موسكو: أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لم تطلب من الرئيس السوري بشار الأسد التنحي، ولم تعرض عليه اللجوء السياسي. وعرض لافروف في مؤتمره الصحفي السنوي اليوم الثلاثاء السياسة الخارجية التي انتهجتها روسيا خلال العام 2015 وشارك في المؤتمر نحو 250 صحافيًا أجنبيًا و200 صحافي روسي. وحول تنحي الرئيس السوري، أكد وزير الخارجية الروسي "أنه في الحالتين الجواب هو لا... هذا ليس صحيحًا... لم يسأل أحد عن اللجوء السياسي، ولم يعرض على أحد شيء من هذا القبيل".

وعن مواجهة الإرهاب، قال لافروف "إن بعض السياسيين يحاولون أن يشترطوا لبدء الحرب الحقيقية ضد الإرهاب أن نوافق على تغيير النظام في سوريا، مثلاً".ونوّه لافروف إلى أن روسيا ترفض محاولات من هذا القبيل، بقوله "إن هذا خطأ كبير من السياسيين الذين يتخذون هذا الموقف".

دولة خلافة
وحذر الوزير الروسي من الخطر المحدق بالعالم برمته بسبب خطط إرهابيي "داعش" لإقامة دولة "خلافة" تمتد من باكستان إلى البرتغال، وأكد: "إنه خطر واقعي يهدد ليس الأمن الإقليمي فحسب، بل والأمن العالمي". وأكد لافروف أن قرار موسكو الاستجابة لطلب دمشق الرسمي وإطلاق عملية عسكرية في سوريا ضد الإرهاب ساعد فعلاً في تغيير الوضع بشكل جذري في هذه البلاد. وأضاف وزير الخارجية الروسي أن موسكو تدرك تمامًا مسؤوليتها عن الوضع في العالم، وتتصرف على الساحة الدولية انطلاقاً من هذا الشعور بالمسؤولية.

مبادرة بوتين
وأشار لافروف في هذا الخصوص إلى المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب. وأضاف لافروف أن العملية الروسية في سوريا ساعدت أيضًا في توضيح الوضع حول القضية بشكل عام، إذ رأى الجميع "مَن يحارب الإرهابيين فعلاً، ومَن يلعب دور أعوانهم، ومَن يحاول استغلالهم لتحقيق أهداف أحادية وأنانية".

وفي الوقت نفسه أكد لافروف أنه من المستحيل إلحاق الهزيمة بالإرهاب بالوسائل العسكرية فقط، مشددًا على ضرورة اعتماد وسائل سياسية واقتصادية، بما في ذلك التصدي للأيديولوجية المتطرفة وقطع قنوات تمويل الإرهاب، ومنها تهريب النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين بطرق غير شرعية.

تسوية النزاعات
كما دعا إلى التكامل بين العمليات القتالية والخطوات السياسية الرامية إلى تسوية النزاعات، والإجراءات الرامية إلى منع الإرهابيين من استخدام البنية التحتية الاقتصادية، مثلما يعمله تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، إذ يورد النفط المهرب وسلعاً أخرى إلى تركيا لتسويقها هناك".

كما أشار لافروف إلى أن الدور الروسي النشط في محاربة الإرهاب ساهم في تبني عدد من القرارات المهمة في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك قرارات ترمي إلى وضع حد لتمويل الإرهاب والتصدي للإرهابيين المرتزقة. وتابع الوزير الروسي أن موسكو تصر على ضرورة تطبيق تلك القرارات بنزاهة وتقديم تقارير شفافة ومفصلة بهذا الشأن إلى أمانة الأمم المتحدة.

ولفت وزير خارجية روسيا، إلى أن الغرب يستمر في تعزيز القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب حدود روسيا. وقال: "ويعمل الغرب على تعزيز قدرات آلته العسكرية في سياق سياسته "غير البنّاءة والخطيرة تجاه روسيا".

وأضاف لافروف أن الغرب يحاول أن يعيد النظر في هذه السياسة، ولكن هذه المحاولات لم تحقق نجاحًا يسترعي الاهتمام.