مرّت الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بأمان دون إراقة للدماء أو وقوع ضحايا أو انتشار أي من حالات الفوضى أو غضب أو صدامات على عكس ما كانت تتمنى وتخطط جماعة الإخوان المسلمين والقنوات الفضائية الموالية لها على مدار الأيام الماضية.


القاهرة: نجح نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في اختبار جديد في العبور بالبلاد إلى بر الأمان في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، بعدما ساهم الانتشار الجيد لقوات الأمن والجيش في الشوارع والميادين في عدم وقوع أية أعمال عنف أو وقوع أعمال تخريبية، ليمر اليوم دون أن تراق نقطة دم واحدة، على عكس ما كانت تدعو إليه جماعة الإخوان المسلمين والقنوات الموالية لها على مدار الأيام الماضية.

ويرى الخبراء السياسيون أن فشل فعاليات التنظيم خلال ذكرى 25 يناير يؤكد أن جماعة الإخوان انتهت رسميًا - تنظيميًا أو فكريًا - نظرًا لقراءات قياداتها الخاطئة بشكل متكرر للواقع، وعدم الاعتراف بالواقع، وأن الشعب المصري يساند الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكالعادة& لجأت جماعة الإخوان المسلمين إلى التضليل والكذب. وأصدر المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المفصول محمد منتصر بيانًا زعم فيه أن الجماعة نظمت 350 فعالية خلال ذكرى ثورة 25 يناير، وأن قرابة 700 ألف من أعضاء الإخوان شاركوا في فعاليات التنظيم، كما شارك التنظيم في مظاهرات ليلية خلال يوم25 يناير.

كما نشرت بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان على موقعي التواصل الاجتماعي "فايسبوك، وتويتر" صورًا كاذبة لشخصيات مغطاة بالدماء ومعلقة عليها بأنها لشهداء سقطوا أثناء احتفالهم بالذكرى الخامسة لثورة الـ25 من يناير في بعض الميادين، وهو ما تم نفيه من قبل مجلس الوزراء. من جانبه، اعتبر اللواء نصر موسى، الخبير الأمني، أن مرور ذكرى ثورة يناير بسلام يمثل نجاحًا أمنيًا كبيرًا لوزارة الداخلية وعلامة قوية على عودة المنظومة الأمنية& مرة أخرى إلى سابق عهدها.

وقال موسى ﻟ"إيلاف": "إن وزارة الداخلية لم تمنح الخارجين عن القانون أية ثغرات أمنية يستطيعون التحرك من خلالها، وقامت الأجهزة الأمنية بتوجيه ضربات استباقية للعديد من الخلايا الإرهابية ، مما ساهم بشكل أساسي في إحباط كافة المخططات الإرهابية لارتكاب أعمال تخريبية وجرائم عنف في البلاد، مما ساعد بشكل كبير في عدم وقوع أية حوادث أثناء ذكرى 25 يناير، حيث انحسرت معارك هذه الجماعات على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، وغابوا تمامًا عن أرض الواقع، ولم يظهروا في الشوارع أو الميادين".

وأشاد موسى بما يعتبره "التلاحم الشعبي بين المواطنين ورجال الشرطة في الشوارع والميادين"، مشيراً إلى أنه "مشهد يؤكد عودة الاستقرار إلى مصر، وفشل دعوات الإخوان وأنصارهم& بالتحريض ضد وزارة الداخلية عبر ملف الاختفاء القسري لبعض المواطنين، حيث خرج& الكثيرون من المواطنين& للدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة بجانب قوات الأمن، في ظل توعد& المواطنين بملاحقة أية عناصر إرهابية تحاول إفساد فرحة المصريين باحتفالات ذكرى ثورة 25 يناير أو عيد الشرطة.

في هذا الصدد، قال الشيخ نبيل عبد النعيم، مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، ﻟ"إيلاف": " إن فشل الإخوان في الحشد خلال ذكرى 25 يناير كان متوقعًا، و يؤكد أن جماعة الإخوان انتهت رسميًا، تنظيميًا أو فكريًا، نظرًا لقراءتهم الخاطئة بشكل متكرر للواقع".

ولفت إلى أن قيادات الإخوان بالخارج وأنصارهم مثل أيمن نور والبرادعي يدركون جيدًا الآن أن الشعب المصري فهم الدرس جيدًا ، ولن يكرر أخطاء الماضي قبل خمس سنوات، وعلى تلك الشخصيات الاعتراف رسميًا بالهزيمة والخضوع لقرار الشعب المصري الرافض لوجودهم وعودتهم للمشهد السياسي مرة أخرى.

وذكر عبد النعيم أن جماعة الإخوان لن تستطيع تنظيم أي مظاهرات خلال السنوات الماضية ؛ لأن الشعب لن يسمح لهم&بعد ذلك من تنظيم أي فعاليات مناهضة للدولة المصرية، فالجميع يساند الرئيس عبد الفتاح السيسي للخروج الآمن لمصر وتحقيق نهضة حقيقية.

في الوقت نفسه لم يستبعد مؤسس تنظيم الجهاد حدوث أعمال عنف وحوادث إرهابية ضد رجال الشرطة والجيش& خلال الفترة القادمة& من قبل جماعة الإخوان وأنصارهم من الجماعات الإرهابية ، ولكن هذا الأمر لن يطول ، حيث أن الحرب على الإرهاب على وشك الانحصار بشكل كبير في مصر. فيما قال نبيل زكي القيادي بحزب التجمع، لـ"إيلاف"، إن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير أكدت وفاة جماعة الاخوان، وأن الأصوات التي كانت تراهن عليها الجماعة أيضًا اختفت إلى أجل غير مسمى.

ونبه إلى أن الشباب المصري أعطى أكبر درس& بعدم نزوله في ذكرى الثورة إلا للوقوف بجانب الشرطة ومنع أي أعمال تخريب من جانب جماعة الإخوان المسلمين التي فشلت في الحشد. ولفت إلى أن الشعب المصري يدرك جيدًا أن ثورة يناير لم تحقق أهدافها بعد، وخاصة في ما يتعلق بملف العدالة الاجتماعية، ومحاسبة القاتل الحقيقي لثوار يناير، ورغم كل ذلك يرفض أي عمل يعوق مصلحة البلاد ويوقف مسيرتها نحو العودة مجددًا على المستويين السياسي والاقتصادي.

في السياق ذاته، كشف المركز المصرى لبحوث الرأي العام "بصيرة"، أن 82%& من المصريين يشعرون أن مصر أفضل في 25 يناير 2015، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقارنة بمصر قبل 25 يناير 2011 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأوضح المركز، في استطلاع للرأي أن نسبة من يرون أن أحوال البلد الآن أفضل من الأحوال قبل ثورة يناير ترتفع بارتفاع السن، مشيرًا إلى أنها تبلغ 61% بين الشباب 18-29 سنة. ولفت إلى أن الحاصلين على تعليم جامعي أقل إحساساً بالتحسن في أحوال البلد، حيث تبلغ نسبة من يشعرون أن أحوال البلد أفضل بينهم 57% مقابل 71% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط.

حسب نتائج استطلاع الرأي، فإن 29% من المصريين قالوا إن أحوال البلد بصورة عامة الآن أفضل بكثير من أحوال البلد قبل ثورة يناير، و39% يرونها أفضل، بينما 10% لا يشعرون بأي تغيير في الأحوال مقارنةً بالأحوال قبل الثورة، و10% يرون الأحوال الآن أسوأ و9% يرونها أسوأ بكثير و3% لم يستطيعوا التحديد.