باريس: تسلّط اليونسكو الضوء على مجموعة من القضايا في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة بشأن الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة (الموئل الثالث)، مثل دور الثقافة في مجال التنمية الحضريّة المستدامة، ومسألة المياه في المدن الكبيرة ودور المدن في مكافحة التطرّف والتمييز. وسيعقد هذا المؤتمر في كيتو في الإكوادور في الفترة بين 17 و 20 أكتوبر.
ووفقاً لأرقام نشرها مؤتمر الأمم المتحدة بشأن الإسكان والتنمية الحضريّة المستدامة، هناك مليون مدينة يصل عدد سكانها إلى 3.9 مليار نسمة، أي ما يزيد عن نصف عدد سكان العالم. ولا يكف هذا العدد عن التزايد حيث من المتوقّع أن تصل نسبة سكان المدن عام 2050 إلى ثلثي عدد سكان العالم. وتعدّ هذه المدن التي تساهم بما يزيد عن 70% من الناتج المحلي الإجمالي حول العالم، عناصر هامّة في تحقيق التنمية الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة.
هذا وسيشارك 15 رئيس دولة و150 وزير إسكان ومئات من رؤساء البلديّات من بينهم رؤساء بلدية باريس (فرنسا) وبوغوتا (كولومبيا) وجوهانسبرغ (جنوب أفريقيا)، بالإضافة إلى مجموعة من ممثلي الحكومات الوطنيّين والمحليّين وممثلي المجتمع المدني في المؤتمر الذي يهدف إلى اعتماد خطة جديدة للمدن خلال السنوات العشرين القادمة.
ومع إطلاق التقرير العالمي الأول بشأن الثقافة من أجل التنمية الحضريّة المستدامة، تسلط اليونسكو الضوء على الدور الاستراتيجي للثقافة، من خلال التراث الثقافي والصناعات الثقافية والمبدعة، من أجل تحقيق التنمية الحضريّة المستدامة. ويوضح التقرير بالأمثلة دور الصناعات الابتكاريّة في تعزيز الترابط الحضري الاجتماعي والتنوع الثقافي. كما يسلط التقرير الضوء على التحديات التي تواجهها المناطق الحضريّة المدرجة على قائمة التراث العالمي، أي ثلث المواقع المدرجة، وذلك في ما يتعلق بصون وإدارة التدفقات السياحيّة.
كما سيشارك في تقديم هذا التقرير كل من السيد رونالد رايز، رئيس بلديّة ستراسبورغ (فرنسا) والسيد لويس تيجادا، مدير الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، وريتشارد سينيت، محاضر في جامعة نيويورك وكلية لندن للاقتصاد. وسيترأس الجلسة كل من فرانشيسكو بندارين، مساعد المديرة العامة لليونسكو للشؤون الثقافيّة، وعمر سيسي، المدير التنفيذي للمعهد الأفريقي للإدارة الحضريّة.
كما ستقدّم اليونسكو خلال مؤتمر الموئل الثالث منشور "المياه والمدن الكبرى والتغير العالمي". ويتناول المنشور مجموعة من القضايا الرئيسة مثل إدارة الطلب المتزايد، وتكلفة المياه والوصول إلى المرافق الصحيّة، وذلك من خلال دراسات متخصّصة بشأن إدارة المياه في 15 مدينة كبيرة بارزة، من بينها: مومباي (الهند) وبوينس آيرس (أرجنتين) وشيكاغو (الولايات المتحدة الأميركية) وهو شي منه (الفيتنام) واسطنبول (تركية) ولاغوس (نيجيريا) ولندن (المملكة المتحدة) ولوس أنجلوس (الولايات المتحدة) ومانيلا (الفلبين) ومكسيكو (المكسيك) ونيويورك (الولايات المتحدة) وبيجينغ (الصين) وباريس (فرنسا) وسول (كوريا) وطوكيو (اليابان).
وبالإضافة إلى ذلك، تنظّم اليونسكو بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الكندية لليونسكو وبلديتي كيتو ومونتفيدو، وبالتعاون مع التحالف الدولي للمدن الشاملة والمستدامة لليونسكو، نقاشاً بشأن تعزيز الإدماج وردع التمييز في الأوساط الحضريّة. وسيشارك في هذا النقاش على وجه الخصوص مجموعة من رؤساء البلديّات، من بينهم: دانييل مارتينيز، رئيس بلدية مونتفيدو (الأوروغواي)، ودونيس كوديري، رئيس بلديّة مونتريال (كندا)، وكريستيان دوليغوسا سورونغون، رئيس بلديّة نيو لوسينا (الفلبين)، وويليام بيل، رئيس بلديّة برمنغهام (الولايات المتحدة الأمريكيّة).
والجدير بالذكر أنّ مؤتمرات الأمم المتحدة بشأن الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة تعقد مرّة كل عشرين عاماً. وتم تنظيم آخر مؤتمرين في فانكوفر (1976) واسطنبول (1996).
التعليقات