إيلاف من القاهرة : كشف استطلاع للرأي أن نسبة الموافقين على أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي انخفضت إلى 68% مقارنةً بحوالي 82% منذ شهرين، فيما بلغت نسبة المعترضين 24%، كما لم يستطع 8% الحكم على أداء الرئيس بعد مرور 28 شهرًا على توليه السلطة، ورصد الاستطلاع الذي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" ، حول تقييم المصريين لأداء الرئيس السيسي بعد مرور 28 شهرًا على توليه الرئاسة (يونيو 2014)، أسباب انخفاض نسبة الموافقين على أداء الرئيس المصري، ومنها : ارتفاع الأسعار، كأهم سبب لعدم الموافقة على أدائه بنسبة 74%، وهي أعلى من النسبة المشاهدة منذ شهرين 53%، يليه عدم وجود فرص عمل بنسبة 13%، ثم عدم وجود أي تحسن في أوضاع البلد بنسبة 12% ، وسوء الأحوال الاقتصادية ، وعدم وجود عدالة اجتماعية بنسبة 4% لكل منهما.

يعد المصريون الأكبر عمرًا أكثر ميلًا لانتخاب السيسي مرة أخرى إذا ما أجريت الانتخابات الرئاسية "غدًا" ،حسب السؤال الموجه لهم، حيث تبلغ نسبة من سينتخبونه بين من بلغوا من العمر 50 سنة أو أكثر 77% مقابل 41% بين الشباب أقل من 30 سنة، وفق الاستطلاع ، والذي أوضح أن : "نسبة من ينوون انتخابه مرة أخرى تبلغ 53% بين الحاصلين على تعليم جامعي مقابل 63% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط"، وذكر الاستطلاع أن : "59% من المستطلعة آراؤهم سينتخبون السيسي إذا أجريت الانتخابات الرئاسية غدًا، فيما قرر 20% عدم انتخابه، وذكر 21% أن قرار انتخابه يتوقف على المرشحين أمامه".

وكانت قد انتشرت في الفترة الأخيرة استطلاعات رأي أجرتها مراكز للرأي ( حكومية وخاصة ) حول أداء السيسي في الحكم، وكشفت في أغلبها تراجع شعبية السيسي ،مع وجود حالة من الغضب لدى المواطنين من أداء الرئيس والحكومة، في إدارة المشهدين السياسي والاقتصادي، والتي كان آخرها قرار تعويم الجنيه مقابل الدولار، ورفع أسعار المنتجات البترولية .

الثقة في الرئيس

وفي هذا الصدد، قال الدكتور صلاح حسب الله ، عضو مجلس النواب : "إن شعبية الرئيس من حيث الارتفاع أو التراجع لا يمكن القياس عليها من خلال استطلاعات الرأي التي قد تكون خادعة في بعض الأحيان ،بدليل استطلاعات الرأي الأميركية التي أكدت فوز "هيلاري كلينتون " في الانتخابات وهو ما لم يحدث ".

مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي وراء انخفاض أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي يرجع إلى سوء أداء الحكومة في بعض القطاعات، مما ينعكس سلبيًا على أداء الرئيس، خاصة وأن المواطن يثق في الرئيس ويعتمد عليه شخصيًا في تقدم البلد منذ ثورة 30 يونيو ،وبالتالي المواطن يحمل الرئيس أي إخفاقات من جانب الحكومة ، فقد ينظر إلى نجاح الرئيس من خلال أداء الحكومة.

وأكد عضو مجلس النواب ﻟ"إيلاف" أن شعبية الرئيس السيسي ما زالت كبيرة، فالمواطن المصري رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة ما زال يثق في الرئيس وقدرته على الخروج بالبلاد الى بر الأمان وفشل تظاهرات 11/11 المزعومة ، ورفض الشعب تلبية دعوات التظاهر استطلاع رأي واقعي وحقيقي على شعبية الرئيس السيسي.

تراجع منطقي

في السياق ذاته قال الدكتور وحيد عبد المجيد ، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية:" إن شعبية الرئيس لن تدوم طويلًا، فالمتفق عليه سياسيًا أنه لا يوجد نظام سياسي يحافظ على نسبة تأييده الشعبي وقت انتخابه طول فترة حكمه للدولة، ولكن المتعارف عليه أيضًا أن اتجاهات الرأي العام متغيرة دائمًا، والمثال على ذلك الرئيس الفرنسي شارل ديغول، الذي انتخب عام 58 باكتساح تام من الشعب الفرنسي، وبعد عشر سنوات من الحكم أجبر على الاستقالة، فمن يعتقد أن النظام الحالي سوف يتمتع بالتأييد المطلق والمستمر، فهو نوع من ضرب الخيال، فالتأييد يقل مع الوقت، والأهم عند الشعب الإنجازات ومواجهة الأزمات، وهي وحدها قادرة على حفاظ الرئيس على قدر من التأييد يقترب من الذي حصل عليه عند انتخابه" .

مشيرًا إلى أن المواطن تعرض للعديد من الأزمات على المستوى الاقتصادي نتيجة للقرارات الخاطئة التي اتخذها النظام والحكومة، وبالتالي كان من المنطقي تحمل الرئيس هذا الفشل وتراجع شعبيته عما كان عليه وقت انتخابه في عام 2014.

وأكد الدكتور وحيد عبد المجيد ﻟ"إيلاف" أن استمرار الأزمات الاقتصادية الخارقة التي تمر بها البلاد، وعدم وجود سياسات واضحة بشأن خروج البلاد من هذا المأزق سوف يؤدي ذلك إلى المزيد من التراجع في شعبية الرئيس، مما قد يكون عائقًا كبيرًا أمام الرئيس إذا أراد الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية القادمة والمقرر لها في يونيو2018.