إيلاف من باريس: «جميلة»… كلمة وُجدت لتصفها. هكذا تقول كلمات أغنية (Belle) من المسرحية الغنائية «نوتردام دو باري». «جميلة» وصف وُجد ليطلق على «إسمرالدا» الحاضر؛ الفنانة اللبنانية هبة طوجي. فهي ليست جميلة فحسب، بل تنشد بصوت رنان سيصدح مجددًا من باريس مع كلّ دقة جرس في الكاتدرائية الكبرى. وتعود المسرحية الغنائية الشهيرة المستوحاة من رائعة الأديب الفرنسي فيكتور هوغو «أحدب نوتردام» إلى مسرح باريس، بعد ثمانية عشر عاماً على إطلاقها.

لا شيء تغيّر؛ لا &في الفكرة ولا الإخراج ولا الأغنيات المأثورة. لكن أسماء الفنانين تبدّلت، «إسمرالدا» الجديدة &لبنانية حملت إلى العالمية حلمها وخبرتها في المسرح الغنائي مع العائلة الرحبانية.

بدأت أولى العروض المسرحية، فوقفت هبة طوجي على مسرح قصر المؤتمرات بطلة تحلم وتحقّق. وقبل أسابيع من العرض الأول، كانت لـ«إيلاف» فرصة للتجوّل في كواليس المسرحية والتحدث إلى احد منتجي العمل نيكولا تالار.

مشاركة هبة طوجي في النسخة الفرنسية من برنامج المواهب The Voice لعبت دوراً كبيراً في اختيارها. يروي تالار لـ«إيلاف» أنه لم يشاهد الإطلالة الأولى لطوَجي في البرنامج لكنّه تلقى اتصالات من أصدقائه يخبرونه فيها: «هذه هي إسمرالدتك»!

تفرح هبة طوجي لسماعها هذا الكلام، تذكّر دائمًا بأهمية تجاربها السابقة في لبنان والعالم العربي مع المنتج والموسيقي أسامة الرحباني، وتعتبر أن ما يقدّمه المسرح الرحباني لا يقلّ أهمّية عن الإبداعات والإنتاجات العالمية، في الشكل كما المضمون.

تكشف طوجي لـ«إيلاف» أن التمارين يومية وتمتد أكثر من عشر ساعات وتعتبر اللغة تحدّيًا جديدًا لها ، خصوصاً أن للغة الفرنسية خصوصيتها ورونقها.

التحدّي كبير، فقبل هبة طوجي وقفت الفنانة الفرنسية هيلين سيغارا على الخشبة نفسها وأدت الدور ذاته. ترى الجميلة اللبنانية أن كلّ فنان يعطي العمل نكهةً خاصة: «سأحاول أن أكون نفسي قبل كلّ شيء، وسأعطي كل ما لديّ من قدرات صوتية وتمثيلية لأقدّم دور الغجرية أفضل تقديم».
&
سعيدة طوجي بإنجازاتها رغم المسؤولية الكبيرة الملقاة على كتفيها، فهي من دون شكّ تمثّل العالم العربي بأسره في مشاركتها في "نوتردام دو باري"، وترى أن لديها الكثير بعد لتقدّمه إلى الجمهور الغربي.

الحكاية التي كتبها فيكتور هوغو عن المهمّشين لا تموت. كلّ الإشكاليات التي عالجها الكاتب الفرنسي تصمد في وجه الزمن. المسرحية الغنائية تعكس معاناة المهاجرين غير الشرعيين والمهمشين أمثال الأحدب «كازيمودو» في قصة حبّ وعشق وحرّية، وأغاني هبة طوجي لا تبعد عن هذه الموضوعات في المسرحية.

لكن كيف نبني عالما خالياً من المأساة وبلا حدود؟ تسأل إيلاف: «بالحب والحب والحب». تجيب طوجي بعد لحظات من التفكير. وتعد الجمهور بساعتين ساحرتين، بمشاعر كثيرة. ستجول مدى سنة في فرنسا ثم تايوان وربّما لبنان، حسب ما كشف لـ «إيلاف» المنتج نيكولا تالار.

تتذكّر هبة طوجي، الفنانة الرصينة، أنها كانت صغيرةً تجلس في غرفتها وتشاهد مسرحية «نوتردام دو باري» على شاشتها الصغيرة. كانت تقلّد «إسمرالدا» وصارت اليوم تؤدي هذا الدور في مدينة النور. ستقف في لحظة تحبس الأنفاس على المسرح وتنحني أمام الآلاف. ستغنّي للحب حتى الموت حباً. سيدعوها «كازيمودو» للرقص والغناء. سيقول لها: الموت من أجلك ليس موتًا. وهي ستجيب: «من تراه يعرف ما يخبّئ لي الغد؟».​