height=360

السيسي وعد بالعمل على تحقيق التوازن بين الأمن والحقوق الإنسان، غير أنه قال إن الامر حساس ويحتاج إلى جهد كبير.

&

انتقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طريقة تعامل سلطات الأمن مع رسام الكاريكاتير إسلام جاويش.

وأقر بإخفاق نظام الحكم في مصر في "التواصل والتفاهم" مع الشباب.

وكانت السلطات المصرية قد اعتقلت جاويش، المعروف برسوماته الساخرة من الأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر.

وقالت السلطات إنه قبض على الرسام بتهمة "إدارة موقع الكتروني دون الحصول على ترخيص من الحكومة ومخالفة قانون حماية حقوق الملكية الفكرية بسبب استخدامه برامج حاسب آلى مقلدة."

غير أن النيابة العامة أفرجت عنه لاحقا دون توجيه أي اتهامات له على ما يبدو.

واعتبرت أحزاب سياسية ونشطاء حقوقيون اعتقال جاويش اعتداء على حرية التعبير والرأي في مصر.

وألمح السيسي إلى أن التعامل مع جاويش لم يكن صحيحا.

وأشار، في مداخلة مع محطة تليفزيون محلية مساء الاثنين، إلى أنه تم التعامل مع حالة جاويش بشكل، ثم اتضح أن الأمور لم تشر إلى أن هذا الشكل كان صائبا.

غير أن السيسي قال "سوف نجد ضمن الـ 90 مليون مصري نقاطا غير مريحة يوميا مثل حالة جاويش".

واعتبر أن "هذه أمور طبيعية في دولة لا تزال في حالة ثورة منذ 5 سنوات، الأمور فيها لم تنضبط بعد".

ويشكو الكثير من المنظمات الحقوقية المصرية والدولية مما يعتبرونه تضييقا على حرية التعبير والنقد في مصر بعد أن عُزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو عام 2013 من قبل الجيش بقيادة السيسي في ذلك الوقت بعد احتجاجات شعبية.

وتعتبر المنظمات أن قانون "تنظيم التظاهر" أداة لمنع الاحتجاج والتعبير عن الرأي في مصر.

توازن بين الأمن والحقوق

وتعهد السيسي، في المداخلة التليفزيونية، بالعمل على تحقيق التوازن بين متطلبات الأمن وحقوق الإنسان.

غير أنه قال إن تحقيق التوازن "أمر حساس ودقيق ويحتاج إلى جهد كبير ومتابعة دقيقة."

وأكد أنها "لا يغضب ولا يضيق من النقد"، قائلا إن "الاختلاف وارد وطبيعي".

وكانت انتقادات حادة قد وجهت إلى بعض سياسات نظام حكم السيسي وبعض المشروعات التي دشنها.

وطالب السيسي بأن يكون لدى المنتقدين المعلومات الكافية.

وقال "النقد القائم تنقصه المعلومات للحكم" على القرارات والسياسات المطبقة.

وأقر الرئيس المصري بأن هناك عدم ثقة من جانب الشباب المصري في القائمين على الحكم في مصر.

وكان الشباب قد لعب دورا مؤثرا في ثورة 25 يناير 2011. كما وعد السيسي في حملته الانتخابية الرئاسية بالاهتمام بالشباب والاعتماد عليهم.

إلا أنه بعد أكثر من عام ونصف من توليه الرئاسة، اعترف السيسي بأن السلطة الحالية "لا تعرف كيف تتواصل مع الشباب وتوجد مساحات تفاهم معهم".

وقال إنه رغم أنه شخصيا يثق في الشباب، فإن هناك حاجة "لإيجاد الثقة المتبادلة بيننا وبين الشاب."
ونبه إلى إن هذا الأمر "يأخذ وقتا".

"تثبيت الدولة"

ويساور الشباب المصري ومنتقدي السيسي مخاوف من أن مصر لا تسير في الطريق المأمول بعد ثورة يناير بما يحقق شعارات العيش والحرية والكرامة الإنسانية.

وطالب السيسي المصريين بالصبر، مشيرا إلى أنه في عام 2011 كانت مصر "بقايا وأشلاء دولة بعد 50 عاما من الإهمال بعد هزيمة 1967".

وقال إن استراتيجيته في السنوات الأربع المقبلة هي "تثبيت الدولة ومنع انهيارها".

ووصف التحديات التي تواجه مصر الآن بأنها "فوق الخيال".

ويعتبر السيسي ومؤيدوه أن تهديدات الجماعات الإسلامية المتشددة "يستهدف مؤسسات الدولة المصرية وإثارة الفوضى فيها."

وقال إن "الإنصاف والعدالة يقولان إن 50 سنة من التردي تحتاج إلى 50 سنة أخرى لإعادة البناء".

غير أنه عبر عن تفاؤله بأن "إعادة البناء سوف تستغرق أقل من ذلك."

&